نشرت جريدة الأهرام بعددها الصادر يوم 1988/7/10 ما أعلنه الدكتور فتحي سرور وزير التعليم في ندوة نادي اليخت في الإسكندرية: إن قانون إعادة تنظيم التعليم الأساسي يهدف في ثناياه إلي تغيير نظام الثانوية العامة, بحيث تصبح مرحلة منتهية ولن تصبح جواز مرور إلي الجامعة. وسوف تعقد الجامعات امتحانات للقبول بها..
إن تصريح وزير التعليم يحمل في باطنه اتجاها في منتهي الخطورة ألا وهو اشتراط الدخول في الجامعات بالمرور في امتحانات تعقدها هذه الجامعات, وبعد مضي سنوات طويلة علي تنسيق الالتحاق بالكليات المختلفة بناء علي الدرجات التي حصل عليها الطالب في الثانوية العامة, واستراح المواطنون إلي هذه الطريقة العادلة التي لا دخل فيها للوسايط والخواطر والتلاعبات المختلفة, يحاول السيد وزير التعليم تعديل هذا النظام العادل السليم, إلي عقد امتحانات في الجامعات تكون محل التلاعب من ذوي النفوس الضعيفة, وما أكثرهم في هذه الأيام التعسة.
إن ما يحدث في امتحانات الشفوي في الكثير من الكليات العملية, أصبح حديث الجميع, وعبئا ثقيلا علي أكتاف طلبة هذه الكليات, فالحاصلون علي أعلي الدرجات والمتفوقون علي أقرانهم, والمسيطرون علي المراكز الأولي في هذه الامتحانات هم أولاد الأساتذة والمحظوظون, أما الآخرون فليس لهم إلا المراكز التالية والدرجات الأقل مهما درسوا وتعبوا وكافحوا ونبغوا ـ فلا فائدة من كل ذلك إلا الحزن والأسي والشعور بالظلم والغبن, أمام الضمائر الضعيفة والأخلاق المتعفنة التي لا نري أية مسغبة في إعطاء المراكز الأولي لمن لا حق لهم بدلا من الغلابة المتفوقين الذين لا سند لهم, وهي جريمة شائنة في حق التعليم والوطن, وهذا من ضمن أسباب تدهور التعليم في الجامعات.
هل تريد ياسيادة الوزير أن تتحول وسيلة الالتحاق بالجامعات إلي الامتحانات الجامعية التي يشملها ما يشوبها من مآخذ يتحدث عنها الجميع ـ لقد أصبح سؤال الطالب عن اسمه واسم أبيه واسم جده بل وكثيرا اسم والدته, أساسا لقيمة الدرجات التي يحصل عليها, لقد أصبحت فئة من الشعب بعيدة كل البعد عن المراكز الأولي لخريجي الجامعات, وبالتالي أبعدت هذه الفئة تقريبا عن مراكز التعليم بالجامعات.
لا ياسيادة الوزير, إن ما تريدون تنفيذه لهو مؤشر مفزع علي خطتكم في توجيه التعليم إلي منزلقات خطيرة جدا, ولا يمكن السكوت عليها, نرجو التروي فيما تريدون وضعه من خطط لمستقبل التعليم في مصر, آخذين في الاعتبار الحذر الشديد والحكمة حتي لا توقعوا البلاد في مشاكل هي في غني عنها.