خلال الإجتماع الأسبوعي لقداسته قام البابا تواضروس بإلقاء عظة تحدث فيها عن “الإستنارة ” والتي هي شعار اليوم الثاني لإسبوع الصلاة الذي تم إستضافته بكنيسة العذراء والأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.
بدأ قداسته العظة قائلاً: إنني سعيد باستضافة يوم من اسبوع الصلاة من أجل الوحدة بكنيسة قبطية ، وسعيد بمشاركة كل الأحباء وأن نشترك في رفع قلوبنا إلي الله من أجل أن يعمل فيها.
– الأصل في الحياة و المسيحية أنها مسيحية واحدة ولكن بسبب الذات و الخطية اضطربت الرؤي و الأفكار وابتدأت الانشقاقات و التحزبات وعام 451 هو تاريخ الانشقاق، .عندما دخلت الخطية و الذات و الأفكار الضيقة وأفكار عدم قبول الآخر انتشر مانسميه الانقسام واليوم تشاركنا الكنيسة الاثيوبية و الأرمنية و السريانية وهذا بمثابة أمل ان يكون الجميع واحداً بحسب اشتياق قلب الله. في هذه الليلة استمعنا لعدة تأملات تدور حول الاستنارة و الاستنارة هي كلمة غالية وليس كل أحد يملك الاستنارة وأريد أن اتكلم عن رحلة النور و النور هو أول عمل قام به الله فالله فصل بين النور و الظلمة و النور له أنواع :
..النور الطبيعي مثل الشمس و القمر و النجوم
..النور الصناعي مثل الشمع و اللمبات
..النور الحقيقي وهو ربنا يسوع وهو قال “أنا هو نور العالم” ولم يجرأ احد أن يقول علي نفسه هذا إلا الله. والله أعطانا إمتياز عندما قال “أنتم نور العالم ”
أن شخص المسيح هو النور الحقيقي وهو إله النور وليس فيه ظلمة ونقول في تسبحة يوم الاثنين “الله هو نور وساكن في النور” فهو واهب النور لعيون قلوبنا وداود النبي يقول “الرب نوري وخلاصي ممن أخاف” .
هذا شرح وتعريف الاستنارة هي أن تري بعيني قلبك
..لمسيح نور العالم لأنه ينير ظلمة الفكر وانتبهوا لهذا نجد المعاني بدقة في مزمور 18 “أنت تضئ سراجي الرب إلهي ينير ظلمتي ”
..يقول القديس يوحنا ذهبي الفم يقول “اي مصباح بلا نور وأي مسيحي بلا حب” وهو هنا يربط بين النور و الحب فإذا كان الحب ضعيف أو غائب فأنت بعيد عن النور “المسيح ينير ظلمتي ويهدي طريقي بمعني السلوكيات التي تعبر أن في قلبك نور وحب ولكن ما في داخل الانسان لا يراه إلا الله وسينفتح قلب كل إنسان امام الله ووقتها سينكشف كل شئ
اسأل نفسك ..ماذا يوجد في قلبك في داخلك حتي وإن كان ظاهرك جيداً المهم قلبك.
“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي”
..كلمة سراج تعني أنك تمشي بالوصية و الله جعل في العالم مسيحين في كل مكان ليكونوا ينابيع المحبة لكل من حولهم. الحياة الإنسانية كما نراها من جيل إلي جيل و المهم في كل جيل ان تكون حياتك مصدر لهذا النور و الحب
إن الله يعطينا اعمارنا لكي نقدم الحب لكل أحد وكما سمعنا في الصلوات و كلمات الأحباء. يجب أن نستفيد بأوقاتنا باستنارة حقيقية في قلوبنا وأناشد الجميع ان نطلب في صلواتنا أن يعطينا الله حب حقيقي
الأمر الثالث: أن نور المسيح يبهج حياتي
نور المسيح يعطي فرح للإنسان .وليس عنده عُقد نفسية “فرحتني يالله بصنائعك” كل ما خلقه الله اعطاه لنا لكي يفرحنا
الخلاصة:
إن الله ينير ظلمة الانسان الفكرية ويهدي طرقه ويبهج حياة الانسان .
.ان أردت هذه الاستنارة قدم حب ونور لكل أحد فهذه هي وظيفتنا وليس من وظيفتنا تقبيح الاخر وإمساك السلبيات .عندنا تقرأ في الكتاب المقدس فأنت تستعيد الاستنارة .عندما تعيش في أسرة متحابة انت تعيش الاستنارة .ليكن نور في حياتنا وفي كلامنا وفي مخادعنا ليكن نور حقيقي فهو فرح رئيسي .أكرر شكري لكل من حضر معنا.