التقت ” وطني” مع الرئيس نيجرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان – العراق، ورداً على استفسارنا حول أوضاع المسيحيين فى كردستان واستمرار وجودهم فى المخيمات لأكثر من ست سنوات، تحت نفس الظروف وذات المعاناة، ودون بناء مساكن إيواء سريع لهم، قال بارزاني:” فتح إقليم كردستان أحضانه للنازحين سواء من سوريا أو النازحين من مناطق أخرى بالعراق مثل الموصل وغيرها، كان ذلك عقب السيطرة على مدينة الموصل من قبل “داعش” الإرهابي، وتعرض مسيحيو الموصل تحديداً حينها ، لتهديدات بالإبادة الجماعية، وإضطروا إلى نزوح جماعي وترك مدينة الموصل والتوجه إلى مدينتي أربيل ودهوك، في كردستان، ولم يسمح لهم تنظيم “داعش” بالخروج الا فارغين من حاجياتهم وممتلكاتهم”.
أمام هذه الكارثة الإنسانية، وطبقاً لإمكانيات الإقليم، وفى ظل مساعدات دولية ضعيفة مقارنة بالكارثة التى وقعت، لم يكن ابداُ من الممكن تسكينهم فى بنايات، بدلاً من المخيمات، خاصة وأن العمل مع اللاجئين والمهجرين من أراضيهم يكون على توفير ملاذ آمن لهم أولاً، ثم إعادتهم الي أراضيهم حال هدوء الأوضاع، ولكن ما حدث كان بخلاف ذلك، فالكثير منهم هاجر خارج العراق تماماً، وهو فعل ناجم عن فقدان الأمل، والبعض الذي عاد الي دياره عقب تحريرها، وجدها مُدمرة، وبعض مناطقها ما زالت غير آمنة فإضطر إلي العودة مرة أخرى الي كردستان، ولم يكن لدينا سوى هذه الإمكانيات المادية، بينما يتمتع الإقليم بإمكانيات أخرى، تجعل كردستان تختلف عن الكثير من الدول المجاورة، أهمها رحابة الصدر الدينية والقومية، الإعتراف بالإختلاف وقبول الآخر والدفاع عن حقوق الأخرين، في ظل لجوء مكونات مختلفة الي الإقليم وليس المسيحيين فقط وإنما الأيزيديين والشبك والتركمان، وغيرها من المكونات العراقية. فكردستان “واحة السلام” لحماية الأقليات”
وأشار “بارازاني” الى أن حكومة إقليم كردستان وبالتنسيق الكامل مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) قامت بمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين الذين اتجهوا إلى إقليم كردستان، ولكن أعداد النازحين في تزايد يوماً تلو الآخر، حتى أننا استقبلنا نازحين من بغداد بعد الأحداث الأخيرة منذ شهرين تقريباً، وتابع بارزاني”أن المسيحيين هم أصحاب أصل لهذا الوطن وعليهم ألايفقدوا الأمل في تحسن الأحوال ، فجميعنا نحلم بالتعايش والسلام ”
الجدير بالذكر أن حكومة كردستان كانت قد أعلنت قبل ثلاثة أشهر، إحصائية، بأعداد النازحين العراقيين واللاجئين السوريين، أكدت فيها ازدياد أعداد النازحين العراقيين وإنخفاض أعداد اللاجئين السوريين، خلال شهر يوليو، الماضي بسبب التوترات التي يشهدها العراق، حيث قدرت أعداد النازحين العراقيين ب 915 ألفا و792 نازحاً، بينما كانت أعداد اللاجئين السوريين حوالي 247 ألفاً” من مجموع النازحين السوريين و العراقيين يقطن حوالي. إلى أن “نحو 212 ألفا من النازحين واللاجئين يعيشون في 29 مخيما داخل الإقليم، ويقطن الباقون في المناطق الحضرية بالمحافظات” ،وفقا لإحصائية مركز تنسيق الأزمات الكردستاني، “40% من النازحين هم من العرب السنة، فيما شكل الإيزيديون نحو 30%، بينما نال الكرد النازحون من المناطق المتنازع نسبة عليها 13%”.أما المسيحيين، فسجلوا نسبة 7%، فيما شكلت بقية الأقليات الأعداد المتبقية، ويصل الإنفاق اليومي للنازحين واللاجئين إلى 3.8 مليون دولار.”
جاء لقاء”وطني” مع الرئيس نيجيرفان بارزاني، عقب إنتهاء فعاليات الملتقى الدولي للصحفيين بإربيل، ضمن زيارة وفد الصحفيين الأجانب لمقر رئاسة إقليم كردستان، مساء الثلاثاء الماضي.