ترأس مساء اليوم قداسة البابا تواضروس الثاني، القداس الإلهي لعيد الغطاس المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية،، وسط حضور شعبي كبير.
شارك قداسة البابا الصلاة من أحبار الكنيسة أصحاب النيافة الأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزة ومسئول قطاع الشباب بالإسكندرية والأنبا هرمينا الأسقف العام قطاع شرق الإسكندرية والأنبا ساويروس الأسقف العام والمشرف على أديرة القديس الأنبا توماس بسوهاج والخطاطبة والقديس الأنبا موسى الأسود بالعلمين والقديس الأنبا بقطر بالخطاطبة.
والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية وعدد من الأباء الكهنة الإسكندرية.
قام قداسة البابا تواضروس الثاني، ببدء طقس صلاة لقان الغطاس والصلوات علي المياة لمباركتها ثم قام قداسته برشم الأباء الأساقفة المشاركين في صلوات لقان الغطاس، بماء اللقان عقب انتهاء صلواته.
وألقي قداسة البابا عظته علي الحضور التي أستهلها بتقديم التهنئة بالعيد فقال أهننئكم أيها الأحباء بعيد الغطاس المجيد وبحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو أحد الأعياد السيدية ذات التاريخ الثابت من كل عام وأحب أن أنقل اليكم تهنئة الأحباء الأساقفة المشاركين معنا في الصلاة.
ونفرح بعيد الغطاس الذي يأتي بعد عيد الميلاد المجيد وقبله بأيام يكون عيد الختان لتتكتمل منظومة الأعياد التي ترتبط بالميلاد الميلاد والختان والغطاس وعرس قانا الجليل ودخول المسيح الهيكل ،ويسبق ذلك عيد البشارة وعيد الغطاس يظهر فيه أخر أنبياء العهد القديم القديس يوحنا المعمدان ويتكلم الكتاب المقدس عن القديس يوحنا المعمدان الذي نطلق عليه السابق والشهيد السابق الذي سبق السيد المسيح بالميلاد ب6 شهور والشهيد الذي قطع رأسه ونال اكليل الشهادة وبعد ذلك نرى أن السيد المسيح بدأ خدمته بفلسطين والأقاليم حتي صلبه علي الصليب وقيامته.
ونتأمل اليوم في الأصحاح الأول من انجيل يوحنا وهذا الأصحاح به 51 أيه فنجد به تأملات جميلة، و يتكلم عن يوحنا المعمدان فنجد آيه رقم 6 وهو الذي سبق السيد المسيح في الميلاد ب6 شهور فرقم 6 في الأصحاح يعطينا تعليم قوي في حياتنا الروحيه فهذا الأصحاح يدعو الي التأمل .
كان انسان مرسل من الله أسمه يوحنا ليشهد للنور لم يكن هو النور بل ليشهد للنور والنور الذي جاء يوحنا المعمدان ليشهد له هو السيد المسيح له المجد نور العالم ويشهد للنور تعني أن الشعب كان يشهد الظلمه ليس بمعتها المادي ،ولكن النور يعني هنا أنفتاح العقول والقلوب قلب الأنسان قد يكون في قلبه ظلمه وخطيه التي تجعل عقله وقلبه مظلم ومعجزات السيد المسيح كانت تفتح أعين العميان المقصود هنا أن قد يكون للإنسان أعين ولكن لا تبصر وقلوب لا تشعر ولا تري.
جاء يوحنا المعمدان ليشهد للنور من خلال شخص السيد المسيح فكان يشير للأنسان كيف يحصل علي النور، و كان يأتي الي يوحنا الكثير من البشر ليغتسلون في الماء وعندما جاء السيد المسيح أصبح هناك الماء والروح الروح القدس التي تحل عند المعمودية.
ونجد في عدد 16 من ملئه نحن جميعا اخذنا والملء هو الكمال فكان السيد المسيح هو الكمال الذي انتظاره البشرية كلها ،ونري أن السيد المسيح علي الصليب أخر كلمه قالها قد أكمل فلن نري سمو أو كمال بعيدا عن السيد المسيح فمن ملئه نحن جميعا اخذنا وفي صلاة الساعة التاسعة ،نقول نشكرك لأنك ملاءت الكل فرحا ربنا يملاء الكل فرحا ولا يوجد فرح أخر غير الفرح بشخص المسيح وهذا يتم بالأسرار المقدسة بسر المعمودية والميرون والأفخارستيا.
وفي العدد 26 يقول أن في وسطكم قائم وهذا يعني ان شخص السيد المسيح حاضر وعامل وفعال في وسطنا فلا يأتي اليك فكر أن السيد المسيح غائب أو يهتم بشخص دون الأخر فالسيد المسيح في كل بيت وفي كل كنيسة وكل خدمة وكل مجتمع يقيم المسيح معنا في وسطنا والأيه في انجيل متي تقول تقول ها انا معكم كل الأيام.
فالمسيح قائم في كل مكان المهم أن تشعر بوجوده وبحضوره فأيوب الصديق يعتبر نفسه أنه يعرف الله جيدا وعندما دخل في تجربة قال سمعت عنك سمع الأذن والآن رأتك عيني.
فالسيد المسيح يعمل أمس واليوم والي الأبد وهذا يعطينا دائما روح الرجاء والقوة
في العدد 36 يقول حمل الله يرفع خطيه العالم فالسيد المسيح قدم نفسه ذبيحه من أجل كل البشر قدمت الذبيحه في زمن الصليب وعلي الصليب ،ومازالت ممتده الي الأبد من أجل خلاص البشرية من أجل كل البشر فالأنسان عندما يضعف يلجأ الي الله وحمل الله مستعد أن يمسح كل الخطاياه ويرفعك ويقبل توبتك المهم أن تلجأ اليه وتحتمي فيه.
وفي المحطة الأخيرة من الأصحاح في عدد46 نجد قال تعال وأنظر انظر الرب لا تقف بعيد علي هامش المسيحية .
علي هامش الكنيسة علي هامش الصلاة و الإنجيل والصوم يجب أن تدخل إلي العمق تعال وانظر وجرب حياتك مع المسيح تعال وانظر في انجيلك وصلواتك وخدمتك وسط اسرتك وكنيستك فعمل المسيح قوي في حياتنا جميعا ،وهذا ما يكشفه لنا هذا العيد لأن المعمودية تتم بالتغطيس ففي العصور القديمة كان الشعب ينزل الي النهر ليغتسل رمز الي التطهير من الخطية.
وفي عيد الغطاس يوجد قداس اللقان والصلاة علي الماء ومباركتها ونمسح الجبهة بالماء ونتذكر المعمودية التي نالها كل واحد فينا وهي تتم مرة واحده في حياتنا.
ومع عيد الغطاس يحتفل المصريين ببعض العادات مثل أكل القلقاس والقصب ونجد هنا أن المصريين الأقباط استطاعوا الخلط بين الإيمان والطعام وبعض الرموز في هذه الماكولات، التي ترمز الي الماء والي المعمودية فهذا العيد نجد به بركه كبيرة في حياتنا الروحيه نجدد فيه ونتذكر ميلادنا بالمعمودية الميلاد الثاني بالماء والروح القدس وبعد هذا العيد نستعد الي صوم يونان والصوم الكبير والحياة الروحية التي نعيشها من خلال الكنيسة .