** هكذا رتب الرب أن نعود ونلتقي ونحن نعيش أيام الصوم.. نعود حاملين كل الشكر لأحبائنا وأصدقائنا الذين غمرونا بعطاياهم طوال السابيع الماضية التي تزامنت مع أيام الصوم, بل ومن قبل أن تبدأ, فالصوم دائما عندما تهل بشائره تتحرك النفوس والقلوب استعدادا لاستقباله بكل ما يحمله من خيرات وبركات..
هكذا اعتدنا طوال عملنا في حقل الخير أن نري في أيام الصوم أجمل أيام السنة وأكثرها زرعا وحصادا.. وعندما أدركت أننا ندخل اليوم في الأسبوع الثاني من شهر كيهك الذي مع نهايته ينتهي صوم الميلاد, رأيت أنه لابد أن ألتقي بكم اليوم بعد توالت علينا أحاد الصوم دون لقاء.. لهذا لم يأت لقائي بكم اليوم مصادفة, لكنه لقاء محسوب ومحدد وكان لابد منه..
لابد منه أولا لأشكركم علي عطاياكم طوال الأسابيع الماضية, فقد بلغ مجموعها منذ آخر لقاء بيننا وحتي اليوم ما يقرب من 74 ألف جنيه تحمل تفاصيلها القائمة المنشورة علي هذه الصفحة..
الشكر هنا واجب فقد كنت في لقائي الأخير كشفت لكم عن ما نواجهه من عجز في أرصدة صندوق الخير, وأود اليوم أن أوضح بكل الصدق والعرفان لأحبائنا صناع الخير أن العجز لم يكن سببه الوحيد قلة عطايا الأحباء وحدها, ولا نضوب نهر الخير فقط.. حقيقي أنه سبب ولكنه ليس كل الأسباب..
هناك علي الوجه الآخر أسباب أخري في ارتفاع تكاليف العلاج بدءا من أسعار الأدوية التي تضاعفت مرات ومرات, إلي تكلفة الجراحات, مرورا بأتعاب الأطباء ومصاريف الإقامة بالمستشفيات وكل ما يتصل بأعباء علاجات المرضي والمتألمين, والتي تلاحقنا تباعا وتفاجئنا مع كل رحلة جديدة نصطحب فيها صديقا متألما لتخفيف آلامه, أوصديقة تتعذب لوقف نزيف عذابها, أو مع روشتة دواء نقدمها إلي صيدلية..
ولأننا لا نستطيع أن نتصدي لغول الغلاء, ولا أن نوقف ارتفاع الأسعار وتكاليف العلاجات, فلم يكن أمامنا إلا أن نلجأ إلي أحبائنا وأصدقائنا صناع الخير بكل ما يربطنا بهم من محبة وأمل وكانت استجابتكم لندائنا سريعة.
** لن أنسي أبدا المكالمات التليفونية التي أنهالت علينا تشجعنا وتؤازرنا.. لن نسي أبدا صوت محب اتصل وطلب أن نرسل له مندوبا ليسلمه مساهمة في علاج المرضي والمتألمين, ولما طلبت عنوانه حدد موعدا للقائه في ميدان عام, فلما أبديت استغرابي حكي أنه من نجع حمادي جاء وزوجته إلي القاهرة ليباشر علاجها من مرض صعب ورغم المصاريف الباهظة التي يتكبدها في علاج زوجته, إلا أنه رأي أن يقتطع جزءا يوجهه لعلاج مرضي آخرين أملا في صلواتهم ليشفي الجميع..
ولن أنسي صوت قارئ من الإسكندرية اتصل ليعرف كيف يتواصل ويساهم معنا في رسالتنا نحو إخوتنا المرضي والمتألمين, واتصل مرة ثانية ليأخذ رقم الحساب البنكي الذي يمكن تحويل عطاياه عليه, ومرة ثالثة ليطمئن أن الرقم الذي وصله صحيح, ثم مرة رابعة وخامسة ولم يتوقف عن الاتصال إلا بعد أن اطمئن أن مساهمته في علاج إخوة الرب قد وصلت..
