مثل العرض المسرحي “أيام صفراء” مصر في مهرجان المسرح العربي بالأردن في دورته ال ١٢، وهو من إنتاج مركز الهناجر للفنون، وقد حقق العرض نجاحاً مبهراً وحاز على تقدير الجمهور العربي بالمهرجان. ولهذا قمت بإجراء حوار مع الفنان محمد دسوقي مدير مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية حول عرض “أيام صفراء”، وأسباب تميزه، ولماذا لم يشارك بالمسابقة الرسمية بالمهرجان.
** ما هي ظروف مشاركة عرض “أيام صفراء” بمهرجان المسرح العربي بالأردن؟
= أجاب الأستاذ محمد دسوقي: إن مهرجان المسرح العربي بالأردن يُعقد سنوياً في الفترة من 10 – 16 يناير، وفي دورته الأخيرة “الثانية عشر” اختار من مصر عرض مسرحية “أيام صفراء” للمشاركة بالمهرجان، وهو العرض الوحيد الذي تم اختياره من مصر، رغم أنه قد تقدم حوالي أكثر من 30 عرض للمشاركة بالمهرجان، إلا أن إدارة المهرجان اختارت “أيام صفراء”، وهو من إنتاج مركز الهناجر للفنون.
** هل فوز “أيام صفراء” بعدة جوائز سابقة هو سبب اختياره للعرض بمهرجان المسرح العربي؟
= هذا العرض تحديداً _ أيام صفراء_ عندما شارك في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال 12 العام الماضي، في أغسطس 2019، فاز بـ 8 جوائز، أولهم جائزه أفضل عرض مسرحي في المهرجان، ثم حصل ثلاثة ممثلين على جوائز أفضل ممثلين، منهم رامي الطمباري، أفضل ممثل، ورباب طارق أفضل ممثلة، كما حصل عابد عناني على جائزه أفضل ممثل دور ثاني، والذي كان يقوم بالدور بدلاً من محمود عزت، ولكن بعد هذا كان لدى عناني عمل آخر واضطر للسفر إلى الإمارات، ولهذا حل محمود عزت بدلاً منه في عرض الأردن.
كما حصل العرض على جائزة أفضل موسيقى وأفضل ديكور، وأفضل مخرج، وأفضل تصميم إضاءة.. أي 8 جوائز، ولكن ليست هذه هي الأسباب فقط التي جعلت العرض يشارك بمهرجان المسرح العربي، ولكن لجودة هذا العرض قمنا بإرسال شريط فيديو للعرض لتشاهده لجنة المشاهدة المكونة من خمسة فنانين من خمس دول عربيه، وهم الذين قرروا أن هذا أفضل شريط شاهدوه لعرض مسرحي يمكن أن يعرض في مهرجان المسرح العربي.
** ماذا عن مؤلفة العرض، وظروف الاستعانة به كي يعرض بدايةً في مصر؟
= مسرحيه “أيام صفراء” تأليف “دانيللا يانتش”، وهي سويسرية من أصل يوغسلافي، وهي تقيم إقامة كامله في ألمانيا، وهي تقريبا لا يتجاوز عمرها 28 عاماً أو أكثر قليلاً، و هذه التجربة المسرحية عاشتها هي نفسها، حيث قالت أنها عاشتها وهي طفله أيام ما كانت تقيم في البوسنه والهرسك، وكان عمرها وقتها حوالي 10 سنوات، و قد عاشت تجربة الحروب الطائفية العرقية هذه، وتأثرت بها جداً، فكتبتها بعد ذلك عرضاً مسرحياً.
وتابع: أن نفس هذا العرض قد تم تقديمه من قبل في حوالي أربع دول أوروبية ولكن مصر هي الدولة العربية الأولى التي يعرض فيها هذا النص.
وأوضح أ. محمد دسوقي أن من قام بجلب هذا النص لتحويله لعمل مسرحي بمصر هو المخرج المسرحي الشاب أشرف سند، والمسرحية بطوله الفنان رامي الطمباري، والفنانة رباب طارق، الفنان محمود عزت، والفنانة ساره عاشور، وسينوغرافيا الملابس والديكور للفنان الرائع فادي فوكيه. الموسيقى التصويرية لباهر جمال، وتصميم التعبير الحركي للفنان محمد شفيق، وعناصر العرض كثيرة جداً وممتلئة بالتميز.
