من هو القديس مرقس؟ أين ولد؟ وما الذي أتي به إلي أورشليم؟ هل رأي المسيح؟ ماذا تعرف عنه وعن خدمته؟ هل كنت تعلم أن كرازته امتدت إلي أفريقيا وآسيا؟ وهل كنت تعلم أن بينه وبين القديس برنابا والقديس بطرس صلة قرابة؟ ولماذا تعتبره أثيوبيا أبها الروحي؟ قد تكون لديك ردود علي بعض تلك الأسئلة أو تسمع بعضها في الكنيسة, لكن كتاب مارمرقس.. كاروز الديار المصرية يفتح أبواب معرفة قيمة جدا لنتعرف علي حياة قديس كان أساس دخول المسيحية إلي أرضنا مصر.
بدعوة من قداسة البابا تواضروس الثاني شهدت وطني مساء الأحد الماضي, احتفالية مؤسسة القديس مارمرقس لتوثيق التراث القبطي بمناسبة صدور الكتاب الوثائقي مارمرقس كاروز الديار المصرية الذي أصدرته المؤسسة ضمن سلسلة إصداراتها.
حضر الحفل مساء يوم الأحد ١٧ / ١١ نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين ونيافة الأنبا توماس أسقف القوصية ومير والأب الروحي للمؤسسة وعدد من المهتمين من الآباء الكهنة والرهبان وبعض أساتذة الجامعات علي رأسهم الدكتور جودت جبرة ولفيف من رجال الأعمال والأساتذة أعضاء المؤسسة.
ألقي قداسة البابا كلمة خلال الاحتفالية عبر فيها عن فخره بإنجازات المؤسسة ودورها الفعال كمؤسسة قبطية عالمية. كما تحدث عن القديس مارمرقس الرسول وكرازته التي بدأت من أفريقيا وانتشرت إلي كل العالم, وأثني قداسته علي الكتاب الذي يعد موسوعة زاخرة عن حياة القديس مارمرقس وجاء في كلمته: هذا يوم سعيد للغاية لأن اليوم هو عشية اليوم الذي تم تجليسي فيه خليفة للقديس العظيم مارمرقس, فالقديس مرقس كان الأول وأنا أحمل رقم 118 من الباباوات في سلسلة متواصلة ومتصلة ومستمرة إلي نهاية الزمان تحكي عن كنيستنا وتاريخنا.
وسعيد أيضا أن تكون في كنيستي القبطية الأرثوذكسية مؤسسة قبطية محترمة اسمها مؤسسة سان مارك لدراسة التاريخ القبطي, بلا شك وجود مؤسسة علمية متخصصة لها كلمة مسموعة تضم عددا من كبار الباحثين والمختصين والمهتمين من العلماء والدارسين في مجال القبطيات والتراث القبطي, يدعو إلي الفخر وأتمني باستمرار أن تضاف مؤسسات وعمل مؤسسي راسخ يزداد في قيمته وقامته وأصالته مع خبرات السنين. المؤسسة بكل إدارتها وكل الأحباء المشاركين فيها وبروح المتنيح نيافة الأنبا أبيفانيوس الذي شارك في أعمال تلك المؤسسة وأيضا بخدمة وتعب الدكتور فوزي أسطفانوس. كل هذا الجهد وهؤلاء يضعنا أمام مسئولية لتدعيم هذه المؤسسة وتقديمها بشكل يليق بها وكيفية دفعها للأمام لتثمر أكثر وأكثر.
وعن القديس مرقس قال قداسته: القديس مرقس ليس كاروز مصر فقط لكنه كاروز أفريقيا كلها, وهو أفريقي المولد كما نعلم وكنت أتشرف بالخدمة في نفس المناطق التي كان يخدم فيها كاروز الديار في ليبيا, فزرت وادي الأسد ووادي الإنجيل ووادي مرقس ووادي الكنائس القديمة التي كانت علي شاطئ البحر, لكن بدأ البحر يجتاح الأرض فصارت الخمس مدن الغربية التي كانت علي الساحل ترجع إلي الخلف في مدن أخري, فمدينة البرنيق استبدلت بمدينة بنغازي أبعد من البحر من المدينة الأصلية.
