يكشف لنا إشعياء النبي قبل تجسد السيد المسيح بمئات السنين عن فحوي هذه الرسالة الإلهية, فيقول روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاقأش61:1التي استشهد بها الرب يسوع في مجمع الناصرة بأنها نبوءة عنه, وتمت فيه بمجيئه حيث قال لهمإنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكملو4:21, هذه رسالته التي جاء وتجسد من أجلها: أن يكون معزيا للمساكين شافيا لمنكسري القلوب, مناديا للمأسورين بالطلاق وللعمي بالبصر وللمنسحقين بالحرية. لتؤهل بشريتنا إلي ميراث الحياة الأبدية الذي يحتاج إلي:
الخلاص من الخطية: وآثارها التي أفسدت أفكار وقلب وضمير الإنسان واستعبدها وأصبح يحصد ثمارها.
الخلاص من سلطان إبليس: الذي هو قتال منذ البدء وأوقعنا وأسر نفوسنا وصرنا تحت العبودية.
الخلاص من أجرة الخطية: ومن غضب الله المعلن علي جميع الناس وآثامهم.
الخلاص من الموت الأبدي: بتعدي وصايا الله والخروج علي طاعته وسلطانه.
+ خلاص النفوس التي ماتت بالخطية وانفصلت عن الله روحيا.
+ خلاص يؤهلنا لميراث الحياة الأبدية الذي يستطيع أن يقوم به أو يقدمه أي مخلوق بشري أو سماوي, كما قال القديس أغريغوريوس في قداسهلا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبي ائتمنتهم علي خلاصنا, بل أنت بغير استحالة تجسدت وتأنست وأشبهتنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.
+ هذا هو الخلاص الذي جاء الرب يسوع ليتممه لأنه مهما كانت منزلة أي إنسان فلا يمكنه أن يقوم بهذا الخلاص العظيم ولذلك وجب أن يكون مخلصا فريدا في نوعه, لا مثيل له وليس من جنس البشر فهو من حق الله مخلص البشر وحده الذي قال:
أنا أنا الرب وليس غيري مخلصأش43:11.
أليس أنا الرب ولا إله غيري وأنه بار ومخلص ليس سواي.
أنا الرب مخلصك وفاديك.
عيني قد أبصرتا خلاصكلو2:30
جاء السيد المسيح وأكمل هذا الخلاص الذي يعجز عنه البشر والذي من حق الله وحده, ولايقوم به إلا هو كما قال الملاك ليوسف.
+ تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم مت1:21.
+ وكما بشر الرعاة ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الربلو2:11.
وكما أيقنت السيدة العذراء فقالتتبتهج روحي بالله مخلصيلو1:47.
كما قال سمعان الشيخ بالروحلأن عيني قد أبصرتا خلاصكلو2:30.
وكما تكلمت حنه ووقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليملو3:17.
وكما أعلن يسوع نفسهلأنه لم يرسل الله ابنه إلي العالم ليدين العالم, بل ليخلص به العالميو3:17
وكما شهد له السامريون أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالميو4:42.
وفجر جديد علي البشرية
وإن كان الرب وحده قادر أن يقولأنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرهاأش43:25.
فإنه وحده القادر أن يغفر الخطايا وأيد هذا السلطان في أكثر من مناسبة, مبينة للكتبة أن له سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايامر2:10.
لقد أشرق علي البشرية فجر جديد بميلاد الرب يسوع, وكان بحق مولد عهد جديد تظلله السماء ويهتف بظهوره خدام العرش وملائكة النور يحوطه المجد والجلال ويحف به الطهر والقداسة والنقاء.
لأنه جاء لخلاص العالم.