البلد التي لم ولن تنتهي فيه الحروب.. كل صباح يستيقظ الشعب الكوري الشمالي علي نفير يناشد الكوريين الشماليين القيام والسعي إلي بناء اقتصادهم من أجل حماية بلدهم وعدم تقسيم حدودهم.. تعد كوريا الشمالية من أفقر شعوب العالم والأكثر انعزالية عن العالم لبناء أشد سلاح في العالم وكيف لهؤلاء الفقراء من العالم جعلت لأنفسهم الريادة في تطبيق تكنولوجيا التسلح النووي وصناعة القنبلة النووية والطفرة الهائلة في الصواريخ البالستية.
تبعد العاصمة سول, أكثر العواصم غناء فاحشا ـ رابع أغني مدينة بعد هونج كونج وواشنطن وطوكيو ونيويورك ـ 50كيلومترا عن الحدود الكورية الشمالية, ولكن المثير للاهتمام والتوضيح كيف لهذا النظام الدكتاتوري أن ينجح فيما عجز عنه من يمتلك البترول والمال والأرصدة والاستثمارات وأيضا الانفتاحية علي العالم.
لقد استخدم نظام كوريا الشمالية حالة اقتصادية عنيفة لبناء كيانه والوصول إلي هدف القوة الخامسة نوويا فقد أرسل نظام كيم جونج إل واستمر من بعد كيم جونج أون العمالة الكورية من الفنيين والمزارعين والعمال والأطباء وكذلك المهندسين بنظام التعاقدات الحكومية في بعض الدول الآسيوية والأفريقية مباشرة من خلال السفارات في تلك الدول والحصول المباشر علي مرتبات العمالة وتقسيمها بنسبة تصل إلي 80% من الأجور لنظام كيم ونظام الحكومة المركزية وإعطاء المتبقي والذي لا يعادل نسبة 20% ويصل أعداد العمال الكوريين الشماليين خارج كوريا الشمالية إلي عدد 350 ألف عامل في دول الصين ومنغوليا ومدغشقر وإثيوبيا ونيجيريا وإيران وسوريا وسيبيريا ويبلغ الدخل السنوي من هؤلاء إلي 4.2مليار دولار يحصل نظام كيم وإمبراطوريته علي 1.7 مليار دولار سنويا وكذلك نفس الرقم 1.7 مليار دولار للحكومة المركزية, ولدي كيم جهاز الاستخبارات الكوري الشمالي الذي يتحكم في آليات البلاد من خلال أجهزة سيادية ومؤسساتية لها القدرة علي تنفيذ ما يراه نظام كيم حيث يتحكم جهاز رقم 39 في ماليات دعم البرنامج السنوي الكوري الشمالي والذي فاجأ العالم في مايو 2017 عن أول صاروخ باليستيني يحمل رأسا نوويا عابرا للقارات مما يهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية ويعد نظام كيم الشمالي من أكبر التجارب النووية حيث وصل عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقت في بحر اليابان والمحيط الهادي إلي أكثر من 85 صاروخا وأربع تجارب نووية انشطارية, وعلي المستوي السكاني والحياة للكوريين الشماليين نجد أن الزمن الاقتصادي توقف في تلك الدولة المعزولة عن العالم دون العاصمة التي يعيش فيها كيم وبيونج يانج والتي فيها طفرة من الحياة المتماشية مع العصرية الحديثة وجمع كيم كل العقليات المتقدمة من المهندسين والأطباء والعلماء وأعدتهم من أجل الوصول إلي الهدف في بناء أشد قدرات نووية قد يعرفها التاريخ كل العالماء الذين جمعهم الخوف والسخط من كيم.
لقد غير النظام الكوري الشمالي التوجه للبرنامج النووي بعد 2017 فقد بدأ الكوريون الشماليون البناء وتغيير معالم الدولة القديمة التي قد يشاهدها من يزور بيونج يانج إلي عالم جديد للتحكم الرقمي والاعتماد علي بناء منتج أحادي من داخل الدولة وتختار الدولة المسيرة ابتداء من دخول الابتدائية ويتعلم الطفل الكوري الشمالي علوم التسلح والتجنيد وكذلك صناعة ألوان كوريا الشمالية.
قد تتهم روسيا والصين باستمرار التجارة مع حكومة كيم ولكن التوازن المتواجد من نظام الديكتاتور الكوري مطلوب للوصول إلي معادلة اتزان القوي المطلوبة والتي قد تجعل دولة مثل الولايات المتحدة تعيد حساباتها من وقت إلي آخر إلي التنافس مع الصين وروسيا وكذلك ملحقات الدول التي تخرج عن مستوي تحكم أمريكا ولكن وصول السلاح الكوري الشمالي إلي دول بعينها مثل سوريا والحوثيين في اليمن وأصبحت قدرات بيونج يانج من تكنولوجيا المنشآت النووية والهندسة الباليستية للصواريخ والمفاعلات النووية لديها وأيضا منشآت نووية كيميائية.
إن الطفرة الحديثة التي ينتهجها نظام كيم وان لتغيير المعالم الاقتصادية الكورية الشمالية والاهتمام بتغيير الصناعات سواء التسلحية والصناعات الخدمية أكبر مثال علي أن الدول التي تخدم قضيتها في البقاء ومعادلة قوي الشر والحفاظ علي مقدراتها لا تحتاج إذنا من أحد أو أن تكون تابعة لدول رأسمالية أو ديكتاتورية كي تنجح في الوصول إلي أهدافها من الحماية أو الحفاظ علي أمنها وأمن شعوبها.
لقد تخاذلت الولايات المتحدة في إجابة الطلب العربي والذي طلبته مجموعة مجلس التعاون الخليجي من إدارة أوباما في منتجع كامب ديفيد 2013 كي يكون هناك توازن مع الغطرسة الإيرانية في بحر العرب وتوقيف التدخل الإيراني الفج في المصالح والدول العربية ولكن أجد أن التجربة الإيرانية وتصميمها علي الوصول إلي نتائج في بناء برنامجها النووي وأيضا نجاح الكورية الشمالية للوصول إلي تحقيق الذات من الحماية لحدودها وشعبها هو حق مكتسب للعرب لتحقيق برنامجهم النووي العربي والذي يهدف إلي وقف التدخل الإيراني والغطرسة الإيرانية وحماية الدول العربية من الإرهاب الأسود من دول الشر ولذا أدعم أن يكون هناك توافق عربي صيني روسي لبناء البرنامج النووي العربي الذي تأخرنا فيه كثيرا.