أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن افتتاح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار يوم 10 يناير 2020 لجامع الفتح الملكى بحى عابدين بالقاهرة ، تلاها زيارة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أول كنيسة تم تأسيسها فى قارة أفريقيا بالكامل تلاها افتتاح المعبد اليهودى “إلياهو هانبى” بالإسكندرية يُعد يومًا خالدًا فى تاريخ مصر ، ويقترح أن يكون يومًا لتلاقى الأديان والحضارات على أرض مصر ، يومًا للسلام العالمى تحتفل فيه مصر والعالم تحت مبدأ ” الكل فى واحد”.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن مصر ركيزة إنطلاق معانى السلام إلى العالم أجمع فهى البلد الوحيد التى بوركت بقدوم أنبياء الله إليها ، فقد جاءها نبى الله إبراهيم وعاش بها نبى الله إدريس وعاش بها نبى الله يوسف وإخوته وأبيه نبى الله يعقوب وتربى بها نبى الله موسى ولجأت إليها السيدة العذراء تحمل نبى الله عيسى وكانت مشعل الحضارة والتنوير والوسطيه للإسلام وسماحته الذى احتضن كل الديانات .
ويوضح الدكتور ريحان أن مصر البلد الوحيد فى العالم التى تمتلك خمسة مجمعات للأديان، مجمع سانت كاترين ومصر القديمة والبهنسا والإسكندرية وحارة زويلة بالقاهرة وطرق تاريخية تلاقت عندها كل الأديان وهى طريق خروج بنى إسرائيل بسيناء وطريق الحج المسيحى القديم ومسار العائلة المقدسة ودرب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر سيناء وعبر نهر النيل.
ويشير الدكتور ريحان إلى الملتقى الأول الذى تضمه منطقة فريدة مسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 2002 وهى منطقة سانت كاترين المرتبطة بمناجاة نبى الله موسى ربه عند شجرة العليقة المقدسة وتلقيه ألواح الشريعة الموسوية عند جبل سيناء المقدس ودير سانت كاترين أشهر أديرة العالم والجامع الفاطمى داخل الدير.
وينوه إلى المجمع الثانى وهو مجمع مصر القديمة ، حيث معبد بن عزرا والكنائس التى باركتها العائلة المقدسة وتشمل كنيسة إبى سرجة وبها المغارة التى أقامت بها العائلة المقدسة وديرين للراهبات والكنيسة المعلقة والقديسة بربارة ومارجرجس وقصرية الريحان وكنيسة أبا كير ويوحنا ومارجرجس للروم والشهيد أبو سيفين والأنبا شنودة وكنيسة أبى سرجة علاوة على جامع عمرو بن العاص ثانى أقدم مساجد مصر وأفريقيا بعد مسجد سادات قريس ببلبيس محافظة الشرقية.
ويوضح أن المجمع الثالث هو مجمع البهنسا بمحافظة المنيا والتى تضم شجرة استظلت بها العائلة المقدسة وهى موضع تقديس هناك وقبة السبع بنات وهن راهبات قاتلن فى جيش المسلمين أثناء الفتح وقتلهم الرومان فإحترمهم المسيحيون والمسلمون علاوة على وجود قبور لسبعين صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُطلق على المنطقة بقيع مصر.
ويتابع الدكتور ريحان أن المجمع الرابع هو مجمع المعبد اليهودى بوسط الإسكندرية والذى يضم معبد إلياهو حنابى وكنيسة القديس سابا المعروفة بكنيسة الجرس ومسجد أنجى هانم ومسجد العطارين أمّا المجمع الخامس فهو مجمع حارة زويلة بالجمالية الذى يضم كنيسة السيدة العذراء أقدم الكنائس الأثرية فى مصر التى بنيت فى القرن الرابع الميلادى وأشرفت على بنائها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى وهى أحدى محطات رحلة العائلة المقدسة قادمة من المطرية وقد أصبحت كنيسة السيدة العذراء المقر البابوى لأكثر من ثلاثة قرون حتى عام 1660م والذى كان قد انتقل سابقًا من الإسكندرية إلى الكنيسة المعلقة ومنها إلى كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة كما تضم معبد السيد يوسف بن ميمون اليهودى طبيب البلاط السلطانى فى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى وأحد المقربين منه الذى يعود إلى القرن 13م ودار الخرنفش ومازالت قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها حيث استمر العمل بها حتى عام 1962م علاوة على آثار شارع المعز لدين الله الإسلامية.
ويشير الدكتور ريحان إلى امتلاك مصر أربعة طرق تاريخية دينية تعد قيمة عالمية استثنائية وهى طريق خروج بنى إسرائيل من مصر عبر سيناء وطريق الحج المسيحى القديم من القرن الرابع الميلادى عبر سيناء والمستمر حتى الآن ومسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق ودرب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء.