فنان الأورجامى يدرس حاليا بقسم الدرسات الحرة بالفنون الجميلة
والدته : ليس المهم ورقة الشهادة الأهم التعلم
“قال لها الطبيب و طفلها لايزال فى عامه الأول أن إبنك لا يسمع ..وكانت بالنسبة لها صدمة ليست بالأمر الهين أن تتخطاها ومرت عدة سنوات حتى استطاعت تخطى الصدمة وبدأت الأسرة تطرق كل أبواب تجدها بحثا عن الأمل فى مستقبل أفضل ، وبالرغم من التحديات والصعوبات بل والإحباطات التى تعرضوا لها خاصة فى مدراس التعليم الأساسى التى كانت ترفض قبول الإبن لاصابته بضعف سمعى شديد و كذلك الحال بالنسبة لمدارس الأمل للصم لم تقبله لأنه ليس بأصم ….!!! و لكن لم تقف الأسرة مكتوفه الأيدى و حاولت أن يحصل الإبن على التعلم بأشكال مختلفة إلى أن أصبح الأن فنان “الأورجامى” المعروف لدى الكثيرين كيرلس سامى …و ليس ذلك فحسب بل إلتحق مؤخرا بمنحة للتعلم بقسم الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان بعد أن شاهد الدكتور أشرف رضا وكيل الكلية أعمال كيرلس فى أحد المعارض التى شارك فيها كيرلس من خلال مؤسسة أولادنا و رحب به للحصول على المنحه بالكلية . ”
شارك كيرلس سامى – 21 سنة – فنان الأورجامى فى عدة معارض و جاء أخرها يوم 9 ديسمبر الجارى بمتحف جاير أندرسون بمنطقة الخليفة بالقاهرة و جاءت مشاركته ضمن إحتفال المتحف باليوم العالمى لذوى الإعاقة من خلال القسم التعليمى الخاص بذوى الإعاقة بالمتحف الذى بدأ عمله منذ عدة أشهر بالمتحف، حيث قدم معرضا متميزا يشمل العديد من الأعمال و حرص على تقديم بعض المجسمات بفن الأورجامى تتعلق بمناسبات رأس السنة والإحتفال بعيد الميلاد المجيد ،ولاقى المعرض نجاحا و قبولا من زوار المتحف .
التقينا بوالدة كيرلس المهندسة جيرمين مجدى يعقوب التى تحدثت إلينا عن تجربة كيرلس مع فن الأورجامى و كيف تميز فيه و تخطى العديد من الصعوبات ،وقالت :
منذ أن كان كيرلس طفلا صغيرا لم يتخط عمره عام صدمنى الطبيب بانه لا يسمع و لديه ضعف شديد جدا بالسمع ،و بعد سنوات من محاولة تخطى مرحلة الصدمة بدأت رحلة المعاناة مع المدارس حيث لم تقبله المدارس العادية الحكومية لانه لديه ضعف شديد بالسع و كذلك رفضته مدارس الأمل للصم لانه ليس بأصم ..؟!! وكانت الحيرة و التخبط أين نذهب إلى أن تم قبوله بعد محاولات بمدرسة خاصة بمنطقة وادى حوف ، و لكنى ذات يوم قرأت مقوله لألبرت أينشتاين يقول فيها : “التعليم المدرسي سيجلب لك وظيفة .. اما التعليم الذاتي سيجلب لك عقلاً ” و من هنا بدأت أفكر فى أن المهم ليس حصول كيرلس ابنى على ورقة الشهادة من المدرسة لكن الأهم هو أن يتعلم ، و بدأنا نسعى لتعليمه داخل المنزل مع المدرسة لتطوير مهاراته .. فدور الأسرة مهم ، فلقد صنع له والده اداة لف حتى تسهل على كيرلس وتقطيع الورق له ، كما انني حاصلة على بكالوريوس هندسة وبرغم ذلك تركت عملي من أجل ابنى والاهتمام به منذ طفولته .
واستطردت : بعد ذلك حدثت مصادفه حيث شارك كيرلس مع اصدقائه فى ورشة عمل عن فن الأوريجامي بساقيه الصاوى منذ عشرة سنوات – فن طي الورق – حيث تعلم بها طريقة عمل شكل الحمامة المتحركة .. كان وقتها هو الطفل الوحيد الذي تعلم طريقة عملها بإتقان، و بعد عوردته للمنزل كان سعيدا جدا بالتجربة و بدأ يكرر عمل الأشكال بطريقة فن الأورجامى التى تعلمها بالورشة، و أراد كيرلس أن يتعرف أكثر على فن الأورجامى و بدأ رحلة البحث عن الجديد و المعلومات عن هذا الفن من خلال الأنترنت و بدأ يتعلم أشكال و فنون جديدة من الأورجامى ..و لقد طور له والده بعض الأدوات البدائية للعم بها لان هذه الأدوات لم تكن متوفرة فى مصر ،و بعد أن قام بعمل أشكال مختلفة للزينة بمدرسته تم تكريمه من قبل المدرسة .
و أضافت والدته: كيرلس لديه طريقة تخيل هندسي وخرائط ذهنية خاصة به، حتى انا ليس لدي فكرة عن كيرلس ازاي بيرسمها وبيقدر يفسر الأجزاء المختفية إذاي أتعملت٠
و لقد شارك كيرلس فى العديد من المعارض ما بين الأوبرا و متحف أندرسون ، بالاضافة إلى مشاركته من قبل فى معارض تقام فى احتفالات و مناسبات ببعض الكنائس ، كما شارك كيرلس ثلاث مرات بالسفارة الأمريكية، كما شارك بفندق كونراد مع مشاركة مؤسسات اخري في ملتقى” اولادنا الثالث” مع الدكتورة سهير عبد القادر رئيس ملتقى اولادنا في شهر فبراير الماضي وتم تكريمه والإشادة به ٠
وعن أحلام كيرلس للمستقبل قالت : يحلم كيرلس بالسفر للخارج و المشاركة فى مسابقة دولية يمثل فيها مصر من خلال فن الإوريجامي ٠
تجدر الإشارة إلى أن فن الأورجامى هو فن طي الورق، والأورجامي كلمة ذات أصول يابانية يشار بها إلى كافة الأنشطة المعتمدة على الطي، ويهدف هذا النوع من الفن إلى خلق شكل جديد ثلاثي الأبعاد بتشكيل ورقة مربعة بتأثير من تقنيات النحت والطي .