كميل حليم : النمو في مصر يتزايد لسد فجوة الزيادة السكانية
يجب زيادة ميزانية التعليم واستخدام الضرائب العقارية
الدول الأوروبية تتحمل مسئولية عدم ردع الإرهاب وصد الدول الداعمة له
“ترامب” يريد تحويل الهجرة لأمريكا بالكفاءة والقضاء على الهجرة غير القانونية
الجيل الثاني من المصريين يحقق أعلى الإنجازات والمراكز العالمية
المهندس كميل حليم نموذج مصري حقق أعلى درجات النجاح بالخارج، هو واحد ممن كتبوا قصة نجاحهم في بلاد المهجر ويتصدر اسمه وممتلكاته العقارية قائمة أهم المستثمرين في شيكاغو، فاستحق أن يكون واحدًا من أصحاب الدعوة في المؤتمر الوطني الخامس لعلماء وخبراء مصر في الخارج «مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية وسبق وتم دعوة زوجته الدكتورة هدى كميل لتكريمها ضمن أفضل سيدات بالخارج حققوا نجاح على المستوى العام وذلك في مؤتمر العام الماضي ” مصر تستطيع بالتاء المربوطة “.
المهندس كميل حليم شارك أيضا في اللقاء الذي دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي للشخصيات المصرية الناجحة بالخارج والتي شاركت بالمؤتمر ، وعرض خلالها كميل رؤيته لتطوير مصر وكيفية استغلال مواردها الطبيعة في جذب السياحة، وهي أهم مصادر الدخل التي تحتاج إلى اهتمام.
ويرى كميل حليم، أن مصر شهدت طفرة كبيرة على مستوى المجالات البنية التحتية وأن الرئيس السيسي حقق خلال سنوات قليلة مشروعات ضخمة في فترة وجيزة لم تتحقق على مدار السنوات الطويلة، وأن المصريين في الخارج سوف يكون لهم دور كبير خلال المرحلة القادمة بعد ما التواصل الذي تقوم به مصر من خلال وزارة الهجرة للاستفادة بالكوادر الخارجية من أبنائها .
جاءت تصريحات المهندس كميل حليم في حوارنا معه حول عدد من القضايا الهامة، حيث بدأ حديثه بقوله “ما شاهدته من تطور في مصر مذهل، ويؤكد أنها تسير على الطريق الصحيح، وتقفز الآن إلى الدولة التي تسير بتقدم اقتصادي كبير يشهد له العالم .
· الاستثمار في مواجهة الزيادة السكانية
بداية قال “حليم”، إنه تم توجيه دعوة له لحضور مؤتمر الاستثمار ضمن نخبة من رجال الأعمال بالخارج، وذلك عن طريق وزارة الهجرة للمشاركة بخبراتنا تجاه المشروعات والاستثمار والحركة العمرانية في مصر، وقمنا بجولات في عدة مناطق وشاهدنا الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية بعد ثورة 30 يونيو وحكم المشروعات واكتشاف المعادن والثروات والبترول، ولذا مصر تمر بقفزة كبيرة في الاقتصاد لمواجهة الزيادة السكانية الكبيرة التي تبلغ ما يزيد عن مليوني مولود سنويًا، ولكن زيادة النمو ل 6% خطوة كبيرة تحتاج لمزيد من العمل.
· لقاء الرئيس وتبادل الأفكار
وتابع “حليم”، أن لقاء الرئيس السيسي كان مثمر في تبادل الآراء والأفكار حول الرؤى المستقبلية والرئيس كان يسجل كافة الملاحظات، وقمت بالحديث عن أهمية استغلال المجال السياحي لم تملكه مصر من إمكانيات وموارد لا توجد في أي دولة بالعالم، فمصر تملك أكبر مساحة من الشواطئ وهناك سياحة الآثار والسياحية العلاجية والسياحة الدينية، وقدم مثال حول بحر الكاربيى في أمريكا وكيف يجلب 60 سائحا سنويًا، في حين مصر تملك ثروة لاسيما البحر الأحمر وما فيه من ثروات لم تستغل حتى ضالان ، وأنه حتى الآن السياحة لم تبدأ في مصر بالشكل الذي يليق باسمها على الرغم من تحسن حركة السياحة إلا أننا نريد أن نصل لأرقام عالمية، مثل مناطق أخرى لا تملك ما نملكه من موارد ولكنها نجحت في جذب أكبر عدد.
واستكمل: لدينا أيضا مشروع إحياء مسار العائلة المقدس وهو مشروع قومي يجب الاستفادة منه وخاصة مع دعوة بابا الفاتيكان لأتباع الكنيسة الكاثوليكية لزيارته ، ولكن الأمر يحتاج للعمل بتطوير المرافق والثقافة ونحن ندرك حجم ما تحقق من بناء أكبر شبكة طرق في مصر ولكن الأمر يحتاج لتطوير على كافة المستويات؛ مثل التنمية البشرية والثقافية .
