في ضوء توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ورئيس الدورة الحالية للإتحاد الأفريقي بإنشاء مركز ثقافي للدول الإفريقية تحت مسمى “المركز الثقافي الإفريقي” خلال فعاليات ملتقى الشباب العربي الإفريقي والذي عُقد بمحافظة أسوان خلال الفترة من 16إلى 18 مارس عام 2019م
و من هذا المنطلق قامت وزارة الموارد المائية والري بتطوير متحف النيل بأسوان التابع لوزارة الموارد المائية والري لكي يصبح هذا المركز منارةً إشعاع لثقافة الدول الإفريقية ، هذا بالإضافة إلى تدشين مكتبة ملحقة بالمركز تتضمن أهم الكتب عن الدول الإفريقية وتم التواصل مع العديد من الدول الإفريقية لدعم المركز ببعض المقتنيات والتذكارات التي تمثل حضارة وثقافة تلك الدول لعرضها بالمركز الثقافي بأسوان كنواة لصرح ثقافي كبير ويحوي المركز بعض المقتنيات التي تمثل ثقافة وعادات وتقاليد الشعوب الإفريقية، لينتهي الأمر بذلك المركز مزاراً عالمياً على أرض مصر يعبر عن ثقافات الدول الأفريقية كافة
ووجه الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري باستغلال المساحات المتاحة بالدور الأول لمتحف النيل والتي تزيد مساحتها عن (800) متر مربع لإنشاء هذا المركز الثقافي الإفريقي، وفي سبيل ذلك فقد جرى التواصل مع العديد من الدول الإفريقية لدعم المركز ببعض المقتنيات التي تمثل حضارة و ثقافة تلك الدول لعرضها بالمركز الثقافي بأسوان كنواة لصرح ثقافي كبير.
ويشمل المركز ثقافات وعلامات مميزه لكل دوله واهم معالمها وفي هذا الاطار تم انتاج فيلم عن كل دوله، كما تم إنشاء مسرح مكشوف يتسع لعدد (2500) فرداً ويقع خلفه خزان اسوان والذي تم اضاءته، بالاضافة إلي عناصر التنسيق الخاصة بالموقع ،
هذا وقد روعي في انشاء المسرح من مواد الطبيعة المتاحة في بيئة محافظة أسوان، و هو المسرح الذي من المقرر إستغلاله عند عقد المنتديات والملتقيات العالمية وكذا الاحتفالات الكبرى والمهرجانات والعروض المسرحية الغنائية والإستعراضية التي تعبر عن الثقافات الأفريقية.
كما تم تجهيز خزان أسوان بأعمال إنارة صممت بعناية بحيث تضيف إلى المنشأ الهام والتاريخي هيبة وسحراً ودفئاً، وفي ذات الوقت فإن نظم الإضاءة تلك تساير أحدث ما توصل إليه العلم من نظم ذات كفاءة وظيفية وصديقة للبيئة تضيف لمسة جمالية تجذب عيون زوار المركز و محافظة أسوان عموماً، و تبرز أصالة خزان أسوان. كما يسهم وجود المركز في موقعه المتميز في إضافة بعد جمالي ورونق حضاري للمنطقة تعمل على تفعيل الخريطة السياحية للمحافظة.
و في ذات الإطار فقد تم تنفيذ لوحات عرض لجميع الدول الأفريقية، حيث تم تقسيم قارة أفريقيا إلى خمس قطاعات، و ذلك تبعا للطبيعة الجغرافية والمناخية لكل إقليم، وهي (الشمال – الشرق – الغرب – الوسط – الجنوب) ، بالاضافة إلى قطاع يصف أنهار القارة. وتتسم هذه اللوحات بإستخدام خلفية تعبيرية بألوان وأشكال إفريقيه للتعريف بطبيعة وبيئة كل إقليم بالإضافة إلى وضع صور تعريفية للعاصمة و العملة و أهم الأنهار و القبائل والمناطق السياحية لكل دولة على حدة.
كما تم تجهيز المركز بعدد من الشاشات التي تعمل باللمس في كل قاعة طبقا لأحدث تكنولوجيات نظم المعلومات حيث يقوم الزائرون بمشاهدة وتصفح خريطة تفاعلية لقارة أفريقيا، للتعرف على معلومات عن الدول، وكذلك مشاهدة أفلام وثائقية مترجمة لثلاث لغات هي: (العربية – الفرنسية – الإنجليزية) ، و ذلك لعدد (54) دولة افريقية تم إنتاجها جميعاً بوزارة الموارد المائية والري، وتم إذاعتها عبر أثير قنوات التليفزيون المصري خلال فاعليات بطولة الأمم الأفريقية والتي عقدت في مصر خلال عام 2019م، و توضح هذه الافلام الموقع الجغرافي لكل دولة والعاصمة وعدد السكان واللغة الرسمية والعادات والتقاليد والديانات و كذلك إجمالي الناتج المحلي وأهم الصناعات والأماكن السياحية بالإضافة إلى أهم أحواض الأنهار .
و جدير بالذكر أن قاعة المكتبة الوثائقية و مركز المعلومات الملحقه بالمركز تحتوي على العديد من الكتب و الوثائق و المستندات التاريخية الهامة عن دول قارة أفريقيا، و التي تمثل ثقافات الشعوب الأفريقية، وتم ربطها إلكترونياً بالمكتبة المركزية بوزارة الموارد المائية و الري.
