شهدت محافظة الفيوم، صباح اليوم، بالظاهرة الفلكية الفريدة بتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، بمركز يوسف الصديق، لمدة 25 دقيقة، والتي تتكرر في مثل هذا اليوم من كل عام، وقدمت عروض فنية متنوعة لفرع ثقافة الفيوم.
حضر مظاهر تعامد الشمس، كل من الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، واللواء خالد شلبي، مساعد وزير الداخلية لقطاع شمال الصعيد، واللواء عادل الطحلاوي، مدير أمن الفيوم، وسيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، وعدد من التنفيذيين والشعبيين.
كما قدم فرع ثقافة الفيوم، عدد من الفقرات الفنية، مثل الفنون الشعبية والتنورة، وغيرها من العروض عقب انتهاء ظاهرة تعامد الشمس، في ساحة قصر قارون، بحضور الضيوف والمسئولين ومواطنين والمهتمين بالآثار.
وقال سيد الشورة، مدير عام الآثار بمحافظة الفيوم، أن هذه الظاهرة، تعتبر حدثًا عالميًا وظاهرة فلكية، والتي تقام تحت رعاية الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، ويشهدها الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم.
وأضاف سيد الشورة، أن الاحتفالية، تقام بالتعاون بين وزارت الآثار، والثقافة، والسياحة، والشباب والرياضة، ومحافظة الفيوم، وتأتي في إطار الجهود الدائمة لتنشيط حركة السياحة والتعريف بما تزخر به المحافظة من إمكانيات سياحية وأثرية وثقافية وبيئية، وهي ثاني احتفالية تشهدها مناطق الآثار هذا العام بعد إقامة ماراثون الجري لمسافة 100 كيلو متر من هرم هوارة بالفيوم إلى هرم سقارة في الجيزة، والذي أقيم في 15 نوفمبر الماضي.
وأوضح مدير الآثار بالفيوم، أن هذه الظاهرة الفلكية، اكتشفها الدكتور مجدي فكري، وبدأ الاحتفال بها في عام 2010م، وتتعامد الشمس لمدة 25 دقيقة حتى تدخل لمدخل المعبد ثم تتسرب من خلال محور المعبد لتضيء المقصورة الوسطى لقدس الأقداس، والتي يفترض أنها كانت تحتوى على المركب المقدس للإله سوبك لتنحرف يمينا لتنير المقصورة اليمنى والتي يفترض أنها كانت تحتوي على تمثال الإله فيما تظل المقصورة اليسرى غارقة في الظلام، وكانت تحوي على مومياء للإله سوبك التمساح، والتي كانت يجب أن تبقى في الظلام.
جدير بالذكر، أن معبد قصر قارون يبعد، نحو 65 كم عن مدينة الفيوم، ويقع جنوب غرب بحيرة قارون ضمن التقسيم الجغرافي في شمال غرب أقليم الفيوم بمركز يوسف الصديق, وتسمي المدينة، بـ”ديونيسيوس” وهي مدينة شيدت في العصر البطلمي نحو القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تسمى “ديونيسيوس” نسبة إلى اله الخمر عند اليونانيين.
وشيد في منتصف المدينة، معبد للاله سوبك الإله المحلي لإقليم الفيوم، والذي كان يُعبد في صورة تمساح , وهو من الحجر الجيري.
وقال “الشورة” أن القصر خصص لعبادة الإله “دينسيوس”، وهو إله الخمر والحب عند اليونان، وتم إضافة بعض الأشياء له في العهد الروماني، وكان يأوي المسيحيين في عهد الاضطهاد الروماني للمسيحيين، وأطلق عليه كلمة قصر، بعد الفتح الإسلامي، وكان المسلمين يسمون المعبد “قصر”.