يباشر مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء 21 يناير، المحاكمة التاريخية الرئيس دونالد ترامب.
وتبدأ هذه المحاكمة في ظل استقطاب كبير وتصلب في مواقف المعارضة الديمقراطية المطالبة بإقالته والغالبية الجمهورية المصممة على تبرئته وبأسرع ما يمكن.
بعد أربعة أشهر على انكشاف القضية الأوكرانية التي تلقي بظلالها على نهاية الولاية الأولى للرئيس الجمهوري، وقبل أقل من عشرة أشهر من انتخابات رئاسية يخوضها ترامب للفوز بولاية ثانية، يجتمع أعضاء مجلس الشيوخ.
وهاجم ترامب مجدداً لدى وصوله إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس محاكمته التي وصفها بأنها “مشينة” و”مطاردة شعواء”.
وتقضي مهمة أعضاء مجلس الشيوخ الذين أقسموا اليمين لدى افتتاح المحاكمة رسمياً بتحديد ما إذا كان ترامب أقدم فعلاً على استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس كما يرد في اللائحة الاتهامية التي أيدها مجلس النواب في ديسمبر وقرر على أساسه عزل الرئيس.
وهذه محطة بارزة في الولايات المتحدة إذ إنها المرة الثالثة فقط في تاريخ هذا البلد يقوم فيها الكونجرس بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.
وسيغيب ترامب عن جلسات مجلس الشيوخ حيث سيمثله فريق محاميه، وسيكون في دافوس للمشاركة على مدى يومين في المنتدى الاقتصادي العالمي حيث يلقي كلمة أمام النخب السياسية والاقتصادية قبل بدء المداولات في مجلس الشيوخ.
وتولى الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب التحقيق واتهموا على أساسه ترامب بابتزاز كييف من خلال تجميد مساعدة عسكرية لأوكرانيا واشتراط فتح التحقيق بحق بايدن لمنحها.
رد محامو ترامب في مذكرة من 110 صفحات سلمت الاثنين للكونجرس أن “الرئيس لم يرتكب أي فعل سيء”.
وهاجم محاموه “آلية مزورة” تشكل “انحرافاً خطيراً عن الدستور”، معتبرين أن الاتهامات التي أقرت بحق الرئيس بأصوات الديمقراطيين حصراً لا يترتب عنها عزله لأنها “لا تتضمن أي جريمة أو انتهاك للقانون”.
ودعا الفريق القانوني في البيت الأبيض الذي ضم إلى صفوفه بعض نجوم السلك القضائي مثل المدعي العام السابق كينيث ستار الذي سعى لعزل بين كلينتون إثر فضيحة مونيكا لوينسكي، إلى “التبرئة الفورية” للرئيس الأميركي الخامس والأربعين في مجلس الشيوخ.
ويرى الديمقراطيون المكلفون الادعاء في المحاكمة أن ترامب يقول من خلال خطه الدفاعي إنه “لا يمكن لمجلس الشيوخ عزله حتى لو أُثبتت التهم بحقه”.
لكن تبدو تبرئة ترامب شبه مؤكدة على ضوء الغالبية الجمهورية الموحدة في دعمها له في مجلس الشيوخ
في المقابل، يعتزم النائب الديمقراطي آدم شيف الذي يتولى دور المدعي العام، إثبات أن الرئيس ارتكب ثلاث مخالفات للدستور تستوجب عزله، مؤكداً أن ترامب “التمس تدخلاً أجنبياً، وعرّض أمننا القومي للخطر وسعى للغش في الانتخابات المقبلة