كما يوجد بالمركز ركن متحفي بالدور الأرضي يضم العديد من المقتنيات الأثرية تسجل رحلة جريان نهر النيل بداية من منابعه وحتى المصب بالبحر الأبيض المتوسط، ويتكون الركن المتحفي بالدور الأرضي من جناحين هما (جناح إداري) و (جناح متحفي)، و يحتوي المركز إجمالاً على (البهو الرئيسي – قاعة العرض السينمائي للأفلام الوثائقية– غرفة تحكم – قاعة إجتماعات – مكاتب إدارية ـ جناح العرض المتحفي)، و تبلغ مساحة أرض المركز (35) فدان.
و يوجد داخل المركز غابة أفريقيا ، و هى نموذج مصغر للغابات و الأحراش الأفريقية بما فيها من حيوانات وطيور ونباتات تمثل طبيعة الحياة الموجودة في الغابات الأفريقية.
كما تشتمل قاعة النيل على شرح للعديد من الإنشاءات الهندسية على نهر النيل، كما يضم المركز أيضاً قاعة تفاعلية للأطفال لزيادة الوعي عن أهمية المحافظة على النيل من التلوث ومشروعات الوزارة و العلاقات بين دول حوض النيل.
والمركز مجهز بالعديد من الأجهزة الصوتية التي تساعد ذوي الإحتياجات الخاصة في التعامل مع مقتنيات المركز و الترجمة للغة الانجليزية. و يحرص كثيرون من مختلف محافظات الجمهورية والدول الإفريقية و العربية على زيارة المركز طوال العام للاستمتاع بهذه التحفة الجمالية.
محتوى القاعات :-
يتكون المركز من عدد خمس قطاعات تم تقسيمها طبقاً للأقاليم الجغرافية للقارة الإفريقية و هي: (إقليم شمال إفريقيا ، إقليم غرب إفريقيا، إقليم وسط إفريقيا ، إقليم جنوب إفريقيا، إقليم شرق إفريقيا) ، و ذلك بما تشتهر به الدول الإفريقية وذلك كالتالي:-
القطاع الأول:
و يشمل على عدد (6) دول لإقليم شمال إفريقيا ، وهي ( مصر – ليبيا – الجزائر – تونس – المغرب – موريتانيا ) و يمتاز هذا الإقليم بالطبيعية الصحرواية و الجفاف في المناخ.
القطاع الثاني:
و يشمل عدد (14) دولة لإقليم شرق إفريقيا، و هي: ( السودان – جنوب السودان – جيبوتي – الصومال – إثيوبيا – إريتريا – أوغندا – رواندا – سيشيل – جزر القمر – كينيا –تنزانيا ـ مدغشقر – موريشيوس) حيث تتصف هذه المنطقة بالطبيعة الاستوائية و سهول السافانا و الغابات الكثيفة، كما تتضمن أكبر تشكيلة من الحيوانات البرية واّكلي الأعشاب (الزراف – الأفيال – الغزال – الحمار الوحشي).
القطاع الثالث:
و يشمل منطقة حول الفناء الداخلي لدول إقليم وسط افريقيا البالغة نحو (9) دول يغلب عليها السهول والسافانا والأحراش الكثيفة و ينظر إلى هذه المنطقة من قبل الباحثين بأنها أصل الوجود البشري بأفريقيا وتشتهر بإنتشار الغابات و البحيرات.
القطاع الرابع:
يشمل منطقة دول إقليم جنوب إفريقيا المكونه من (10) دول، وهي: (انجولا – بوتسوانا – ليسوتو – مالاوي – موزنبيق – نامبيا – جنوب افريقيا – زامبيا – زمبابوي – سوازيلاند) ، و الذي يشتهر بكثرة الغابات و البحيرات والجزر.
القطاع الخامس:
يشمل منطقة غرب القارة وعدد دولها (15) دوله وهي: ( بنين- بوركينافاسو – كابوفيردي – كوت ديفوار – غامبيا – غانا – غينيا – بيساو – غينيا ـ ليبيريا – مالي – النيجر – نيجيريا – السنغال – سيراليون – توجو)، و هي منطقه غنية بأحواض الأنهار مثل نهر السنغال ونهر النيجر، وتتميز بوجود السافانا الكثيفة و الحيوانات البرية.
اما قطاع أحواض أنهار أفريقيا:
و يشتمل على عدد (6) لوحات خاصة بأكبر أحواض الأنهار الأفريقية.
و بكل تلك التجهيزات المتحفية والفنية و ما يزخر به المركز من مقتنيات و وثائق و ما يحتويه من قاعات عرض فإن المركز الثقافي الأفريقي هو إضافة جديدة و مميزة لمعالم محافظة أسوان، و شمس مضيئة تشرق في سماء القارة السمراء يمتد إشعاعها بالود و الترحاب إلى جميع دول قارة أفريقيا.
واستكمالا لتلك الأعمال تم ترقية وتطوير منطقة (رمز الصداقة المصرية الروسية) و الذي يعد من المعالم السياحية في منطقة السد العالي بأسوان، و تحقيقاً لذلك تم الإنتهاء من إنشاء مسطحات خضراء محيطة بالرمز تضفي جمالاً على المكان ذي الرمزية التاريخية والوطنية
و شملت أعمال التطوير أيضاً عرض مجسم يمثل البحيرات و السدود على طول مجرى نهر النيل ، وإنشاء معرض مفتوح للمعدات القديمة المستخدمة في أعمال تشييد السد العالي، وطالت أعمال الترقية كذلك تطوير البحيرة الصناعية المحيطة بالرمز، مع إضافة عدد من الأكشاك والمظلات في منطقة الرمز و منطقة جسم السد العالي.
و قد أسفرت تلك الجهود عن إضافة لمسة جمالية وحضارية للمنطقة وأعادت إليها تألقها ورونقها الأمر الذي ساهم في زيادة التدفق السياحي تجاهها.