* مؤيدون ومعارضون لفكرة تقليل عدد الأحزاب
* المشاركون يطالبون بإصدار تشريعات تنظم عمل لجنة شئون الأحزاب
عقدت وطني صالوناه الثقافي, بعنوان الأحزاب والتكتلات السياسية, وذلك يوم الاثنين الماضي بمقر الجريدة ومثل الأحزاب الدكتور ياسر الهضيبي نائب رئيس حزب الوفد والمتحدث الرسمي باسم الحزب, أمير يوسف عضو المكتب السياسي بحزب المصريين الأحرار, ومارك مجدي عضو اللجنة المركزية وأمين الشباب بحزب التجمع, وعدد من الإعلاميين, وبحضور مهندس يوسف سيدهم رئيس التحرير ونخبة من صحفيي وطني.
في البداية قال المهندس يوسف سيدهم: مسئولية الأحزاب كبيرة وكلنا يعلم أن هناك تبذيرا في تراخيص الأحزاب نظرا لأن الدستور أتاح الفرصة للتعددية الحزبية, ومن كثرة الأحزاب هناك كيانات غير موجودة علي الساحة ولا يعلم عنها أحد!
وأضاف: عمل الأحزاب ليس عملا اجتماعيا, لأن ذلك دور المؤسسات الأهلية لافتا إلي دعوة الرئيس السيسي في مايو 2017 الأحزاب إلي المشاركة والتكتل السياسي, وبرغم ذلك مازالت الأحزاب كما هي ويبقي الوضع كما هو عليه!
ودعا رئيس تحرير وطني إلي عمل تكتلات سياسية بين الأحزاب ذات الأيديولوجيات المتشابهة في التيارات الواضحة اليمين, الوسط, اليسار, يمين الوسط, ويسار الوسط.
عتبة قانونية
في بداية حديثه قال الدكتور ياسر الهضيبي إن حزب الوفد ذا التاريخ الطويل منذ مائة عام, أنشأه الشعب المصري, وهذا سبب استمراريته, اتفق مع المهندس يوسف في رأيه, وأري أن الدولة المصرية تجاوزت الأحزاب وذهبت إلي المؤسسات وبقيت الأحزاب مهمشة والإعلام أبرز أن دور الأحزاب هامشي وليس له دور في الشارع.
أضاف: حزب الوفد تلقي دعوة الرئيس السيسي بسرعة وعقد 4 اجتماعات, واكتشفنا وجود أحزاب كارتونية وأخري أسرية, والمتفاعل منها في الشارع قليل جدا, وأري أن حل هذه المشكلة في وجود عتبة قانونية, واضحة منها أن الحزب الذي ليس له مقاعد في البرلمان يخرج من الحياة السياسية.
الأحزاب تعاني
أشار مارك مجدي أمين الشباب بحزب التجمع إلي أن الأحزاب جزء من المجتمع المدني الذي يعد منظومة كبيرة منها الاتحادات والمؤسسات الأهلية والمنظمات المحلية, وهي مازالت تعاني من عدم السماح لها بالتعامل داخل بعض الكيانات مثل النقابات, وعلي الجميع أن يتبني العمل التطوعي ومن الصعب أن نتحدث عن أحزاب الآن والدولة مازالت تتعافي من أمور كثيرة.
المال السياسي
رأي أمين شباب التجمع أن التعددية الحزبية التي منحها الدستور ليست معضلة, فهناك أحزاب قريبة في الأفكار والأيديولوجيات, والائتلافات الحزبية هي الطريق للاندماج الحزبي.
وقال: المواطن لازال يتصور أن الحزب يقدم خدمات, والحقيقة أن الأحزاب دورها سياسي فقط, وعليها توعية المواطنين سياسيا, كما أن هناك معوقا آخر وهو المال السياسي فمازالت هناك محاذير قانونية تقف عائقا أمام الأحزاب في هذا الأمر.
الكيف لا الكم
اختلف أمير يوسف عضو المكتب السياسي بحزب المصريين الأحرار, فرأي أن المجتمع يحتاج إلي الكيف وليس الكم في عدد الأحزاب فنحن نحتاج أحزابا لها مقاعد في البرلمان, وندعو إلي فتح قنوات حوارية مع الأحزاب, لزيادة الثقة بين المواطن والحزب الذي قد يوصل صوته إلي المسئولين.
أشار يوسف إلي أن الرئيس السيسي يسبق الحكومة في خطواته, وهناك ضرورة لوجود إرادة حقيقية من الدولة بأن تتعامل مع الأحزاب بشكل مستمر وليس في الأزمات فقط, لأن الأحزاب لا توجد بالقعة, والقصة في أن تشعر الدولة بدور الأحزاب وقدرتها علي بناء كوادر تساند البلاد تتواجد في مراكز قيادية تستطيع أن تعطي.
وقال: أنا عضو في تنسيقية الشباب وهي تضم 25 حزبا, وهذا يؤكد علي اهتمام الدولة بالحياة السياسية لكن تخوفنا أن يكون هذا الاهتمام علي فترات فنطالب باستمرارية الاهتمام بعمل الأحزاب, مشيرا إلي أنه وسط هذا العدد الكبير من الأحزاب يصعب أن يحفظ المواطن أسماءها.