** لماذا لم يُعرض “أيام صفراء” داخل المسابقة الرسمية بالمهرجان؟
=كان من الممكن أن يكون عرض “أيام صفراء” داخل المسابقة الرسمية بالمهرجان بالأردن لولا أن مؤلفة العرض أجنبية، ومن ضمن شروط ولوائح مهرجان المسرح العربي أن يكون كل المبدعين من المنطقة العربية، بمعنى أن المؤلف يجب أن يكون عربي وأيضا الممثلين والمخرج وحتى مهندس الديكور.. أي لا يكون ضمنهم أي شخص أجنبي، وبالتالي العروض المسرحية حتى ولو كانت متميزة، لكن تلك ذات المؤلف الأجنبي تكون خارج المسابقة الرسمية، وتُعرض في مسار آخر.
وقد اختار المهرجان هذا العام 6 عروض فقط خارج المسابقة الرسمية، كان بينهم مصر بمسرحية “أيام صفراء”، وكانت هناك عروض أخرى من تونس، والجزائر، والأردن، والمغرب كلها خارج المسابقة، وكانت هناك 9 عروض أخرى داخل المسابقة الرسمية.
وقد عُرضت مسرحية “أيام صفراء” يوم 13 يناير الجاري على مسرح “الشمس” بالعاصمة الأردنية “عمان”، وقد قُدم العرض مرتين متتاليين. والمهرجان كان كبير جداً ويضم أكثر من 10 دول مشاركة بفعاليات المهرجان.
ولأن مصر لم تكن مشاركه بعرض مسرحي داخل المسابقة الرسمية هذا العام، فقد ذهبت جائزه أفضل عرض مسرحي عربي متكامل الى مسرحيه “جي بي إس” وهو عرض جزائري، والحق أن الجزائريين الذين فازوا بها يستحقون هذه الجائزة.
** كيف تم استقبال عرض “أيام صفراء” من جانب الجمهور الأردني والعربي؟
= الحمد لله كان عرضاً جيداً جداً، وتم استقباله بشكل رائع جداً، ووفود عربية كثيرة جداً كانت مبهورة بالعرض المصري لدرجة أن بعض رؤساء المهرجانات المسرحية بالدول العربية جاؤوا للمخرج، وجاؤوا لي، وطلبوا أن يقدم عرض مسرحية “أيام صفراء” عندهم في مهرجانات بلادهم، وتحديداً مديرا مهرجانات تونس والمغرب هما من طالبوا بتقديم العرض في بلديهما.
** برأيك، ما أكثر ما يميز عرض “أيام صفراء”، والذي بسببه حقق كل هذا النجاح؟
= عرض “أيام صفراء” عمل جدل كبير جداً، بوجوده في المهرجان.. إذ كان على قدر كبير جداً من التميز.
فأهميه مسرحية “أيام صفراء” أنها تتحدث عن الحروب الطائفية العرقية والتمييز بين البشر، وهي تدعو الى قبول الآخر وعدم التمييز وتشرح ثقافه السلام ومحبة الآخر، وأن هذا هو الخلاص الوحيد للبشرية والإنسانية.
موضوع الحروب الطائفية العرقية هذا يهم الكثيرين جداً من العالم العربي، وكذلك القارة الأفريقية وأوروبا، فهي قضية إنسانية يعاني منها العالم في هذا التوقيت تحديدا.
** ما أكثر ما أسعدك خلال هذا المهرجان؟
= أجاب أ. محمد دسوقي: الحمد لله مع نهاية المهرجان يوم 16 يناير كان هناك شيء طيباً جدا، وهو أنه مع ظهور النتيجة يوم 16 يناير، فاز 5 شباب مصريين بجوائز التأليف المسرحي، حيث حصل المصريون على الجائزة الأولى والثانية والثالثة (جائزة التأليف المسرحي للكبار).
وكانت هناك مؤلفه مصرية حصلت على جائزه أفضل تأليف لمسرح الأطفال، وهناك شاب مصري آخر حصل على جائزة أفضل بحث علمي عن المسرح، وبالتالي حصل خمس شباب مصريين على خمس جوائز للتأليف والبحث العلمي يوم إعلان الجوائز.