كنت دائما أشعر بسعادة لأن هذه البلاد هي التي قدمت لنا مارمرقس وجاء إلي الإسكندرية ليقدم لنا المسيحية والمسيح, وباستشهاده علي أرض مدينة الإسكندرية كأنه يقول لنا: إن غرس البذرة في الأرض لن تموت لكنها تثمر وكنيستكم ليست محصورة بمصر فقط لكنها ممتدة إلي العالم كله بدءا من أفريقيا ثم باقي أنحاء العالم. ولذلك القديس مارمرقس قديس يستحق البحث والدراسة علي الدوام, وربما نحن تأخرنا بعض الشئ للبحث عنه ولكن هو كاروزنا الذي نعتز به وبكرازته المرقسية وانتشار الإيمان الذي سلمه لنا وانتشاره في كل العالم.
القديس مارمرقس وصل إلي أكثر من 500 كنيسة خارج مصر وأكثر من 10 أديرة خارج مصر ويحمل كرازته أكثر من 2 مليون قبطي موجودين في أماكن كثيرة في العالم وكرازته أيضا تمتد إلي أماكن كثيرة وبعيدة جدا.
أما عن الكتاب مارمرقس كاروز الديار المصرية فقال قداسة البابا تواضروس إنه موسوعة مرقسية كاملة وهو أكثر كتاب شاهد عن القديس مرقس, وأنهي كلمته قائلا: تزامن هذا اليوم مع تجليسي الباباوي وكأن القديس مارمرقس يحضر بروحه ويفرح بأن أحفاده مهتمون لإصدار هذا العمل الجيد علي اسمه أحييكم يا أبناء القديس مرقس وأحيي روح هذا القديس الموجودة فينا كلنا بكنيستنا ونشاطنا وكرازتنا وأحيي كل العاملين بهذه المؤسسة.
وجاءت كلمة الأنبا توماس لتعبر عن شكره لقداسة البابا لثقته بالمؤسسة, وأشاد بعمل الرعيل الأول للمؤسسة وعلي رأسهم الدكتور فوزي أسطفانوس والدكتور جودت جبرة.
قال نيافته: القديس مارمرقس الرسول أعطي لنا مثالا في الكرازة أنه زرع كنيسة مصر الكنيسة القبطية في جو منفتح علي العالم, وهذا مهم جدا لتوجه كنيستنا عموما فالإسكندرية كانت مدينة عالمية, مدينة ثقافية فلما تزرع كنيسة في هذا الجو المنفتح عالميا يكون لها توجه عالمي ولذلك نجد أنه وضع لنا هذا التوجه منذ العصور الأولي وسارت كنيسته علي هذا النهج.
وفي نفس الوقت القديس مرقس وضع لنا مثالا أيضا أن توجد كنيستنا وسط فلسفات كثيرة مختلفة فكانت الإسكندرية مقرا للفلسفات المختلفة العالمية والأجورا في الإسكندرية كانت تمثل ثقلا فلسفيا عالميا, ولذلك أسس القديس مرقس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ليوازن الفلسفة العالمية مع الفلسفة الدينية.
لذلك تهتم كنيستنا بالقديس مرقس, واليوم هذا الاحتفال هو من ثمار محفل علمي حدث يوم 17 فبراير 2015 عندما قدمت أوراقا بحثية في مؤتمر علمي بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني, وأفرزت تلك الأبحاث والمقالات الكتاب الذي نحتفل بصدوره اليوم.
كما تضمن الحفل كلمة مدير المؤسسة الأستاذ أشرف ناجح الذي تكلم عن إنجازات المؤسسة وخطة المستقبل من مشروعات ومؤتمرات ومطبوعات فقال: مؤسسة مارمرقس بدأت رسالتها من 21 سنة حيث أسسها الدكتور فوزي أسطفانوس وخلال تلك السنوات أشرف علي المؤسسة نيافة الأنبا توماس وهدف المؤسسة أنها تجمع معلومات وتنتج إصدارات بهدف إعادة كتابة التاريخ القبطي مرة أخري لتنوير الجيل الجديد بفكر جديد وأسلوب بحثي متطور.