محور حوار الأحزاب
وعن أحد محاور الصالون, من المسئول عن فتح قنوات حوارية مع الأحزاب, قال الدكتور ياسر الهضيبي: ليس لدينا آلية توحد الأحزاب ففي الدول الأخري نجد أن هناك خمسة أو ستة أحزاب فقط علي الساحة السياسية, والحزب الضعيف ليس له تواجد في الشارع لأن الحزب له كيان سياسي وله فكر وهدف وخط سياسي ومن لا يستطيع أن يحقق هذه الأهداف ليس له وجود.
أضاف: يجب علي الأحزاب أن تتواصل مع بعضها البعض وتتحاور علي طاولة واحدة للوصول إلي أرضية مشتركة.
في حين رأي مارك مجدي أن الأحزاب القوية لا تتعارض مع التعددية الحزبية, فالحوار مع الأحزاب هو أمر مهم ويجب مراعاة أن هناك أحزابا تحاول إحياء الحزب الوطني بشكل مختلف, والتقارب يتطلب اتفاقا في كل الأفكار وهذا أمر غير وارد الحدوث دائما.
وقال: العملية السياسية يجب أن تكون متكاملة بين الأحزاب والمؤسسات وهذا يحتاج مزيدا من الحوارات, ونشيد بتجربة التنسيقية فهي نواة لتقارب شباب من تيارات مختلفة, يقدمون فاعليات وأوراق مشتركة, وأطالب بعدم وجود أحزاب علي أساس ديني وأن يكون هناك مشروع قومي يرتبط بالإصلاح الفكري والسياسي.
في حين قال أمير يوسف إن الحوار بين الأحزاب عمل ذاتي, وهذا يتم في تنسيقية الشباب, وأعتقد أن تنمية الحياة السياسية في مصر هدف جميع الأحزاب.
وأضاف: أتوقع أن الدولة ستأخذ علي عاتقها الاهتمام بكوادر سياسية وكوادر للمحليات, والشعب يرصد كل ما تقوم به الدولة.
محور: الحاجة إلي تشريعات
وعن المحور الخاص بكيف تتبني الأحزاب داخل البرلمان الحاجة إلي تغيير التشريعات التي تحكم لجنة شئون الأحزاب, لإدراك معايير حقيقية للتواجد الحزبي مثل الحد الأدني للعضوية, والانتماء السياسي تبعا للتوجه الحزبي موزعة بين تيارات اليمين واليسار والوسط.
قال الدكتور ياسر: دور البرلمان هو سن التشريعات, ولابد من تقديم قوانين لتقوية الحياة السياسية, وكلما كان عدد الأحزاب قليلا كان التناغم والحوار أسهل, وعلي الدولة مراعاة الأحزاب بشرط عدم التدخل, والحزب الحاصل علي خمسة مقاعد مثلا في البرلمان يدعم بخمسة ملايين جنيه حتي تكون هناك عدالة في توزيع الدعم للأحزاب التي تستحق الدعم.
بينما قال مارك مجدي: التشريعات الداعمة للحياة الحزبية هي الأهم في الحياة السياسية, والمشكلة أيضا في تعديل بعض اللوائح مثل وزارة الثقافة والنقابات وغيرها, والمطلوب التوسع في عمل الأحزاب وإتاحة الفرصة لعمل مشروعات استثمارية ليستطيع أن يقف الحزب علي رجليه وينفق علي نشاطه.
ورأي الدكتور ياسر الهضيبي أن الأحزاب لابد أن توجه نوابها فيما يخص سن القوانين المقدمة للبرلمان, وذلك عن طريق إعداد مشروعات القوانين من المكتب الفني للحزب, وتريد الأحزاب مساندة الدولة لاستمرار عملها.
وأضاف عام 2020 ستكون سنة فاصلة لأن الاستحقاقات الثلاثة تكون قد تحققت: البرلمان, المحليات, ومجلس الشيوخ.
وخلال الصالون المنعقد بجريدة وطني تساءلت سلوي ستيفن الصحفية بـوطني عن كيفية وصول الحزب للفقراء حال عدم تقديمه أي مساعدات لهم.
وأجاب كل من الدكتور ياسر الهضيبي وأمير يوسف أن ذلك يرجع لغياب دور الدولة في أداء كل الخدمات للمواطن, وهي معذورة لأن الزيادة السكانية تأكل التنمية, فيقوم الحزب بتقديم الخدمة لسد الفراغ, في حين أن الأسلوب الصحيح هو تغيير النمط وزيادة الوعي لدي المواطن.
واختتم المهندس يوسف سيدهم صالون وطني بالشكر للحضور, معربا عن أمله في تبني مشكلات الأحزاب وإيجاد حلول لها وأن تجد الزحزاب أرضيات مشتركة للتناغم وخوض الحياة السياسية بوضوح وقوة في خدمة المواطن والوطن.