لم تسكن دموعي في حضن جفوني هذا النهار، إذ لم أعتد أن أرد سائلا ً لباب افتح قلبك فارغ اليد، أما اليوم فقد رددت كثيرين، وأنا خاوية اليدين قليلة الحيلة، أنهيت يومي، وأغلقت قلبي على أحزاني وودائع صبري معاتبة الله.. لماذا انسدت أبواب الخير.. هل أنا السبب يارب؟ إذا كنت السبب أزحني من طريق الفقراء، وإن لم أكن فأرسل عونك، لأن المرضى ينتظرون العلاج الشهري، والبيوت المفتوحة بالمساعدات الشهرية من باب افتح قلبك تنتظر حوالاتنا البريدية، ولا نستطيع أن نستجيب، وعرائس تنتظر الأفراح المغموسة في طين الحوج، ومنازل مكشوفة الأسقف غارقة في وحل الشتاء، كنا نساهم في ستر الجميع.
يوم- الاثنين الماضي دخلت مقر الجريدة لم أجد مبلغاً يغطي ولا حتى عشر احتياجنا الشهري الذي يصل إلى ثلاثين ألف جنيه! صرخت إليه وإليكم ظناً مني أنه سوف يستجيب قبل أن تهتز جسور الثقة التي شيدتها أيادي حنانه عبر عشر سنوات هي عمر الباب.
أمسكت بهاتفي أكتب رسالتي هذه، أرسلتها إلى جميعكم، عبر هواتفكم النقالة مختتمة إياها بأن الله لم يدع السنوات العشر الماضية تمضي متهدمة الجسور ولا مهتزة الثقة ولم تتعرض ممرات المحبة بين المحتاجين والرحماء للتشقق أو الانهيار أبدا.
هذه الرسالة التي يشهد الله أنني كتبتها بدموعي كانت من أجل تدبير الإنفاق الشهري لباب افتح قلبك الذي تعرض لأزمة طاحنة خلال الأسبوع الماضي، ولم تتركنا يد الله ولم تفلتنا يد الحب بمجرد أن لمحت الدموع في سطورنا فأرسل الله لنا عطية الدموع الموجودة أسفل تلك السطور.
لكن تظل عروس الإسكندرية ذات المصير العالق في انتظار مزيد من العون لأن موعد الإكليل يوم 19 نوفمبر ومازالت تحتاج للكثير من المستلزمات التي تحتاجها كل عروس. أما عروس المنيا فهي أيضا لم تكن مجهزة نهائيا ً وستتزوج في ذات الأسبوع وحالها أكثر سوء فهي من قرية أبو جلبان الفقيرة جدا, التي تأتينا منها عرائس عديدة قبل حلول الأصوام ووقت حلول الأعياد دائما، بسبب محدودية موارد الكنائس هناك، وعدم قدرتها علي المساعدة في تزويجهن.
صلوا من أجل باب افتح قلبك ليتمكن من إتمام رسالته لمساعدة كل من يقرع بابه. صلوا ليبارك الله عطية الدموع، فلو كان المفتاح ياربي هو الدموع سوف أذرف قلبي وأشيد من عيني مذبحاً وأمد من دموعي نهرا ًجارياً إلى السماء حتي تستجيب يا إلهي.