ولن أنسي أبدا صوت سيدة فاضلة من أسيوط كانت قد أرسلت لنا منذ وقت ليس ببعيد عشرة آلاف جنيه أشرنا إليها في حينه الصديق نشأت بأسيوط كما أعتادت أن تطلب, وفي مكالمتها الأخيرة قالت لي: إنها تأثرت جدا بما كتبته وتألمت لما نواجهه من عجز في تغطية مصاريف علاج إخوتنا الأصاغر ووعدتني بإرسال عشرة آلاف جنيه أخري, وقد كان وأوفيت بالوعد..
ولن أنسي أبدا صديقا من الغردقة اعتاد بداية كل شهر أن يرسل لنا ما يخصصه من القشور لعلاج إخوتنا الأصاغر, لكنه في محادثته هذه أخبرني أن أحباء له عرفوا بما نواجهه من عجز فقدموا في الخفاء خمسة آلاف جنيه حتي لا تتوقف رسالتنا, ولأنهم طلبوا ألا نشير إليهم فنشرناها في القائمة تحت اسم صديق من الغردقة أيضا..
ولن أنسي أبدا صديقتنا المسنة التي تأتي إلينا من حين إلي آخر من القناطر الخيرية رغم صعوبة حركتها وضعف سمعها, إلا أنها تصر علي الحضور بنفسها لأنها ـ كما تقول ـ تجد راحة وبركة في المشوار وقبولا عند الرب أكثر من العطية التي تقدمها بفرح ـ عشرة آلاف جنيه ـ في كل زيارة لنا, ونحن نرمز إليها في القائمة طالبة رحمة الله وهو الرمز الذي رأينا فيه أصدق تعبير, فهي بحق في حاجة إلي رحمة ربنا.
وأستأذنكم أن أدعوكم يا كل الأصدقاء أن تصلوا من أجلها..
ولن أنسي أبدا الرسالة التي حملها البريد من أسيوط فعندما فتحتها تساقط منها ثلاث ورقات بنكنوت التقطتهم وعدت إلي المظروف فوجدت قصاصة صغيرة كتبتها ابنة وفية بوالديها كتبت عليها بخط صغير ورقيق أرسل لسيادتكم مبلغ 500 جنيه مصري لاغير علي روح المرحوم إسحق مرقس والمرحومة للي عطا الله.. واسمحوا لي أن أتوقف عند هذا فقائمة العطايا تحمل 30 اسما بعضها قدموا عطاياهم في الخفاء إلي خزينة صندوق الخير وبعضهم التقيت بهم, أو تحدثت معهم.. وأيا كان جميعهم حركوا في نفسي مشاعر الحب نحو كل الأصدقاء الخيرين, ورأيت الدنيا بخير, وأيقنت أن يد الرب معنا لن تتخلي عنا, ورسالتنا مستمرة للمتألمين, وشفاء للمرضي, وكنوزا لكم في السماء.
***
** أعود بعد هذه الرحلة الفياضة بالخير المملوءة بالحب مع أصدقائنا العطائين.. أعود لأواصل معكم لقائي اليوم الذي لم يأت مصادفة.. لقاء محبوب ومحدد لأقدم الشكر أولا لكل الأصدقاء الذين غمرونا بعطاياهم.. ولأذكركم ثانيا برحلاتنا مع أصدقائنا المرضي والمتألمين علي امتداد عام يلملم الآن أوراقه ويستعد للرحيل تاركا خلفه قصصا مأساوية مبكية استطعنا بعطاياكم ومحبتكم أن نحولها إلي قصص إيمانية تتحدث عن عمل الله..
وأستسمحكم قبل أن ننتقل إلي حقل الخير لتحصدوا معنا ثمار عام من العطاء أن أدعوكم ـ علي الورق ـ لنحرث الأرض ونعدها لبذر بذور عام جديد قادم.. وهنا أعود مضطرا إلي لغة الأرقام فلا بذر لبذور دون حرث للتربة, ولا حرث للتربة دون تخطيط للأرض, ولا تخطيط دون أرقام حتي ولو كانت مجرد خطوط علي الورق.
