أفتتح، مساء أمس الأحد، بجاليري بيكاسو بالزمالك معرض استيعادي للفنانة الراحلة تحية حليم.
المعرض يضم سبعين عملا فنيا حيث كانت الفنانة الراحلة معاصرة للواقع، وفي كل مرحلة من حياتها يظهر تأثيرها بمعطيات البيئة من حولها.
يظهر في لوحاتها الطابع النيلي المصري من خلال المراكب النيلية وشمس الأصيل المصرية واستخدامها للون الطمي في كثير من لوحاتها.
وعندما انتقلت الفنانة للعيش في باريس ظهر تأثرها بالمناخ الفرنسي والمعالم المشهورة فيها، كذلك في رسوماتها لوجوه البشر وراقصى الباليه.
الفنانة تحية حليم وهبت حياتها للفن والتعبير عن الواقع من حولها بموهبتها الفنية، حيث كانت ذات قدرة خيالية عالية مكنتها من مزج أحداث الواقع مع الحس الفني في لوحاتها تخصصت في فن التصوير واشتهر بلقب عاشقة النوبة، لها أسلوب مصري صميم مستوحى من الفن المصري القديم والقبطي والإسلامي، وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية.
ومن أهم أعمال الفنانة تحية حليم المظاهرة _شم النسيم – مهاجرو كفر عبده – القافلة.
حتى في رسوماتها واسكتشاتها، رغم كون المشهد فإنه يموج بالحركة الكامنة.
وتولى عناية فائقة لعنصر الحركة فغالبية أعمالها تشعر فيها بعنصر الزمن والمكان، فالشعور بعنصر الزمن ينبع من الإحساس بالحركة.
قال عنها الفنان الراحل حسين بيكار لقد هجرت الفنانة بذكاءها الفطري ما تعلمته في شبابها في مراسم الفنانين المخضرمين من تعاليم أكاديمية وبراعة أداء ومحفوظات مسبقة، نظريات مستهلكة، وأطلقت العنان لمشاعرها مستسلمة لصوت القلب وهي تدرك أن ما يصدر عن القلب يطرق أبواب القلب.
وقال عنها الفنان ايميه ازار أن التكوين عند تحية حليم يكتسب متانة وتماسكا وهذا لا يتحقق بالوعي العقلي، فهي تتبع الحدس والإحساس عوضاً عن التفكير المنطقي، فلديها خطوط تتميز بالقوة بحيث تعبر عن الأحجام والكتل، وهذه الخطوط تعطي تكويناتها توازنا وسكونا يشبه الرسم القديم الذي لا نشعر أمامه بالملل رغم التكرار.
والفنانة تحية حليم ولدت بالسودان حيث كان والدها يعمل ظابطا بالجيش المصري، وقت إن كانت مصر والسودان بلدا واحدا ثم انتقل للعمل بالقصر الملكي في حكم الملك فؤاد، ما جعلها تدرس وتتلقى تعليمها في القصر الملكي، ثم درست في مدارس فرنسية بالقاهرة واحبت الرسم ومارسته ولكي تصقل موهبتها درست هذا الفن على أيدي كبار الفنانين ومنهم الفنان حامد عويس الذي تزوجها، وسافرت بصحبته إلى باريس عام ١٩٤٥ لدراسة الفن التشكيلي بأكاديمية جوليان، كما عملت في تدريس الفن معه بمرسمها الحر قرب ميدان التحرير.
تخرجت من أكاديمية جوليان بباريس ١٩٥١،وانتدبت للتدريس بالكلية الفنية للبنات بالزمالك ١٩٥٩، ثم حصلت على منحة تفرغ من الدولة ١٩٦٠ – ١٩٨٨
عينت عضوا بالمجلس الأعلى للفنون ١٩٨٠ – ١٩٨١، وأيضا عضو بمجلس الإدارة لاتيليه القاهرة للفنانين والأدباء لمدة خمس سنوات.
حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في التصوير ١٩٦٩ مع وسام العلوم والفنون.
جائزة الدولة التقديرية ١٩٩٦.
الميدالية الذهبية في التصوير بمناسبة عيد العلم ١٩٦٠.
جائزة مسابقة جوجنهايم الدولي بنيويورك ١٩٥٨.
ويستمر المعرض حتى ١٩ ديسمبر.