وقعت عليها الأبصار في السنوات الأخيرة، بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وظهور ملامحها الجغرافية التي أعطت لها طبيعة خاصة وساحرة ينجذب إليها السائحون من مختلف دول العالم ، إنها دولة جورجيا التي قالوا عنها “بلاد الحب”، نظرا لتمتعها بمناطق تمتاز بهدوءها ومناظرها الخلابة،
في هذا الموضوع …نأخذكم في جولة حول هذه البلاد
حينما تبدأ جولتك داخل جورجيا تقع عينك على تمثال مارجرجس الروماني العملاق المرصع بالذهب الخالص الذي يتصدر العاصمة تبليسي بمنطقة “اولاباري ” ، كما يتخللها العديد من الكنائس والكاتدرائيات، فالديانة الغالبة بين سكّان البلاد هي المسيحيّة الأرثوذكسيّة، لذلك تتعدد بها الكنائس بشكل كبير.
هذا بالإضافة إلى أنها مليئة بالمعالم التاريخية،و المزارات السياحية المختلفة و المتاحف، ومتنزهات تضم أجمل وأروع الحدائق والنباتات المستوردة، هذا بخلاف أماكن التزحلق على الجليد التي تشتهر بها في فصل الشتاء، فتقع جورجيا في أحضان جبال القوقاز، و تحديداً في نقطة إلتقاء أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، فمن غربها البحر الأسود، ومن شمالها روسيا، وجنوبها تركيا وأرمينيا، وأذربيجان من الشرق، وأعلى جبل فيها هو جبل “شخارا”، ثمّ جبل جانغا تاو، كما ويوجد فيها أكثر من ثلاثين نهراُ جليديا، مما يعطيها طبيعة جغرافية و مناخية خاصة، على تلك المساحة التي تبلغ حوالي 69 كم2
وإذا أردت أن تذهب لأهم الأماكن السياحية بتبليسى العاصمة عليك بالذهاب إلى مدينة برجومي تلك المدينة الساحلية الشهيرة ، فمعظم مرتاديها من “السياح” الناطقين باللغة الروسية الذين يأتون للإقامة والاستمتاع بجو الخريف المميز للمدينة.
وللمزيد عن هذه الدولة والتي يقدر سكانها بحوالي 4 ونصف مليون نسمة، هي دولة نامية تحتل المركز ال70 بين دول العالم في مؤشر التنمية البشرية، وهي عضو في الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية،وكذلك منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، و تطمح البلد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، ويعتبر الجورجيّون سكان البلاد الأصليّين، كما توجد فيها أقليّات أخرى من الأرمن، والروسيين، والأبخاز، وغيرهم من الأقليّات المتنوّعة الأخرى، أمّا فيما يتعلّق باللغة فإنّ فيها الكثير من اللغات نظراً لتعدّد الجنسيات بيها، ففيها الجورجيّة، والسفان، والأبخازيّة، وغيرها، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الجورجيّة اللغة الرسميّة والأولى في البلاد فهم يعتزون بلغتهم الجورجية و يتحدث كبار السن اللغه الروسيه، والشباب اللغه الإنجليزية.
وباستكمال رحلتك في جورجيا ، لابد وأن تذهب إلى حديقة بوتانيكال واحدة من أشهر الأماكن السياحية هناك، فتقع على بعد خطوات من غابات ناريكالا بمركز المدينة، والعديد من الجورجيين يعتقدون أن هذه الغابات هي المزار السياحي الأول في تبليسي.
تعرف جورجيا بالفلوكلور الغني، الموسيقي التقليدية الفريدة، المسرح، السينما، ويشتهر الجورجيين بحبهم للموسيقى والرقص والمسرح، كما يعد منتجع باكوريانى رائع للتزحلق على الجليد البعض يذهب إليه للممارسة رياضة التزلج ،والبعض الأخر يعتبره مكاناً رائعاً للأحتفال بأعياد الميلاد والكريسماس هناك، ويقع المنتجع في مقاطعة بورجومي، شديد البرودة مع نزول الثلج في فصل الشتاء ،ودافىء فى الصيف .
وإذ لم تقتني دولارات وأنت تقيم في هذا البلد، عليك باقتناء عملات اللاري – ويقابل اللاري حوالي ستة جنيهات مصري- فالجورجيون لا يقبلون التعامل إلا بعملتهم ولا يتعاملون بالدولار أو اليورو في المحلات والأسواق، والعملة الرسمية، هي اللاري الجورجي ويرمز لها (GEL)
واستعملت العملة هذه لأول مرة في عام 1995م أيام حكم الرئيس إدوارد شفاردنادزي، وتقسم اللاري إلى مائة تتري، وقديماً كانت عملة (الروبل) السوفياتي هي المستخدمة في الدولة
وبرغم ذلك فاقتصاد جورجيا قوي يقوم على أساس الزراعة والسياحة، وموقعها متميز نظرا لإطلالها على البحر الأسود وطريق الحرير التاريخي، وتشتهر جورجيا بصناعة النبيذ فبها حوالي 500 نوعا من النبيذ .
ومن الناحية السياسيّة للبلاد فإنّها تتميّز بعلاقاتها الوديّة مع الدول المجاورة كأذربيجان، وتركيا، وأرمينيا، وهي تشارك في الكثير من المنظّمات الإقليميّة التي تساعدها على تقوية علاقاتها مع غيرها من الدول كاليابان، والأوروغواي، وكوريا، وأوكرانيا، وهي عضو في المجلس الاقتصادي للبحر الأسود، وتنتظر قبولها في حلف شمال الأطلسي، والاتّحاد الأوروبي، ولها علاقات قويّة مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة خاصة في ظلّ انهيار الإتحاد السوفيتي .
وعندما تقرر أن تستكمل رحلتك عليك بالذهاب إلى كهف ساتابليا والذي يقع في منطقة طبيعية خلابة وللفت الانتباه و الدهشة أكثر قرر بعض الجورجيين، ان يضيفوا بعض الأثار من خطوات ديناصور و هو ليس أمرا صعبا فهو مجرد رسم قدم ديناصور على الحجارة و بعض الماكيتات البلاستيكية ولا شك أن ذلك أضاف أعدادا أكبر للسياح في زيارة هذا الكهف.
وإذا اردت أن تعود بالتاريخ لتعرف أكثر عن دولة جورجيا فأعرف أنها من أول الشعوب في المنطقة التي اعتنقت المسيحيه عام ٣٣٧ م ،أسسها القديس اندراوس في القرن الأول الميلادي ،وفي النصف الأول من القرن الرابع ،اعتمدت المسيحيه كدين للدولة ،وعلى الرغم من الاحتلال الأجنبي المتكرر ،إلا أنها حافظت على الهوية الوطنية الجورجية
بها أيضا الأرمينيّة، والإسلامية وغيرها من الديانات المختلفة، والعاصمة الرسمية للبلاد هي مدينة تبليسي.
والفن الجورجي الكنسي أحد أكثر العمارة المسيحية حيث يجمع بين طراز الفن الكلاسيكي والطراز الكاتدرائي الأصلي
.