** الأرقام تقول إننا مع كل حصاد في نهاية كل عام يكون معنا رصيد وهو ما تبقي من العطايا التي ملأت خزائن حقل الخير طول العام وبين ما أنفقناه منها في رحلاتنا مع المرضي والمتألمين.. هذا الرصيد كان يمثل لنا عاما بعد عام السماد الذي يغطي أرض الحقل في عام جديد لضمان ثمار متعافية نصطحبها في رحلات الخير علي طريق الشفاء مهما كانت تكلفته..
هنا لن أذهب بكم بعيدا.. سأعود إلي عام 2017, ففي نهايته تبقي لنا في يوم الحصاد نحو 92 ألف جنيه إذ كانت مجموع العطايا التي تجمعت في خزائن حقل الخير 484 ألف جنيه في حين بلغت كل تكاليف علاجات أصدقائنا المرضي 391 ألف جنيه.. وبدأنا عاما جديدا ـ 2018 ـ ونحن مطمئنون كل الإطمئنان علي إخوتنا الأصاغر مهما زاد عددهم ومهما قست عليه الأمراض, وقد كان ماكنا نتوقعه فانخفضت العطايا في هذا العام إلي 362 ألف جنيه لكننا تجاوزنا هذا الانخفاض لأن أرض حقل الخير كانت مغمورة بالسماد وفي خزائنها رصيد ـ 92 ألف جنيه ـ مرحل من العام السابق.. ومع نهاية عام 2018 جاء يوم الحصاد وإذ بالرصيد المتبقي 11 ألف جنيه فقط, لهذا استقبلنا عام 2019 بكل الحذر وهو ما دفعني اليوم لأرصد الأرقام قبل أن ينتهي العام ويأتي يوم الحصاد..
وقد كان ما توقعناه, لقد انخفضت بالفعل حصيلة العطايا حتي اليوم إلي 278125 جنها استنفدت بالكامل في علاجات أصدقائنا المرضي من قبل أن نضيف إلي حساباتنا مصاريف العلاجات خلال شهر ديسمبر الحالي, وهو شهر تزداد فيه المصاريف, لأن فيه تسدد كل المتأخرات, وهو ما يعني أننا سنواجه في يوم الحصاد عجزا.. لكننا كما تعودنا لن يتركنا الرب حياري ـ كما قال معلمنا متي البشير وفي الهزيع الرابع من الليل مضي إليهم يسوع (مت: 14:25)..
كلنا ثقة في يد الرب الحانية التي تمتد بعطاياه فنتجاوز العجز الذي ترسمه الأرقام اليوم أمام عيوننا الضعيفة.. كلنا ثقة أننا سنتجاوز هذا بل سنحقق فائضا كما تعودنا كل عام.. لهذا عجلت برصد الأرقام لتشاركونني الدعاء إلي الرب الذي شاء أن تصلكم دعوتي ونحن نعيش أيام الصوم وأمام عيوننا كلمات القديس أغسطنيوس أتريد أن ترفع صلاتك إلي الله ليكن لهما جناحان هما الصوم والصدقة.. وبالصلاة والصوم وعطاياكم سنتجاوز ما يلوح لنا من عجز, بل سنحقق فائضا نستقبل به العام الجديد ونحن مطمئنون أن كل مريض متألم سيجد علاجا ولن ينتظر أحد في قائمة الانتظار.
قبل أن يرحل 2019
حصاد الخير وسط ثمار المرضي والمتألمين
0 شجرة ضعف السمع مملوءة بالمفاجآت.. وشجرة الأرملة محملة بالدعوات
0 الطفل دودو أصغر شجرة بعيون فرحة بعد عملية تصحيح حول وعمره شهور
0 الفتق السري وحصوات المرارة والتهاب الزائدة.. ثلاث جراحات لشجرة واحدة.
مصادفة أن يأتي لقاؤنا ونحن نودع عاما ونستعد لاستقبال عام جديد وهو وقت الحصاد, حصاد عام من الحب المتبادل بين أصدقائنا المرضي والمتألمين وأصدقائنا صناع الخير الذين ساندونا في رحلاتنا طوال العام وملأوا خزائن حقل الخير بعطاياهم التي حدثتكم عنها في مقالي هذا الأحد- أعلاه- تحت عنوان شكرا.. ولكن إلا أن الحديث عن العطايا كان ولابد أن نتناوله بالأرقام وهي لغة جافة جامدة لاتعرف العواطف ولا تقترب من المشاعر لهذا اخترت أن يكون لها في يوم الحصاد حديث, وأن يكون لأصدقائنا المرضي والمتألمين حديث تفيض فيه مشاعر الحب التي جمعتنا طوال العام بالمعذبين وثقيلي الأحمال الذين اصطحبناهم في رحلات خير متواصلة لنسكت آلامهم ونخفف أوجاعهم ونحررهم من أتعابهم وكانت يد الرب معنا ومعهم وكان لهم الشفاء.
