أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن بداية الحج المسيحى فى مصر منذ القرن الرابع الميلادى تؤكد أن فكرة الحج المسيحى قامت على أساس أنها رحلة روحانية للتبرك بالمواقع الذى باركها السيد المسيح والسيدة العذراء بموقع ميلاد السيد المسيح ومواقع مسار العائلة المقدسة حين هروبها إلى مصر وقد تأكد هذا المعنى فى أول رحلة حج مسيحى فى التاريخ قامت بها القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين بعد الاعتراف بالمسيحية فى مرسوم ميلانو عام 313م وقام قسطنطين بتشييد كنيسة الميلاد فى بيت لحم فى موقع ميلاد السيد المسيح وقامت القديسة هيلانة بتشييد كنيسة القيامة
ويضيف الدكتور ريحان أن القديسة هيلانة اتجهت بعد ذلك للحج إلى الجبل المقدس بسيناء وبنت كنيسة العذراء مريم فى حضن العليقة المقدسة والذى أدخلها الإمبراطور جستنيان ضمن كنيسته الكبرى الذى أنشأها بدير طور سيناء الذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين وأطلق على الكنيسة الكبرى كنيسة التجلى الذى تضم أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم ثم اتجهت إلى وادى النيل لتبنى كنيسة بجبل الطير بمحافظة المنيا أطلق عليها كنيسة الكف أو الصخرة ولها قصة شهيرة حيث وضع السيد المسيح كفه على صخرة كادت تقع عليهم فطبعت الكف على الصخرة وبهذه الكنيسة المغارة التى اختبأت بها العائلة المقدسة ثلاثة أيام ومعمودية وشجرة العابد من أشجار اللبخ
ومن هذا المنطلق يؤكد الدكتور ريحان أن الحج المسيحى ليس له مكان أو زمان أو مواقع بعينها أو طقوس معينة وبذلك تعتبر رحلات الحج المسيحى هى رحلات للسياحة الروحانية للتبرك والحصول على الطاقة الروحانية فى مواقع باركتها السيدة العذراء والسيد المسيح وبذلك تشمل هذه الرحلات أصحاب كل الأديان والحضارات الراغبون فى التبرك بهذه المواقع ويقترح خط سير لرحلة الحج إلى مصر تتضمن التوسع فى نطاق الزيارة ليشمل كل المواقع المباركة فى مصر التى مرت بها العائلة المقدسة بالإضافة إلى منطقة سانت كاترين والتى ربطت القديسة هيلانة بينها وبين مواقع باركتها العائلة المقدسة ولها شهرة عالمية كملتقى للأديان والحضارات
ويقدم الدكتور ريحان خط السير المقترح على أن يتضمن زيارة 17 موقع زارتها العائلة المقدسة بالقاهرة تشمل شجرة مريم في المطرية، كنيسة العذراء بمنطقة الزيتون وكنيسة العذراء بحارة زويلة ودير مارمينا العجايبى بفم الخليج وكنيسة العذراء في المعادى وكنائس مصر القديمة وتشمل ديرين للراهبات، الكنيسة المعلقة والقديسة بربارة ومارجرجس وقصرية الريحان وكنيسة أبا كير ويوحنا ومارجرجس للروم والشهيد أبو سيفين، والأنبا شنودة وكنيسة أبى سرجة الت تضم المغارة التى اختبأت بها العائلة المقدسة
ويتابع خط سير الرحلة لتشمل زيارة أديرة وادى النطرون وتشمل دير الأنبا مقار ودير السريان ودير البرموس ودير الأنبا بيشوى ثم زيارة المواقع بالدلتا وتشمل كنيسة العذراء والقديس أبانوب بسمنود وبها بئر ماء وإناء كبير عجنت فيه السيدة العذراء خبزًا ودير القديسة دميانة بالبرلس وصخرة موضع تقديس بسخا ثم تتجه الزيارة إلى دير سانت كاترين وتعود منه إلى كنيسة المعادى لتنزل على الدرج الذى نزلت من خلاله العائلة المقدسة عبر نهر النيل ومازال موجودًا حتى اليوم لتستقبلها مركب سياحى يصمم خصيصًا لطبيعة الرحلة ليأخذ الحجاج نفس المواقع التى مرت بها العائلة المقدسة إلى موقع منف القديمة (البدرشين) ثم إلى البهنسا بالمنيا ومنها إلى شرق النيل لتصل إلى جبل الطير ثم غرب النيل إلى الأشمونين، ديروط، القوصية، مير إلى دير المحرق نهاية الرحلة ثم تعود من درنكة بأسيوط لتستقل المركب منها كما فعلت العائلة المقدسة لتعود الرحلة إلى القاهرة موقع حصن بابليون القديم
ويوضح الدكتور ريحان أن كل المواقع المذكورة كخط سير للرحلة تضم كنائس وأديرة بنيت تبركًا بمرور العائلة المقدسة ومواقع حدثت بها معجزات مثل نبع ماء عذب أنبعه السيد المسيح وسط منطقة مشبعة بملح النطرون يطلق عليه نبع الحمراء على بعد 3 كم من دير البرموس وكف السيد المسيح بجبل الطير وشجرة استظلت بها العائلة المقدسة فى المطرية ونبت حولها نبات البلسان العطرى وموقع عجنت فيه السيد العذراء خبزًا بسمنود
ويطالب الدكتور ريحان بأن لا يقتصر برنامج الزيارة فى المواقع السابقة على الآثار المسيحية فقط بل كل الآثار المصرية فى محيط كل محطة من محطات المسار وبهذا البرنامج المقترح تزيد عدد الليالى السياحية وتتوسع دائرة رحلة الحج الروحانية لتشمل كل مقومات السياحة الدينية والثقافية بكل موقع