شرح ناجح إنجازات المؤسسة خلال فترة خدمة المؤسسة عام2002 قمنا بعمل موسوعة قبطية باللغة الإنجليزية مكونة من 8 أجزاء علي قرص مضغوط سي دي وفي عام 2003 قدم قداسة البابا شنودة 760 ألف صفحة مخطوط ديجتال كهدية لمكتبة الإسكندرية لإمدادها بمعلومات عن تراث الأقباط في مصر وكانت المؤسسة مسئولة عن إعداد هذا العمل.
وأقامت المؤسسة 9 مؤتمرات دولية حتي عام 2019, تم نشر من ثمارها 7 كتب أجنبية ولم تقتصر الكتب علي اللغات الأجنبية فقط بل تم نشر كتب باللغة العربية ليحصل عليها الأقباط المصريون لمعرفة تراثهم وطقوسهم فتمت إعادة طباعة كتاب تاريخ اللغة القبطية للأنبا نوفير وإصدار كتاب تراث الأدب القبطي وبعدها تم إصدار سلسلة عن الإيبارشيات المختلفة في مصر, وخلال تلك الفترة أيضا تم تصوير وتسجيل 40 كنيسة وإصدار كتب خاصة بهم لحفظ تراث تلك المنشآت القبطية, ويوجد نسخ من تلك الكتب في مكتبة لوجوس بدير الأنبا بيشوي.
وعن اهتمام المؤسسة بالشباب الباحثين أضاف مدير المؤسسة: منذ أربع سنوات عملنا أول مؤتمر للشباب باسم شباب الباحثين وتكرر مرة أخري العام الماضي وخلال تلك المؤتمرات تقدم الشباب الباحثون بأبحاث للعرض والمناقشة فالمؤتمر الأول كان فيه 60 بحثا والمؤتمر الثاني 40 بحثا وبعدها تم إعداد تلك الأبحاث وتهيئتها للنشر في كتب, ومنذ عام 2017 حتي الآن عملنا خمس ورش عمل متخصصة عن الفن الذي يجد الباحثون صعوبة في معرفتها وتعلمها.
ومن أهم المؤتمرات: عام 2008 استضافت المؤسسة المؤتمر الدولي للقبطيات والذي ينعقد كل أربع سنوات, فجاء إلي مصر الكثير من علماء القبطيات من مختلف أنحاء العالم, ونتج من بعده إصدار بالأبحاث المقدمة في المؤتمر.
أما مؤتمر عام 2015 فكان عن القديس مرقس ونتائج هذا المؤتمر أفرزت 14 بحثا علميا تكون منها هذا الكتاب الموسوعي الذي نحتفل بإصداره اليوم.
فإلي هنا قد أعاننا الرب 5 ورش عمل, و13 مؤتمرا سواء كان دوليا أو محليا وإصدار 17 كتابا وتسجيل 40 موقعا قبطيا إلي اليوم.
وأنهي كلمته شارحا آخر مشروع تم العمل عليه وهو الحفاظ علي التراث القبطي و كلمة التراث القبطي تضم الكثير من التراث المادي واللامادي وفي بداية العمل تم وضع خطة لرصد وعمل قاعدة بيانات تفصيلية لكل من الصور الجدارية والأيقونات والمخطوطات القبطية سواء موجودة داخل مصر أو خارجها. وأخيرا, وليس آخرا, كان مطلوبا من المؤسسة ترميم بعض المخطوطات الخاصة بالمكتبة البطريركية فتم ترميمها بمساعدة المتخصصين من خلال المؤسسة.
ثم قدم الصحفي الكبير وجدي رزق غالي المحرر بمؤسسة لونجمان رحلته الشاقة والممتعة في نفس الوقت, في هذا المشروع الذي أثمر كتاب مارمرقس كاروز الديار المصرية, شارحا خطوات العمل التي تمت حتي يخرج هذا الكتاب بمهنية ودقة وشكل جميل.
قال بدأت رحلتي مع كتاب مارمرقس عندما أبلغني في مايو من العام الماضي الدكتور جودت جبرة بعزم مؤسسة مارمرقس لدراسات التاريخ القبطي, علي إصدار كتاب موسوعي عن القديس مرقس بمناسبة مرور خمسين عاما علي عودة رفاته إلي مصر عام 1968م وافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وأيضا بمناسبة مرور 20 عاما علي تأسيس مؤسسة مارمرقس لدراسات التاريخ القبطي.