وأدعوكم- في يوم الحصاد- أن نلتقي بهم في حقل الخير نفرح بهم, ونعزف لهم تسبحة الانتصار علي المرض ونطلق البخور ليشتم المجربون رائحة المسيح الزكية تنعش الوجدان المتعب وتفرح كل حزين, ونرفع الصلوات ليدوم لقاؤنا تحت مظلة المحطة حقل يحتضن المتألمين والمعذبين فوق الأرض ويشع بنور ودفء المحبين, واسمحوا لي أيضا في يوم الحصاد أن أحدثكم عن ثمار غالية جاءت إلي حقل الخير متعبة, حزينة, مكتئبة, باكية, متألمة, واليوم أمام عيوننا أشجار يانعة, مبتهجة, مبتسمة.. تعالوا إلي حفل الحصاد.
عماد أو دودو- كما نحب أن نناديه- أصغر شجرة في حقل الخير اكتمل الآن العام الأول من عمره وتجاوزه بشهور جاء إلي الحياة في الشهر الثامن وواجه ووالداه مع ميلاده تجربة قاسية إذ لم يكتمل مركز الإبصار بعينيه قبل أن يخرج إلي الدنيا, ومضت بهما الأيام ثقيلة صعبة عندما ظهرت ملامح الحول علي عينيه وضاعف من المأساة أن المشكلة لم تقف عند مركز الإبصار بل تتعداه إلي ماهو أصعب فهو يواجه تأخرا وكسلا في المخ.وكان من المقرر أن تجري له عملية وإصلاح حول عندما يكتمل العام الأول من عمره كما هو متعارف عليه عند أطباء العيون, لكن ما كشفه أطباء المخ دفع طبيب العيون للتعجيل بجراحة الحول, ولم تعد المسألة مجرد عملية إصلاح حول , العملية تحتاج إلي مهارة خاصة وإمكانيات جراحية عالية تفوق قدرات وإمكانيات والديه.
من هنا جاء دودو الذي لم يكن قد اكتمل عامه الأول يومها كانت فرحتنا به كبيرة, أصغر ثمرة في الحقل أعطيناها كل الاهتمام وكنا واثقين أن الرب هو راعيها, وأنها ستنمو وتزدهر بلا حول يشوه عيونها ولا خلل يعترض الجذور, ولا الساق, ولا الأغصان,ولا حتي المخ مادامدودو ثمرة في حقل الخير وفي مستشفي الوطني للعيون أجريت له في شهر يونيو من هذا العام أشهر عملية إصلاح حول لطفل لم يكتمل عامه الأول, وكانت عين الرب علي ثمرته ونجحت العملية التي أصبحت حديث الأوساط الطبية وهم لايعلمون أنها ثمرة في حقل الخير نفرح بها ونحتفل بشفائه في يوم الحصاد.
من بين كل الثمار التي اصطحبناها إلي حجرات العمليات اخترتحنان الثمرة التي أجريت لها ثلاث جراحات في عملية واحدة. نحتفل بها اليوم في حفل الحصاد هي سيدة شابة تجاوزت الأربعين بقليل, جاءتنا في سبتمبر من هذا العام تتألم وتئن وتشكو من وجع مستمر عاشته لسنوات لاتعرف طريقا للنوم ولا للراحة ولا للأكل والشرب والحركة ولا للحياة كلها, كل منغصات الجسد تتملكها آلام المرارة, والفتق, والزائدة تحيط وسطها الآن في حفل الحصاد أدعوكم لتنظروا الثمرة التي تخلصت من كل المتاعب والوجع, وتتلألأ وسط الحقل تزين أغصانها ابنتها البكر مارينا وابنتاها التوءمتان ميرا و ميراي وصغيرتها سارة وآخر العنقود كيرلس وستبقيحنان في حقل الخير الثمرة التي تحمل صورا كثيرة لنعم الله الأكثر.
