رتلت الملائكة: المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة لتبشر الرعاة بفرح عظيم يكون لكل الشعب (لو 2ـ14).
فرح الرعاة البسطاء بهذا الفرح الآتي من السماء. وظنوا أن الله سيرسل إليهم آية من السماء كما أرسل المن والسلوي لآبائهم بصلوات وإيمان موسي النبي, وأخرج لهم الماء من الصخر, وشق لهم طريقا في البحر, لكن في هذه المرة المشهد مختلف تمام الاختلاف.
فهناك آية جديدة في بيت لحم وهذه لكم علامة, تجدون طفلا مقمطا مضطجعا في مذود(مت 2:12). السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه (مز 19). وهذا الحدث العظيم والمشهد الغريب يخبران بكل بساطة أن الله صار إنسانا علي الأرض, الغني صار فقيرا لكي يغنينا بفقره, القوي صار ضعيفا لكي يمنحنا قوته. نزل الله علي الأرض لكي يصعد بنا إلي السماء ربط بالأقمطة لكي يحلنا من رباط الفساد والخطية, ولد المسيح في الفقر ليضم إليه كل فقير ومحتاج, أضجع في المذود ليعلم العظماء التواضع.
وأخلي المسيح ذاته آخذا صورة إنسان, شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية. إتخذ المسيح درب البساطة والتواضع ليزرع المحبة ويوثق الصلة بين المخلوق وخالقه, ويعيد صياغة الإنسان من جديد فهو آدم الجديد (1كو 15:45). الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (2كو 5:17).