والكتاب كان مخططا له في تأليفه لفيف من العلماء كل في مجاله وفي نطاق اهتمامه وأن يكون غير مسبوق في تغطيته ومعالجته للموضوعات, وبعبارة أخري أن يكون فريدا, وطلب مني أن أتولي جميع مراحل إنتاج الكتاب بدءا من تلقي نصوص الكتاب من مؤلفيها وتدقيقها وتحريرها وصفها وتصحيح التجارب الطباعية وتصميم الصفحات وتحديد أماكن الصور الإيضاحية حتي الدفع بالكتاب إلي المطبعة ليخرج إلي النور في الموعد المحدد كتابا فريدا منقطع القرين.
وهالتني روعة المشروع وأهميته ووضحت في الحال في مخيلتي الجائزة التي نلتها وأنا في العاشرة من عمري وأنا في مدارس الأحد وهي صورة كبيرة مطبوعة علي ورق مقوي تمثل علي خلفية زرقاء القديس مرقس ممسكا بريشة ومنكبا يكتب إنجيله وتحيط برأسه حلق نوراني ويركض عن يمينه الأسد المرقسي,فقبلت العمل وبدأت رحلة طويلة متصلة شاقة مليئة بنفحات البركة وحافلة بإطلالات مارمرقس العجيبة المستظلة علي كتابةيلقي بجودة في بداية كل فصل مذللا للقلم كل صعوبة حاسما لكل مشكلة ومزيلا لكل حيرة ومضيئا كل غموض ومهونا كل مشقة.
كتابنا مارمرقس كاروز الديار المصرية ليس أول كتاب ينشر عن القديس مرقس الرسول, ولكنه بلا منازع الأول من نوعه وتؤكد هذا الوصف سمات الكتاب فهو أولا ذو موسوعية وشمولة في تغطية جميع جوانب حياة وشخصية مارمرقس. ثانيا: هو نتاج أقلام 12 عالما خبيرا بكل فروع القبطيات تضافروا معا لإنتاج هذا العمل. ثالثا: الكتاب غني بصور أيقونات وإيضاحات ملونة رائعة في تصميم فني جميل. رابعا: الكتاب مليء بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية, ويتحلي غلافه بأيقونه نادرة لمارمرقس.
وبشهادة عالم القبطيات قال الدكتور جودت جبرة وسط كل اللغات الأجنبية التي أعرفها لم أجد كتابا تتجمع فيه كل تلك المعلومات, كتب كثيرة صدرت حول مارمرقس وعن مقارنات مع الأناجيل الأخري وعن كرازته لكن لم أجد كتابا موسوعيا شاملا مثل هذا, ولذلك أنا سعيد بهذا الإصدار والاحتفال به وأتمني أن يقتني كل قبطي هذا الكتاب.
وفي نهاية الحفل قدم فريق من العازفين من كنيسة مارمرقس باقة جميلة من التراتيل والألحان القبطية.
عرض كتاب مارمرقس كاروز الديار المصرية
بقلم:القمص ميخائيل إدوارد ميخائيل-بكليفلاند
هذا الكتاب أصدرته مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي-تصدير قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني, الذي كتب بخط يديه الأنيق والجميل أنه يسعده أن يكتب تصدير هذا المرجع الموسوعي عن كاروز الديار مارمرقس الرسول الطاهر والشهيد. وقال قداسته:نحن بالحق ندين فضلا وعرفانا لهذا الرسول الذي نقل لنا بشارة الخلاص,ووضع أساسا قويا لكنيستنا القبطية المصرية الأرثوذكسية في بدايات انتشار المسيحية.
قدم الكتاب الدكتور فوزي إسطفانوس-رئيس مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي, وذكر أنه بمرور خمسين عاما علي عودة رفات مارمرقس إلي ديارنا المصرية وعلي تأسيس كاتدرائية مارمرقس بالعباسية, قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتكليف المؤسسة بإصدار مجلد ضخم فاخر يجمع كافة المعلومات عن القديس مرقس ليكون مرجعا شاملا عن حياة وكرازة هذا القديس العظيم.