من بين كل الثمار أدعوكم في حفل الحصاد لـ نروي شجرة ضعيفة تحمل اسم يوسف ليس لأنه صغير في مرحلة النمو, ولا لأنه صغير في مرحلة النمو, ولا لأن صورة السيارة التي دهمته مازالت تطارده ولا لأنه قضي شهورا من هذا العام راقدا لايتحرك, لكن لأن ساقه مازالت مسنودة بشريحة وثلاثة مسامير جاءنا بساق مكسورة يصعب ثباتها علي الأرض لكننا أخذنا نسندها بفرح وثقة ثمرة جديدة في حقل الخير لابد أن تثبت وتنمو وتترعرع وقد كان في العاشرة من صباح الجمعة 5 أبريل الماضي دخل يوسف حجرة العمليات بمستشفي العذراء بالزيتون كنا في الأسابيع الأخيرة من الصوم المقدس, وكانت الأجواء الروحانية تضفي سلاما وهدوءا علي المكان الملاصق لكنيسة عذراء الظهور وبعد ساعة كاملة خرج يوسف وساقه في الجبس, وبعد 6 أسابيع نزعوا الجبس, وبقيت الشريحة والمسامير, وستبقي لعام قادم وشجرة يوسف داخل حقل الخير وفي عيوننا.
من بين ثمار حقل الخير ثمرة مملوءة بالمفاجآت دعوني أحدثكم عنها, واطمئنوا فإن صوتي وصوتكم سيصل إليها بوضوح بعد أن وضعنا علي أذنها اليمني سماعة أعادت لها حاسة السمع.. الشجرة تحمل اسم الصديق هاني أما المفاجآت فبدأت مع أول لقاء عندما تحدث لنا بطلاقة مع أننا تعودنا مع ضعاف السمع أن نتعامل معهم بالإشارة لكنهاني كان مختلفا فضعف السمع.. أصابة في المرحلة الاعدادية بعد أن تعلم النطق وأجاد الكلام.. المفاجأة الثانية في صموده وقوة إرادته فبقدر ما سلب منه السمع أعطاه الله سلاما وهدوءا وذكاء أعانه علي مواصلة دراسته.. المفاجآة الأخيرة كانت في الوصول إلي السماعة المناسبة فلم يكن هذا بالأمر السهل وستظل شجرة هاني في حقل الخير ربما تحمل لنا مفاجآت أخري.
فرحتنا الكبري في حفل الحصاد بالثمرة التي عاد النور إلي عينيها وتحسن إبصارها بعد استئصال المياه البيضاء وزرع عدسة هي شجرة قسا عليها الزمن مرات ومرات مرة عندما مات ابنها البكر ومرة عندما هاجمها مسلحو داعش ونزحت من العريش إلي بورسعيد ومرة عندما غطت المياه البيضاء عدسة عينيها ورغم كل الصعاب التي واجهتها فهي تسبح الله ليل نهار, ونفرح بها لأنها شجرة محملة بالدعوات لكل الأصدقاء الذين ساهموا معنا في عودة النور إلي عينيها.
اليوم يوم الحصاد, يوم الفرح, كل الثمار يانعة وكل الأشجار متلألئة لكني اخترت من بين كل الأشجار هذه الثمار الخمس, أكتفي بهذا فساحة الاحتفال لا تتسع لأكثر من هذا, ولم يكن اختياري عشوائيا اخترت لكم جديد الثمار في حقل الخير, لكن سيبقي احتفالنا ممتدا فالحصاد كثير يملأ الحقل حبا وسلاما, وسكينة, وكل ما هو جيد وجميل مادام الرب يرسل فعله إلي حصاده وأدعوكم الآن لنختتم حفلنا بالصلاة, أدعوكم لترفعوا قلوبكم إلي رب المجد ليفيض نهر الخير فيمتلئ الحقل بالثمار ويلمس الشفاء كل مريض, والراحة كل متألم وتتواصل رحلاتنا ونحتفل كل عام بحصاد جديد.