معاناة شديدة يتكبدها بعض أسر الأشخاص ذوي الإعاقة لحصول أبنائهم علي حقوقهم فيما يتعلق بالميراث ورفع الوصاية بعد بلوغ سن 21 عاما, فبعد وفاة أحد الأباء لشخص من ذوي الإعاقة الذهنية يتم تسليم الوصاية لأحد الوالدين بعد وفاة الآخر. إلي هنا تسير الإجراءات بشكل عادي. لكن بعد بلوغ الشخص ذي الإعاقة سن 21 عاما تبدأ هنا رحلة المعاناة له وللقائم علي الوصاية عليه, فلا تسير الإجراءات بالشكل الذي يتم مع رفع الوصاية لأي شخص, بل يتم رفع قضيةحجر علي الشخص ذي الإعاقة ويمثل أمام المحكمة هو وذووه. ولتحكم المحكمة فيما بعد بعدم أهلية الشخص وبالتالي عدم تسليمه تركته عن أحد والديه, هناك خطوات وإجراءات تستغرق عدة أشهر وتسبب الأذي النفسي للشخص ذي الإعاقة وذويه, إلي جانب الإنهاك لهم من كثرة الإجراءات…
تحدثت إلي باب إحنا معاك إحدي الأمهات لفتاة من أصحاب متلازمة داون لتعرض شكواها وتقديمها أمام المسئولين ليضعوا في اعتبارهم معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم في مثل هذه الإجراءات وأن يحاولوا التدخل للحد من هذه المعاناة ـ وقالت: نلمس كل يوم في تصريحات المسئولين اهتمامهم بالأشخاص ذوي القدرات الخاصة ومنهم أصحاب متلازمة داون, ولقد تم إصدار قانون جديد لذوي الإعاقة يتضمن العديد من الحقوق لهم ويعمل علي المزيد من دمجهم مجتمعيا بعد أن يتم تنفيذه بشكل كامل علي أرض الواقع… إن ابنتي بطلة رياضية وتحدت كل العقبات التي اعترضتها منذ نعومة أطفارها وهي الآن طالبة بالفرقة الثالثة بالجامعة وتعد من أوائل من التحقوا بالجامعات المصرية الحكومية من أصحاب متلازمة داون, توفي والدها وهي تبلغ من العمر 17 عاما وبطبيعة الحال أصبحت أنا القائمة بالوصاية عليها بعد وفاة الأب, وظلت الأمور علي هذا الشكل تسير بشكل طبيعي ولكن حينما أصبحت ابنتي 21 عاما بدأت الإجراءات لرفع الوصاية عنها طبقا للقانون, ولكن الإجراءات في حالة إبنتي مختلفة عن أقرانها في مثل هذه الظروف, لإنني يجب أن أقوم برفع قضية حجر أولا بالمحكمة حتي يتم التأكيد من خلال المحكمة والحكم بالحجر لأن الإبنة فاقدة الأهلية وبالتالي تعود الوصاية إلي مرة أخري… هذا الأمر يمثل معاناة شديدة وإنهاكا للأسر ممن لديهم أبناء من ذوي الإعاقة, وأتساءل لماذا كل هذه الإجراءات فحالة ابنتي مثبتة منذ وفاة زوجي ولن تتغير, لماذا لا يتم إثبات نوع الإعاقة والتفاصيل منذ وفاة أحد الآباء أو أحد ذويهم..؟!
وأضافت أنها تطالب أن يكون هناك مكتب مختص بالمحاكم لرفع الوصاية عن الأشخاص ذوي الإعاقة وتكون الإجراءات فيه واضحة وأن تكون هناك تسهيلات في الإجراءات للحد من معاناة الأسر والأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم, لقد استمرت معاناتي في هذا الأمر أكثر من أربعة أشهر حتي يتم الانتهاء منها, وفي هذه الأثناءيتم توقف صرف مستحقات الشخص من ذوي الإعاقة.. فلماذا كل هذا العناء؟
واستطردت قائلة: لقد أصبح أصحاب متلازمة داون وغيرهم أبطالا, ومنهم من أصبح معيدا في الجامعة ومن هو فنان…إلخ, هل هم وصلوا إلي كل هذا بدون تعب ومعاناة وشقاء أسرة بكاملها, فهل من يسمع لشكوانا ويرفع عن كاهلنا؟
ــــــــــ
معلومة تهمك:
القومي للإعاقة يفتح الباب لمترجمي الإشارة للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب
قام المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة مؤخرا بالإعلان عن فتح باب التقدم لمترجمي لغة الإشارة للاشتراك في الدورة الـ51 لمعرق القاهرة الدولي للكتاب, والمقرر عقدها في الفترة من 22 يناير إلي 4 فبراير 2020 بأرض المعارض بالتجمع الخامس, ويمنح المجلس لمترجمي لغة الإشارة المتقدمين ومن سيتم اختيارهم شهادة تقدير معتمدة, ومكافأة مادية.
وأشار إعلان المجلس إلي أنه يجب علي المتقدم أن تكون لديه خبرة في مجال ترجمة لغة الإشارة لا تقل عن ثلاث سنوات, والتفرغ خلال فترة المعرض, بالإضافة إلي حضور الورشة التدريبية التي ينظمها المجلس قبل افتتاح معرض الكتاب.
ويتيح المجلس للمتقدمين إرسال البيانات الشخصية (الاسم ـ العنوان ـ الإيميل ـ رقم التليفون) مع صورة من الرقم القومي سارية علي [email protected]