كثرت حالات الحوادث والجرائم التي يفعلها الإنسان في نفسه أو بأقرب الناس إليه, قتل الزوج لزوجته والعكس, قتل الأم أولادها هكذا الأب , والابن لأمه, أو قتل أبناء العمومة لبعضهم وهكذا … إلا أنه ظهرت حالات انتحار بمختلف الأعمار منها للهروب من ضائقة مالية أو من فعل فحشاء والخشية من فضح الأمر أو لمرض جسدي يصعب شفائه وتتنوع طرق تنفيذ الانتحار منها بشرب مبيد أو أقراص سامة وأخرى بإلقاء أنفسهم من شبابيك أو سطوح منازلهم والبعض بعمل مشنقة في المنزل وأخرى بإلقاء أنفسهم تحت عجلات قطارات أو مترو الأنفاق ومن فوق كوبري على النيل وأخرى من أعلى برج الجزيرة وغيرها . هذه الحوادث بكل أشكالها وطرقها تعني هناك خلل شديد الخطورة على حياة المجتمع , هذا الخلل يحتاج سرعة تدارك الأمر وحصره في أهم الأسباب المؤدية لذلك . فمن وجهة نظري يشترك في ظهورها حزمة من الآفات الضارة التي لحقت بمجتمعنا حديثاً ومن أبرزها هو..
(1 ) سفر بعض الشباب للخارج فيعكس للشباب والأسر بالداخل أنهم يعيشون حياة كريمة تتوفر فيها حقوق وكرامة الإنسان وهذا من وجهة نظر البعض منهم أن المال هو أساس حياتهم ونسوا الجانب النفسي والروحي لهم , نسوا أنهم يعملون دون تراخي وهوادة وإن غاب العمل والمال تاهوا في الزحمة وأيضا يفقدون حياتهم وهناك من أغنياء العالم أقدموا على الانتحار بأشكال مماثله وفي تلك الحالات من غاب عنهم الإيمان الحقيقي بالله مقدماً أعمال الخير ليري الناس فيهم إيمانهم أخذتهم دوامة الهلاك وزاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله . لذا يجب من خلال تلك النقطة سرعة المؤسسات الدينية معالجة تلك الأمور في الخطاب الديني مع الأطفال والفتيان والشباب وغرس فيهم حياة الشكر والقناعة والقيم والمبادئ والأخلاق المصرية الأصيلة في جوهرها الثمين المحبة والسماحة والسلام , فهذه الأحداث الجارية تسبب نسيان المرء الله ويتعايش مع المال كقاعة وليس وسيلة .
(2 ) نحتاج سرعة تحجيم الفساد المتوغل في العديد من مناحي الحياة وحصاره بكل القوانين اللازمة وتفعيلها على أرض الواقع فهناك ( فساد ” التطرف الفكري التمييز والعنصرية والمال والمناصب بسبب عدم حصول البعض علي حقهم وذهابه لمن لا يستحقه مجاملة أو واسطة وغيرها من المسميات الضارة لمجتمعنا فهذا ومازال قابع في دهاليز المؤسسات أهلية وحكومية , حتى في بعض المناطق والتجمعات السكنية بعدم قبول الأخر مما لا توفر حياة مستقرة وسلمية فيتوه من يريد العيش في مخافة الله فيحصر ذاته ويتعايش مع القهر والتفكير الأحادي ويرسم لنفسه طريق التخلص من ذلك البعض يهجر الحياة في الإيمان ويتجه للإرهاب أو البلطجة أو السير قدماً في طريق الفساد ونشر السموم القاتلة من المخدرات والأفعال الضارة عبر أنواع أجهزة الحاسبات الكمبيوتر والموبايل وهذا ما تطمح إليه دول العداء تريد قتل أهم ركائز لدينا وهي شبابنا وأطفالنا . هذا يحتاج للقوى السياسية والبرلمانية والحكومة بشتى وزرائها والاهتمام بالطبقات المعدومة والفقيرة والمتوسطة ببرامج ومشروعات تنفذ وتتابع وتذلل العقبات عنهم , يجب تقريب الفجوة بين الأغنياء والطبقة المتوسطة التي تعد غير موجودة وهذا يحتاج أقصي سرعة في الدراسة والتخطيط وسرعة التنفيذ لحصاد النتائج ليشعر هؤلاء بتحسن الحياة المعاشة للأفضل وتأمينها .
(3 ) الآمر يحتاج لإيراده سيادية عليا عمل هيئة عليا من الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون بالتعاون مع الجمعيات والهيئات الأهلية تتواجد وتتركز في كل مدن وقرى ومحافظات مصر ونخص المدارس والجامعات للتعامل مع الحالات بأحدث الطرق في الدراسات وحصر الأسباب لكل حالة وتتعاون الدولة في الجهات المعنية للتنفيذ علي أرض الواقع وليس الاكتفاء بدراسة الحالة وإزالة المعوق وقتي دون وضع حل نهائي و متابعة جادة لها مع تصنيف الحالات فيكون الحل جماعي .
(4 ) نحتاج للجان قوية من المؤسسات الدينية ولاجتماعية والطبية ” بشرية ونفسية ” والمالية ورجال الأعمال لدراسة وتهيئة المقبلين علي الزواج وغلق بوابات التحايل علي زيجات لإشباع رغبة دون مراعاة لباقي الجوانب الحياتية . كذلك معالجة الشذوذ الجنسي والتهيئة النفسية لمرحلة المراهقة من قبل بلوغها في ندوات وتثقيف ديني علمي اجتماعي لخروج أصحاب المرحلة من صعوبتها وهذا بالتعاون مع الأسر .
(5 ) وجود وعاء مالي تحت متابعة وأشراف جهة سيادية لتحقيق الأهداف المرجوة ونعتبر هذا الآمر مبادرة عامة الشعب والدولة يقدمون كل ما لديهم لنحقق تطور هائل سوف يرفعنا لأعلي الدرجات في النمو الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق حياة أفضل بكل الجوانب .