ندرس الكتاب المقدس لأنه:
أولا: كتاب الخلاص:
* يحوي الكتاب المقدس رسالة الخلاص وهذا الخلاص بدأ منذ أيام آدم, مرورا بالعهد القديم, ثم العهد الجديد.
* قصة الخلاص قد أخذت آلاف السنين, منذ خطية آدم وحواء, حتي مجيء السيد المسيح, وتقديمه الخلاص علي الصليب, ثم علي الصليب قال السيد المسيح: قد أكمل (يو 19:30), بممعني أنه قد كملت قصة الخلاص.
ثانيا: غذاء الإنسان:
* طعام الجسد مصدره الأرض, من خضروات, فاكهة.. إلخ, ومن المعروف عن الجسد أنه تراب لأنك تراب, وإلي تراب تعود (تك 3:19). أما الروح التي هي نسمة الحياة, فلها غذاء آخر, كما يقول الكتاب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان, بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت4:4).
* الإنسان إن لم يأخذ غذاء الجسد سيضعف ويفقد طاقته, ويصبح غير قادر علي العمل, أو الحركة, وأيضا ستضعف مقاومته للمرض, وهكذا الروح أيضا, لذلك الروح تحتاج في كل يوم إلي غذاء.
==
الإنجيل هو رسالة سلام للإنسان
==
ثالثا: قانون الأبدية
* إن السماء مثل الأرض, ففي الأرض نأخذ مقررا, لكي ما نذاكره ونمتحن فيه, حتي ننجح. وهكذا السماء يوجد بها مقرر يجب مذاكرته, وفهمه ومعايشته, حتي نستطيع النجاح في الأبدية, والكتاب المقدس هو قانون الأبدية.
–
الكتاب المقدس هو تصريح لدخول السماء
–
* المسيح له المجد يقول: من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير (يو12:48), فتخيل أن الله يجلس أمامك, في يوم الدينونة, ويقلب في صفحات الكتاب ويسألك فيها! وأنت لا تستطيع, أن تجيب علي أي سؤال!
رابعا: رسالة سلام:
* السلام هو الاحتياج الأول للإنسان والكتاب يقول: طوبي لصانعي السلام, لأنهم أبناء الله يدعون (مت5:9).
* ولكن الإنسان لا يستطيع أن يصنع السلام, بدون أن يمتلئ هو أولا بالسلام, ولذلك فإن الكتاب المقدس هو رسالة سلام, ويملأ الإنسان بالسلام, ويقول داود النبي: عند كثرة همومي في داخلي, تعزياتك تلذذ نفسي (مز94:19).
* ومن الألحان المشهورة في الكنيسة: يا ملك السلام أعطنا سلامك, قرر لنا سلامك, واغفر لنا خطايانا.
خامسا: رسالة شخصية
* الكتاب المقدس هو رسالة شخصية, وأيضا سلاح شخصي, فإن كان الإنسان يسير في طريق به بعض الكلاب الضالة, لابد أن يحمل معه عصا كسلاح له, أو شخص آخر يسير في طريق مظلم, فإنه يرشم الصليب طوال الطريق كسلاح له.
* وهكذا الكتاب المقدس رسالة شخصية, وسلاح أمام الأعداء, فالشيطان في تجربته للسيد المسيح, كان يجيبه رب المجد, في كل مرة بقوله: مكتوب (مت4:4), فالكتاب المقدس, يشبه السن المدبب, الذي في طرف السهم والذي هو الجزء الفعال في السهم.
* والكتاب المقدس يعلمنا قائلا: إن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين, وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ, ومميزة أفكار القلب ونياته (عب4:12).
* وكلمة أمضي تعني حادة أكثر من كل سيف! فالكتاب المقدس هو سلاح الإنسان أمام الخطية, والبابا شنودة له هذا القول الجميل: احفظوا الإنجيل يحفظكم الإنجيل.
–
الكتاب المقدس هو سلاح الإنسان ضد جميع حروب الشيطان
–
68- كيف ندرس الكتاب المقدس؟
طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها, لأن الوقت قريب (رؤ1:3)
PDF watani 15-12-2019
نتعامل مع الإنجيل علي النحو التالي
أولا: بالروح:
* هناك شخص يتعامل مع الإنجيل بعقله فقط! وهذا أمر غير سلم, لأن الله روح, وهو الذي حث التلاميذ علي كتابة الأسفار المقدسة, لذلك لا يمكن أن نتمكن من فهم الكتاب إلا بالروح.
* تحكي كتب الآباء عن راهب كان مقصرا في واجباته وقوانينه الروحية, وعندما حان وقت نياحته, اجتمع حوله الآباء كما هو متبع في البرية, وتعجب الآباء أنهم وجدوا هذا الراهب فرحا جدا, رغم ما يعرفونه عنه من تقصير في حياته! فسأله أحد الآباء عن سر هذا الفرح, فقال: لأني سأدخل السماء.. فتعجب الأب وسأله: كيف هذا؟! فقال: إني منذ أن دخلت الرهبنة لم أدن أحدا, وعندما أراد الملاك محاسبتي, قلت له الكتاب يقول: لا تدينوا لكي لا تدانوا (مت7:1), وأنا لم أدن أحدا, منذ أن دخلت الدير, وهنا توقف الملاك عن حسابي! بسبب هذه الكلمات الأربع.
ثانيا: بخشوع
* اقرأ وادرس الإنجيل, بخشوع فلا يصح أن تقرأ الكتاب, وأنت منشغل بسماع شيء آخر, أو تقوم بعمل شيء آخر, أو تأكل أو تشرب مثلا أو …إلخ, بل يجب أن تقرأ الإنجيل بالوقار اللائق به.
* قبل قراءة الإنجيل في الكنيسة, يقول الشماس: قفوا بخوف ورعدة, وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فالكنيسة تلزمنا أنه في وقت قراءة الإنجيل, لا يتحرك شخص من مكانه, مهما كان الأمر.
* أحيانا البعض لا يعطي الوقار الكافي لكلمة الله, لابد من التفريق والتمييز, بين كلام الناس وكلام الله, وقديما كانوا عند نسخ الأسفار المقدسة, عندما تأتي كلمة الله يترك من يقوم بالنسخ الكتابة, ويذهب للاستحمام! ثم يعود لكتابة كلمة الله بقلم جديد, وكان يقوم بهذا العمل, مع كل مرة تتكرر فيها كلمة الله.
* نلاحظ أنه في أثناء قراءة الإنجيل في وجود قداسة البابا, نجد أن البابا يقوم بخلع التاج من علي رأسه كنوع من الاحترام والوقار, لأن الله يتكلم, فالله يكون حاضرا في كلمته.
ثالثا: بالصلاة
* ينبغي أن نقرأ الكتاب المقدس بروح الصلاة, فلا يمكن الدخول إلي الإنجيل إلا من خلال الصلاة, فمثلا في القداس الإلهي, فقبل الدخول إلي عمق صلوات القداس, نقرأ البولس والكاثوليكون والإبركسيس والإنجيل, ثم نبدأ القداس.
* لا يمكن أن تفهم أو تعي أو تستوعب أو تعرف كلمة ربنا, إلا إذا دخلتها من خلال روح الصلاة, وداود النبي يقول: اكشف عن عيني فأري عجائب الرب من شريعتك (مز119:18).
* ما أجمل أن تقف للصلاة, قبل أن تقرأ الكتاب, ولو لدقائق وتقول كما قال داود النبي: يارب أعطني عقلا يفهم, وقلبا يستوعب ما أقرأه, واكشف عن عيني فأري عجائب شريعتك.