عندما خلق الله الإنسان نفخ فيه نفخة حياة فصار التراب نفسا حية ومنذ هذه الخليقة العجيبة للإنسان وهو يبحث عن الله حتي تقابل معه وعرفه عندما أخذ الله شكلنا فلقد كلم الله الآباء منذ خلقه آدم بأنواع طرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في أبنه الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته فالكلمة التي أرسلت قديما للأنبياء هي نفس الكلمة الذي صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده….. فالكلمة التي تجسمت علي لوحي العهد في أيام موسي النبي ما هي إلا إشارة للكلمة الذي صار جسدا في ملء الزمان وتغيير أسلوب الحوار بين الله والناس بعد تجسد الكلمة فالنبي قديما كان يكلم الناس قائلا الله يأمركم أما في عهد النعمة فيقول لهم أما أنا فأقول لكم أي أنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد فأقول لكم لأن كلمة الله أزلية منذ الأزل فالكلمة أظهرت لنا في جسد أخذه الرب من السيدة العذراء وكلمة الله غير مادية فالله لا يحد بجسد فالله موجود بذاته ناطق بكلمته الإلهية حي بروحه القدس الإلهي فإلهنا واحد بذاته وكلمته وروحه هذا هو الإله الواحد مثلث الأقانيم.
هكذا نزل الله الكلمة أخلي ذاته أي خلع لباس مجده ثم لبس ثوبا أي جسدنا أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له وأخذ طبيعتنا كاملة ماعدا الخطية وحدها أخذ ضعفنا جاع وعطش وافتقر أي صار فقيرا وعمل نجارا وأعطانا نعمة البنوة لله فقد أعطانا سلطانا أن نصيرأبناء الله والابن يرث ما لأبيه من مجده وقدرة الغلبة وروح الحق أعطانا أن نكون أعضاء في جسده في اتحاد وحيد من نوعه بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فكما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع أن الله بتجسده أعطي للإنسان أمكانية الحياة الأبدية وذلك أن يوجد الله فيه لا أن يبقي الله بعيدا عنه فالإنسان في المسيح قد تجاوز الموت, لأن المسيح داس بموته شوكة الموت والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية لأن باتحادنا به كألة قد تحول مصيرنا من البقاء علي الأرض إلي الانطلاق في السماء وأصبح الموت مجرد عبور من الأرض إلي السماء.. كل هذه المكاسب التي اكتسبها الإنسان ما هي إلا نتيجة تجسد أبن الله الكلمة الذي أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات.