برعاية وحضور الأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة الحديد اقيم بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة أمسية بعنوان “اللغة القبطية والألحان علاقة على مر الزمان” حاضر فيها هاني جرجس فلتس المحاضر في دراسات اللغة القبطية باللجان المتخصصة بأسقفية الشباب بحضور العديد من الاباء كهنة ايبارشية شرق السكة الحديد و خدام مدرسة الشمامسة والمساعدين بالكنائس والعديد من الشمامسة والخدام والخادمات
فى البداية طرح هانى جرجس سؤال مهم حول العلاقة بين اللغة القبطية و الألحان الروحية ؟ وأوضح انه لكي نفهم هذه العلاقة لابد أن نتعرف على ثلاثة أمور :
اولا اللغة القبطية :
هي اللغة المصرية القديمة ، واللغة الأصلية لأجدادنا الفراعنة تحدثوا بها منذ أكثر من سبعة الاف عام مضى و لكل شعب أصيل لغة يتحدث بها حتى لو تعلم مائة لغة أخري ؛و لقد مرت لغتنا بمراحل للتطور و النمو من حيث الكتابة و النطق فمن حيث الكتابة بدأت بالخط الهيروغليفي ( لغة الكهنة ، أو اللغة الرسمية ) و تعني خط المقدس و كانت عبارة عن رسومات تعبر عما يدور في ذهن الكاتب و كانت قاصرة على كهنة الفراعنة فقط ثم مرت بالخط الهيراطيقي حتى وصلت الى الديموطيقي ( لغة الشعب المصري المتداولة ) وهو ما وجد على حجر رشيد و تمت ترجمته بواسطة العالم شامبليون وعرفنا به اللغة المصرية القديمة وقد أستخدمت اللغة القبطية في الصلوات والألحان الكنسية فيما بعد
فلقد دخلت الى اللغة القبطية الكثير من الكلمات اليونانية وذلك بسبب الفتح الروماني لمصر بواسطة الاسكندر المقدوني وذلك قبل الميلاد بحوالي 300 عاما وحصل دمج بين الحضارتين الفرعونية و اليونانية لتنتج الحضارة الهلينية و يقول المتنيح الدكتور شاكر باسيليوس عن الاندماج الذي حدث بين اللغتين بأنه يشبه الزواج الكاثوليكي
الألحان: هي ذلك التراث التسبيحي الذي حفظته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدى أكثر من ألفيّ عام، والتي انتقلت والت إلينا عبر القرون السابقة وذلكعن طريق التسليم الشفهى ووجود الالحان حتى اليوم هى بمثابة معجزة حقيقية مثلها مثل الاثار التى تسلب من مصر منذ سبعة الاف سنة ومازالت باقية الى اليوم رغم السرقات العديدة
وهي نغمات موسيقية تستقر داخل اعماق النفس يحفظها الانسان و يتذكرها جيدا و لذا تمت بها صياغة العديد من عقائد الكنيسة و قد استخدمها البابا أثناسيوس الرسولي للرد على بدعة أريوس عندما قدم لنا لحن أومونوجينيس و الذي نظمه على موسيقى لحن فرعوني يسمى لحن البقرة و يبغ عدد الألحان القبطية فى الكنيسة حوالي 575 لحنا دخل اليها أيضا القليل من الألحان اليونانية و السريانية و الرومية و لقد كتبت الالحان كلها تقريبا فبل بداية القرن الخامس أي قبل انقسام الكنيسة في مجمع خلقيدونية أي ان كل العقائد الموجودة فيها أجمع عليها كل المسيحيين
واوضح هانى جرجس لماذا تتلى الألحان و القداس باللغة القبطية فى خمسة نقاط وتتمثل فى : انها اللغة الأصلية التي كتبت بها و الترجمة تفقدها الكثير من المعاني الموجودة بها ،ولأن القافية نظمت باللغة القبطية و الترجمة تجعها بدون قافية وغير شعرية ،كما أن بعض الالحان نظمت بحيث يكون الربع الأول يبدأ بحرف الألفا (أول الحروف) و الربع الثاني يبدأ بحرف البيتا (ثاني الحروف) و هكذا و عند الترجمة لا يمكن الالتزام بذلك فتفقد اللحن جماله ،و إن اللغة القبطية بها سبعة حروف متحركة يبنى عليها الهزات و النغمات و عند الترجمة تكون هذه الهزات على حروف ساكنة في اللغة العربية مما يخرب اللحن ،كما أننا عندما نسمع أو نردد كلمات بلغة غير تلك التي تتحدث يكون الانتباه و التركيز أعلى حتي تفسر معنى الكلمات
وقدم هانى جرجس نصيحة للحضور بخصوص تعريب الالحان فقال: بدلاً من أن تطلب تعريب الألحان حاول أن تتعلم لغتك القبطية و قبل أن تتعلمها حول أن تحبها فحب اللغة القبطية يسهل تعلمها و ان تعلمتها و أحببتها سيساعدك هذا على إبتكار وسائل جميلة لتعليمها
واوضح هانى جرجس إن حركة تعريب الألحان أوجد مشكلة عدم الوضوح لبعض الكلمات القبطية فعلي سبيل المثال كلمة أفطونف أي (قام) ولكن المعني الأصلى “هو أقام نفسه” فالتعريب للغة القبطية هو بمثابة فيروس الكمبيوتر يجعلنا ننسي الأصل ولايعطى المعنى المقصود
وطالب جرجس بتشجيع مدرسي اللغة القبطية لعمل وسائل توضيحية وكتابية لتشجيع الإقبال لدراسة اللغة القبطية
واختتم اللقاء ببعض المداخلات من السادة الحضور، كما أجاب هاني جرجس فلتس على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وللاستاذ الأستاذ هاني جرجس فلتس على تشريفة ومحاضرتة الهامة
وفى ختام الأمسية قامت الخادمة مريم سمير بعمل ورش عمل ناجحة مع تلاميذتها الناشطات في ذات المجال عن اللغة القبطية وطرق تدريسها كما عرضت بعض الابتكارات والألعاب التى يمكن بها تسهيل تعليم اللغة القبطية للصغار والكبار ويقومون بتطبيقها فى مدارس التربية الكنسية واستمتع الحاضرين بانشطة الورشة وفى مقدمتهم الأنبا مارتيروس والآباء الكهنة وقادة الشمامسة .