هذا المرجع هو موسوعة شاملة ووافية عن قديسنا العظيم مارمرقس في14فصلا واشترك في تأليفه 12عالما متخصصا في علوم:الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة والليتورجيات والتقليد الكنسي,في260 صفحة بالحجم الكبير تحت إشراف ومراجعة الدكتور جودت جبرة وبتدقيق وتحرير وجدي رزق غالي وإخراج مايكل وجدي رزق.
تضمن الكتاب:تصدير قداسة البابا تواضروس الثاني, وتقديم الدكتور فوزي إستفانوس,ثم جدول للآباء بطاركة الكرازة المرقسية بدءا من القديس مرقس حتي البابا تواضروس الثاني واسم البطريرك ومدة حبريته ويأتي بعد ذلك أربعة عشر فصلا شاملا معلومات دقيقة تعتمد علي أحدث الأبحاث العربية والأجنبية عن القديس العظيم مارمرقس كاروز ديارنا المصرية.
الفصل الأول:سيرة مارمرقس وكرازته في العالم-الدكتور أشرف إسكندر صادق
تكلم عن ميلاد القديس ونشأته وتلمذته للسيد المسيح وكرازته في مصر وليبيا وبلاد كثيرة أخري في أسيا وأوروبا مع عرض مختصر عن إنجيل مارمرقس الذي أجمع علماء الكتاب المقدس أنه أول إنجيل كتب من الإناجيل الأربعية كما ذكر الدكتور أشرف قداس مارمرقس المسمي بالقداس الكيرلسي مع التركيز علي المدرسة اللاهوتية التي أسسها القديس في الإسكندرية وكانت أول مدرسة لاهوتية في العالم, وتضمن هذا الفصل خريطة توضح خدمة القديس مرقس في القارات الثلاث المعروفة في ذلك الوقت-أوروبا وأسيا وأفريقيا, واستعان في رسالته بـ29مرجعا باللغة الإنجليزية.
الفصل الثاني:مارمرقس والهوية القبطية-الدكتور صموئيل قزمان معوض أكد الدكتور صموئيل أن مكانة مارمرقس في التراث القبطي لاتقتصر فقط علي كون المبشر بالمسيحية في الإسكندرية وأشهر شهدائنا في مصر لكنه أصبح رمزا للشرعية لكل بطريرك قبطي حيث يعتبر كل بطريرك منهم خليفة للقديس مرقس وحسب النص القبطي يسمي القديس مرقس علي لسان الملاك الذي ظهر للقديس في السجن أنهالمعلم العظيم لكل قديسي كورة مصر, واستعان في رسالته بأكثر من أربعين مرجعا عربيا وأجنبيا.
الفصل الثالث:النسخة القبطية لإنجيل مارمرقس-أستاذ هاني تكلا
ذكر الأستاذ هاني أن النسخة القبطية ترجمت من اليونانية في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع, وأكد أن المخطوطات تؤكد وجود النص القبطي في الثلاث لهجات:الصعيدية والبحرية والفيومية, وأشار إلي أن النسخة القبطية لإنجيل مرقس كانت تستعمل في الصلوات الطقسية والقطمارس بأجزائه الخمس, واستعان في رسالته بأكثر من35 مرجعا عربيا وأجنبيا.
الفصل الرابع:العلم اللاهوتي في إنجيل مرقس-الأب باسيليوس المقاري
أهم شيء ركز عليه الأب باسيليوس هو لقب المسيحابن الله وعلاقته بنا كأبناء الله إذ نصير في ابن الله أبناء الله بالتبني كما أشار إلي أن القديس مرقس لخص رسالة الرب يسوع في بدء الإنجيل في تعبير ملكوت الله الذي ذكره القديس مرقس 15مرة في إنجيله وكتب عن ملكوت الله كحدث منتظر متوقع في المستقبل,وأيضا كحقيقة حاضرة واستعان في رسالته بخمسة مراجع وكتب 17 هامشا.
الفصل الخامس:القديس مرقس في الليتورجية القبطية-الدكتور يوحنا نسيم يوسف في هذا الفصل استعرض الدكتور يوحنا تكريم القديس مرقس في الليتورجية القبطية في طقوس مصر العليا والسفلي,حيث تنقسم الكتب الطقسية إلي مجموعتين:أولا مجموعة مصر العليا وهي الخولاجي والدفنار والسنكسار,وثانيا مجموعة مصر السفلي وهي القطمارس والسنكسار والخولاجي والخدمات والصلوات والأسقفية والأبصلمودية والطروحات والتماجيد والدفنار والابصاليات, وقال أن هناك 4 إبصاليات-2آدام و2واطس.واستعان في رسالته بأكثر من 50مرجعا أجنبيا و5مراجع عربية.