· تحديات الاستثمار
وحول تشجيع الاستثمار وتحدياته قال كميل ” أرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسعى لعلاج الأخطاء وإزالة العقبات أمام الاستثمار وهذا يتضح من خلال اللقاءات التي يعقدها أثناء زياراته للخارج ومحاولاته لتشجيع المستثمر ولكن هذا يجب أن يقابل بإزالة الإجراءات البيروقراطية التي تقف عائق أمام الاستثمار وهناك بعض المشاركين في لقاء الرئيس تحدثوا عن هذه التحديات والإجراءات الروتينية، التي يجب إلغائها لفتح الباب وتشجيع الاستثمار في مصر لاسيما مع توافر أهم عنصر الآن هو عنصر الأمن والاستقرار وأيضا بناء شبكة الطرق وتوفير الموارد الأساسية .
ويرى “حليم”، أن دور المصريين بالخارج تزايد بعد ثورة 30 يونيو ويقوم العديد منهم بنقل صورة صحيحة عن مصر للخارج وهذا الدور يتزايد مع زيارات المصريين وعقد المؤتمرات لمشاهدة حجم التطور في مصر ونقل هذه الصورة للخارج، ولذا أعتقد أن الفترة المقبلة سوف تشهد إقبال كبير للمصريين بالخارج للاستثمار في مصر .
· الضرائب والتعليم
وعلق “حليم”، على أن أهم أسس بناء الدولة، هو التعليم، فقال : التعليم في مصر كارثة ويمر بأزمة منذ إلغاء جمال عبد الناصر لضريبة “العوائد” الضريبة العقارية لأن في جميع دول العالم توجه هذه الضرائب العقارية لميزانية التعليم، وبالتالي يجب زيادة ميزانية التعليم وأن تظل ضريبة العقارات بالمجتمعات المحلية وليس الحكومة المركزية من أجل توجيهها لخدمة التعليم والأبنية التعليمية وأن يشارك رجال الأعمال الأغنياء في دعم التعليم بدفع الضرائب الحقيقية .
·تجديد الخطاب الديني
وحول تجديد الخطاب الديني تحدث “حليم”، قائلًا: إن الخطاب الديني يمثل إشكالية رغم محاولات الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة للدعوة لتجديد هذا الخطاب، وهذا الأمر لن يحدث إلا بإرادة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ان تتعاون المؤسسات الدينية مع دعوة الرئيس من أجل التطوير، وفي النهاية نحن نريد الوصول للوضع الطبيعي بأن يكون الدين داخل المؤسسات الدينية فقط ولا يتم خلطه بالسياسة والأمور العامة كما يحدث في دول العالم، لأن الدين تم استغلاله بشكل يسيء له من قبل جماعات التطرف .
· مصلحة مصر أولا
وحول الملف الخارجي وعلاقة مصر بأمريكا : يرى “حليم” أن مصر يجب أن تسير بمبدأ امريكا الذين يضعون مصلحة أمريكا أولا ولذا يجب أن تكون مصلحة مصر أولًا، لأنه لن يساعدنا أحد ومن هنا فهناك دول نحتاج زيادة العلاقات معه، وهنا يجب الإشادة بخطوة الرئيس في فتح المجال مع أفريقيا، وهي ثروة كبيرة وخطوة تأخرت كثيرا فأفريقيا هي الامتداد الطبيعي لمصر فعلى سبيل المثال، السودان بلد غنية بموارد كثيرة وتحتاج لخبرة وهذا يتكامل مع مصر التي تملك هذه الخبرات .
وتابع: وهو ما يجب أن يسير مع إثيوبيا في أزمة سد النهضة التي دخلت أمريكا كوسيط لحل الأزمة وإذا ما تم الاتفاق أن يتم تخزين المياه لمدة سبع سنوات لن تكون هناك مشكلة لمصر وغير ذلك سوف تكون هناك أزمة لأن المياه شريان الحياة للمصريين وهناك اتفاقيات دولية يجب الالتزام بها من قبل الجانب الإثيوبي .
