>> صنع أفلاما دينية كثيرة في مكتبة الكنيسة وأعماله ستظل مؤثرة في أجيال كثيرة قادمة وخالدة في صناعة السينما
تحدث الفنان النجم هاني رمزي في تصريحات خاصة لـ«وطني» ، عن الذكريات التي جمعته مع المخرج الكبير الراحل سمير سيف وخاصة في فيلم فيلم القديس العظيم مارمينا العجائبي : «الأستاذ سمير سيف من العظماء الذين كانوا يحيون بيننا وأكثر ما كان يلفت نظري نحوه هو احتفاظه طوال الوقت بابتسامته ولم يكن يتكلم كثيراً وحتى عندما كان يسمع كلاما سلبيا يقال ضده لم يكن يعلق عليه أو يدافع عن نفسه».
وأضاف «رمزي» : «أتذكر أنني عملت معه أول فيلم لي وهو فيلم القديس العظيم مارمينا العجائبي وكنت في ذلك الوقت طالبا بالمعهد العالي للسينما وسعدت جدا عندما قمت بعمل اختبار كاميرا وزادت فرحتي لما علمت أنني من وقع عليه الاختيار وسأقوم بدور القديس مارمينا» لافتا إلى إن كل من يقف أمام كاميرات المخرج سيف كان يتعلم أشياء كثيرة لأنه مخرج كبير وعظيم وأحد أبرز صناع السينما المصرية، وأحد من له الفضل في دخولي السينما المصرية من أوسع أبوابها بمجهوده وفنه وعبقريته .
وتابع «رمزي» :«توالت الأعمال بعد ذلك ومثلت معه فيلم القديسة دميانة ثم مسلسلين هما (قلوب عطشى) و( بيت العلالي) وتعرفت من خلالهما على كوكبه كبيرة من النجوم في هذين المسلسلين»، موضحا إن الأستاذ سمير من يعمل معه يتعلم منه أشياء كثيرة منها الصبر والتفاؤل وقال :«لقد كانت تمر علينا مواقف كثيرة صعبة في التصوير، تجعل من أي شخص ينتابه الغضب لكن الأستاذ سمير كان يرسم على وجهه الابتسامة وعندما سألته كيف يحافظ علي تلك الابتسامة ولا يخرج منه أي لفظ أو يظهر عليه الغضب كان يقول لي : ( أنا لو غضبت أكيد سوف أتعب وأكيد همرض وهايجيلي القلب ، وأكيد هيحصلي حاجة وأنا معنديش استعداد )».
«خبر انتقال المخرج الكبير الأستاذ سمير سيف مؤلما جداً» هكذا قال «رمزي» عندما سمع عن رحيله وقال : «بدأت أتذكر مواقفه معي ومع نجوم جيلي ولم أنس المواقف التي جمعت بيننا مثل أول بطولة معه وأيضا موقفه معي في فيلم صعيدي رايح جاي، عندما قام بالاتصال بي وقال ، إنه مبسوط جدا بالفيلم وأنه شاهده وأعجبه جدا جدا ,ولم انسى كلماته : (مبروك على الفيلم وأنا في مقام والدك وبحييك على الفيلم)».
وأكد «رمزي» أن مثل هذه الأفعال لا تخرج إلا من شخصيات كبيرة وناجحة، لأنه عندما كان يتحدث مع ممثل صغير ويقول له أنه فرحان لأجله ويهنئه فإن مثل هذا لا ينقصه ، فهو مخرج كبير جدا في أعين الناس، مضيفا : «جميعنا رأينا بعد رحيله قافلة الحب العظيمة مع كل من عاصره من العاملين بالمجال الفني ولأنه كان أستاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية وكان يدرس ورش كثيرة في صناعة السينما وله بصمة عند مبدعين كثيرين , وهو من قام بتأسيسهم وتجهيزهم للعمل بالوسط الفني وعندما شاهدت كمية الحب الكبيرة من كل الناس والاحترام الكبير الذي شاهدناه بالقدر الذي فرحني بالقدر الذي أحزنني على فراقه وحزين أن هذا الرجل سوف توقف إبداعه , لكن أعماله ستظل مؤثرة في أجيال كثيرة قادمة وخالدة في صناعة السينما، فهو فخر لكل من عمل معه ، فكان أبً لكل من عاصره».
وتذكر الفنان هاني رمزي مرحلة الأكاديمية وحكي قائلاً : «عمرنا ما حسينا أنه أستاذ علينا أو مخرج كبير نخاف نتكلم معه، بل كنا نشعر أنه صديقنا وواحد مننا ولم نشعر أبدا أنه كان أستاذا بالأكاديمية وأننا تلاميذه ، فكان بارعا في انه لم يشعرنا بفارق بل كان يفكر مثلنا، كان يحب الكل ويحترم الكل وأي طالب يدخل عنده، كان يعتبره مبدعا وله وجهة نظر تحترم ويسمع الجميع بشكل جدي، وأتذكر ذات مره أني لم أفهم أحد المشاهد وكان يضع أمام الكاميرا لوحا زجاجيا مرسوما عليه قصر فقلت له إني لم أفهم هذا (الشوت) فقال لي سوف أشرحلك وبالفعل حكى لي كيف سيتم صناعة المشهد في السينما و إخراج المشهد بالصورة الصحيحة بالرغم أني كنت مازالت في بداياتي».
وأكد «رمزي» أنه كان المخرج سمير سيف يصنع المعجزات بإمكانيات صغيرة جدا وضئيلة وتلك الصفة لن تجدها إلا في العظماء والمبدعين الذين ابتكروا أشياء جديدة ، مختتما حديثه قائلاً : «سيظل هذا الرجل في ذاكرتنا , وحافر في قلوبنا ومؤثر في شخصيتنا وكل الوسط الفني وكل الجمهور ومعجبينه الذين فقدوا الكثير برحيله والله يرحمه ويصبر أهله وأنا بنعي هذا المبدع الذي صنع أفلاما دينية كثيرة جدا في مكتبة الكنيسة وتاريخ الكنيسة وأرخ سيرة حياة قديسين كثيرين وأيضا مسلسلات دينية مثل قلوب عطشى وبيت العلالي وكان لها تأثير ونجاح في وقتها ومازالت حتى الآن حينما تعرض علي مختلف القنوات المسيحية، ربنا يرحمه وكلنا مش هننساه وصعب إننا ننساه هذا المخرج والأستاذ الذي أخذنا و تعلمنا و مازالنا نتعلم دروسا كثيرة من أعماله»