إن كانت “أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون” (٢كو٤:١٠ ). فلنتيقظ وننتبه أن هذه الكلمات نطق بها القديس بولس ليرينا أن عدونا الأول والأخير هو إبليس مهما تعددت حيله وإمكانياته، ومهما سلط فى حربه بشراً من لحم ودم ليعادونا.. فنظل ثابتين متمسكين بكل وصايا الله لنا من جهة الأعداء.
يعود ويؤكد هذه الحقيقة قائلاً: “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية فى السماويات” ( اف١٢:٦)
إذا حربنا بالأساس ليست مع بشر بل هى مع من يدفعهم ويحرضهم ضد خليقة الله المقدسة، إبليس اللعين، لذلك يؤكد القديس بولس، حتى وإن وصل الأمر بإبليس إلى هذا الحد نظل نحن ثابتين فى ألا نعادي إلا العدو الشرير الحقيقي، أما تابعيه فهم مساكين لا يعرفون شمالهم من يمينهم، لا نكن لهم حقداً أو كراهية أو شماتة أو تشف بل “إن جاع عدوك فاطعمه وإن عطش فاسقه لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير” ( رو٢٠:١٢).
لما وقع شاول فى يد داود رفض داود مشورة رجاله بقتل شاول بل حتى لما قطع طرف الجبة ضربه قلبه مع أن ناموس العهد القديم كان يسمح له -العين بالعين- لكن اسمعوا شاول ماذا يقول بعد أن غلبه داود بالمحبة “انت أبر منى لأنك جازيتنى خيراً وأنا جازيتك شرًا” (١صم١٧:٢٤ ).
فهذا سلاح فتاك فى حروبنا.. سلاح المحبة. وإلا لو كنا نسلك بغير هذا الطريق نكون قد حققنا واحداً من أهم أهداف إبليس والتى تسمى بإسمها، فهو قد دعى من البدء قتالاً للناس. فى كل الحروب كل دولة تعتبر نفسها أنها صاحبة حق وربما أحيانا تحارب بإسم الله أو بإسم الإنسانية، ولكن السلاح الأقوى على الإطلاق هو تغيير القلوب وفك أسر النفوس التى يستغلها إبليس وكأننا نجرده من سلاحه فيتحول الأعداء البشريون إلى أصدقاء.