الفصل السادس:القديس مرقس الإنجيلي في التقليد الإثيوبي الإيريتيري-أبا تادرس أبرها
ذكر الكاتب وجود القديس مرقس في إثيوبيا وشرح صورة القديس في التفسير التقليدي لإنجيله وتكلم عن القديس مرقس وقداسه وما ذكره الدفنار عنه وفي كتاب الأوصاف ذكر عن أوصاف القديس مرقس بالأسلوب الشعري الجميل.ومن أهم ما ذكره أن الأحباش والإيريتريين يقولون أن مارمرقس أبونا والإسكندرية أمنا.
الفصل السابع:القديس مرقس في التراث العربي المسيحي -الأب وديع عوض
بدأ الأب وديع عوض هذا الفصل بعبارةأبو البركات بن كبر والتي ختم بها كتاباته عن القديس مرقس:وحصلت له الرسالة والشهادة البطريركية والبشارة بالإنجيل وذكر كثير من المراجع العربية التي تكملت عن القديس مثل الأسعد بن العسال الذي وضع مقدمة لإنجيل مرقس وذكر ملخصا عن حياته وقائمة أبي البركات وتشمل بشارة القديس مرقس مع برنابا وبولس ثم مع بطرس, وعن رجوعه إلي الإسكندرية ورسامته لإريانوس الإسكافي أسقفا, واستعان في رسالته بأكثر من 15مرجعا باللغة العربية وأكثر من عشرين مرجعا بلغات أخري.
الفصل الثامن:مارمرقس في الفن القبطي-دكتور جودت جبره
يقول دكتور جودت جبره أن الفن القبطي هو أهم مظاهر الحضارة القبطية وله أهمية بالغة في تشكيل وجدان وهوية القبطي وارتباطه بكنيسته العريقة وتمسكه بعقيدتها.
ومن أجمل المناظر التي تصور كرازة مارمرقس في مصر هي مجموعة من الحشوات العاجية التي تعرف باسمكرسي جرادوGRADO CHAIR في المراجع الأجنبية ومن أهمها أربع قطع صغيرة موجودة في متحف ميلانو بإيطاليا:الأولي تصور مارمرقس وإينيانوس الإسكافي وهو يصلح له صندله والثانية يظهر فيها مارمرقس وهو يعمد إينيانوس,والثالثة يظهر مارمرقس وهو يرسمه أسقفا أما الرابعة فتصور كرازة مارمرقس.واستعان الدكتور جودت بأكثر من50 مرجعا أجنبيا.
الفصل التاسع:مارمرقس الرسول والخمس مدن الغربية-الدكتور إسحاق إبراهيم عجبان.
أشار الدكتور إسحاق إلي أن الخمس مدن الغربية تقع في منطقةبرقة في الجزء الشرقي من ليبيا الحلاية,وهي مكان ميلاد القديس مرقس ونشأته وقد بشر فيها بالإيمان قبل كرازته في مصر وعاد إليها مرة أخري لافتقاد أحوال شعبها وذكر أسماء الخمس مدن الغربية مستندا إلي كثير من المؤرخين فعلي سبيل المثال:ذكر ما قاله القديس ساويروس بن المقفع أنهم:برقة وفزان والقيران وطرابلس وأفريقيا وتضمن هذا الفصل الكثير من الخرائط مستعينا بمراجع كثيرة قيمة.
الفصل العاشر:العلاقة بين الكرسي المرقسي والمسيحية في النوبة-الدكتور عاطف نجيب
ذكر الدكتور عاطف نجيب أن مملكة النوبة كانت جزءا من الكرازة المرقسية وكانت كلها مسيحية ومرت في مراحل مختلفة حتي القرن التاسع عشر وأكد أن رعاية الكنيسة القبطية للنوبة لم تنقطع حتي بعد سقوط الحكم المسيحي فيها,إذ استمر إرسال الأساقفة بدليل وجود الأنبا أثماسيوس ثم الأنبا تيموثاوس الذي سيم بيد البابا غبريال الرابع(1370-1378) أي بعد خمسين سنة من سقوط مملكة النوية المسيحية واستعان في رسالته بـ15مرجعا عربيا و9مراجع أجنبية و63هامشا.