· مصر تحارب الإرهاب
وحمل “حليم” الدول الأوربية، مسئولية تزايد الإرهاب لأنها أدارت وجهها عن جماعات متطرفة تأويها وتفتح الباب لها مثل ما يحدث في بريطانيا وتقدم لهم الدعم بداعي الحريات ، وفي نفس الوقت الصمت على دول داعمة للإرهاب مثل قطر وتركيا وذلك بحجة مصالحهم وهو ما أدى لوصول نيران الإرهاب لهذه الدول ، وتجاهل دعوة مصر لمحاربة الإرهاب منذ عام 2011 والتحذير من خطورته ، وهذا ما تحدث عنه الرئيس السيسي صراحة في عدة مناسبات بالأمم المتحدة ، ولذا فالقضاء على الإرهاب لن يتم إلا بقطع التمويل ومحاربة الفكرة المتطرف ، وليس فقط بمقتل البغدادي لأن الفكر قائم والدول الداعمة للإرهاب مازالت لا تجد المواجهة أو الردع ، ونحن نخشى تزايد الإرهاب ونخشى على منطقة الشرق الأوسط لاسيما فيما يحدث بلبنان الآن والصراع الطائفي في الشرق الأوسط ، فهناك خطورة حقيقية تحتاج لوقف عالمي موحد مع ضرورة أعمار الدول التي دمرها الإرهاب مثل العراق وسوريا وليبيا .
· ترامب والهجرة
حول التغيرات التي تحدث في أمريكا بشأن قرارات الرئيس الأمريكي الخاصة بالهجرة : قال حليم : ليس هناك مشكلة مع المهاجرين القانونين ولكن المشكلة تتعلق بالهجرة غير الشرعية، وترامب يريد تحويل الهجرة إلى هجرة بالكفاءة مثل ما كان يحدث مع أجيالنا فنحن سافرنا الخارج بالكفاءة، فهو يريد أن يحد من الهجرة غير القانونية ولاسيما التي تأتي من جنوب أمريكا في الحدود من المكسيك، أما بشأن المصريين فلا توجد أي مشكلة معهم .
وتابع أن المصريين أثبتوا نجاح كبير بالخارج ولاسيما الجيل الثاني الذي وصل إلى أعلى المراكز مثل رامي مالك وهناك من أصبح ضمن مستشارين الرئيس ترامب وآخرين في إدارة البنوك والمستشفيات فالجيل الثاني من المصريين يحقق إنجازات عالمية بالخارج .
وختم “كميل”، أنه قام بنقل الصورة الحقيقية عن مصر ولاسيما فيما يتعلق بعنصر الأمن والاستقرار لأن هناك بعض التيارات تحاول تصدير صور غير صحيحة عن الأمن في مصر، كما سيعرض أهم الإنجازات والمشروعات بمصر والتشجيع على لاستثمار وهو ما سيكون له عائد على العمالة في مصر ورفع الأجور .
· “حليم” في سطور
تخرج كميل حليم من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1965، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر ستينيات القرن الماضي، وأصبح واحدًا من أبرز رجال الأعمال المصريين في الولايات المتحدة الأمريكية.
أسس “حليم”، شركة CH Venture المتخصصة في التطوير العقاري والإنشاءات والتي تعد من كبرى الشركات بالولايات المتحدة الأمريكية.
لم ينس «حليم» في زحمة أعماله هوايته المفضلة وهي جمع الأشياء القديمة، ولم تأخذه أعمال المقاولات من استثمار هذه الهواية، فطاف عددا من بلاد العالم ليجمع خلال الثلاثين عاما الأخيرة ساعات وقطع زجاج نادرة من المزادات الكبرى والشهيرة. وبعد جهود استغرقت 11 عاماً، نجح المهندس كميل حليم في إقامة متحفه الفريد المعروف بمتحف «حليم للساعات والزجاج الملون» بضاحية إيفانستون بمدينة شيكاجو الأمريكية. واختار حليم لمتحفه أن يكون بتصميم مصري خالص ليكون صرحًا عالميًا يشكل فرصة للدعاية لمصر وتاريخها فضلاً عن التعريف بالحضارات القديمة.
في أكتوبر 2017، افتتح حليم متحفه في مبنى من خمسة طوابق، يضم 600 ساعة نادرة أثرية ترجع ملكيتها لعدد من أشهر الشخصيات التاريخية في حقب مختلفة من التاريخ البشري، وعلى مستوى العالم وساعات فرعونية أيضًا من الحجر لمعرفة التوقيت الشمسي.
ورغم أن متحف المهندس كميل حليم أنشئ على غرار متاحف الساعات العالمية مثل متحف «هارفينهاوس» بالنمسا، ومتحف «قصرتوبكاي» بتركيا، إلا أن متحف «حليم» يتميز باحتوائه- إلى جانب الساعات النادرة- على جناح خاص يحتل دوراً كاملاً لفن الزجاج. ويضم هذا الجناح أكثرمن 80 نافذة من الزجاج الملون لأشهر الفنانين العالميين، وأكثر من 300 قطعة زجاج أثري تبدأ من العصر الفرعوني وحتى القرن التاسع عشر، كما يعرض أجزاء من النوافذ التي كانت بالأديرة والكنائس القديمة، وهي عبارة عن اللوحات والأيقونات التاريخية المرسومة على الزجاج الملون والمعشق التي تحكي تاريخ البشرية بالفن والإبداع.