الفصل الحادي عشر:الكرازة المرقسية وتاريخ المسيحية في الحبشة -الدكتور أشرف إسكندر صادق.
يؤكد الدكتور أشرف أن انتشار المسيحية في إثيوبيا يرجع إلي القرن الرابع علي يد القديس فرومنتيوس الذي رسمه البابا أثناسيوس الرسولي أول أسقف علي إثيوبيا واستمرت في الإيمان حتي وقتنا هذا,مع المرور ببعض المشاكل التي أدت في بعض الأحيان إلي الانفصال ثم العودة حتي تحولت من كنيسة ابنة إلي كنيسة أخت وتضمن هذا الفصل الكثير من الخرائط والصور بالفن الحبشي واستعان في بحثه بمراجع كثيرة عربية وأجنبية.
الفصل الثاني عشر:كنائس القديس مرقس الرسول-الدكتور عادل فخري
ذكر الكاتب الكثير من الكنائس باسم القديس مرقس,وأهمها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وبالأزبكية وأرض الأنبا رويس بالعباسية وشرح ما بداخلها وخارجها من مبان ملحق بها العديد من الخدمات الكنسية,واستعان في بحثه بكثير من الصور والمراجع العربية والأجنبية.
الفصل الثالث عشر:أديرة مارمرقس-الدكتور يوحنا نسيم يوسف
كتب الدكتور يوحنا أنه علي الرغم من أهمية القديس مرقس الرسول في الكنيسة القبطية إلا أنه لم يصلنا إلا القليل جدا عن أديرته.فهناك القليل من الأديرة المعروفة حول الإسكندرية والتي نعلم عنها من النصوص فقط,فمثلا كان هناك دير مارمرقس شرق أبوقير,ودير مارمرقس بقرية مرعي بالأقصر وحديثا يوجد دير مارمرقس والشهيد,والقديس الأنبا صموئيل المعترف في جنوب أفريقيا أسسه الأنبا أنطونيوس مرقس الأسقف العام لشئون أفريقيا واستعان الكاتب بالكثير من المراجع الأجنبية.
الفصل الرابع عشر: إطلالات علي مظاهر تكريم القديس مرقص في المهجر-الأستاذ رمسيس واصف
ذكر الأستاذ رمسيس واصف ما قاله البابا شنودة الثالث في كتابه عن القديس مرقس:إننا مدينون بإيماننا لهذا القديس العظيم الذي كرز في بلادنا باسم المسيح, وسفك دمه الطاهر علي أرضنا من أجل توصيل كلمة الرب إلينا.
ويضيف أيضا من كلام البابا شنودة:كم كان أشد تقصيرنا نحو هذا القديس في الماضي ولكننا الآن نحاول بكل ما نستطيع أن نكرمه من كل قلوبنا كأب لجميعنا.
وذكر علي سبيل المثال بعض الأمثلة من مظاهر التكريم, منها:استقبال رفات القديس مرقس وبناء الكاتدرائية الكبري باسمه,وأيضا الكثير من الكنائس سميت باسم مارمرقس وخاصة في بلاد المهجر(أول كنيسة باسمه في كل ولاية) كذلك إطلاق اسمه علي أول أسقف لنا في فرنسا وكثير من الأساقفة الآخرين حملوا اسم مارمرقس مؤسسات باسم القديس مرقس مثل هذه المؤسسة العظيمة لدراسات التاريخ القبطي التي يرأسها الدكتور فوزي اسطفانوس والتي أصدرت لنا كثير من المراجع وأهمها هذا المرجع القيم, كذلك في مجال المؤتمرات نجد الكثير منها علي اسمه والكنائس بالمهجر باسم مارمرقس حيث أن عدد الكنائس بالمهجر482 كنيسة منها 73 تحمل اسم مارمرقس.
وتضمن الفصل جدولا يضم كل هذه الكنائس ومنها كنيسة مارمرقس بكليفلاند- أوهايو وزود الكاتب بحثه بالكثير من الصور عن تلك الكنائس واستعان بكثير من المراجع العربية والأجنبية.