– جاء مشروع رقمنة الصحف القومية لمسايرة الثورة الرقمية وامتلاك أدوات العالم الجديد
– تنفيذ مشروع موقع الأهرام بنظام الرقمنة يضعنا ضمن التصنيفات العالمية
– مؤسسة “الأهرام” تمتلك 6 مليون صورة نادرة جاهزة للنشر, و 4 مليون أخرى في طي الإعداد هم بمثابة تاريخ مصر منذ نشأة “الأهرام”
– لم يعد الإعلان المطبوع يتناسب مع نظام الرقمنة .. ولابد من وجود فريق معد للعمل بالإعلانات الرقمية
– الطوفان قادم والصحيفة التي لم تلاحق الثورة التكنولوجية ستحكم على نفسها بالخروج من المشهد
– دمج المؤسسات يتطلب شروط أولها إصلاح الهياكل المالية والإدارية لكل مؤسسة والتوافق حتى لا نكرر تجارب اثبتت فشلها في فترات سابقة
– قناعاتي الشخصية تؤمن أن المؤسسات الصحفية ستطالب بالدمج بعد إصلاح الهياكل المالية والإدارية لديها من منطلق أنه لا بقاء الا للكيانات الكبيرة
– للدولة أعباء بما يصعب معه تحمل دعم الصحف القومية .. ونعمل ضمن خطة الإصلاح أن يتناقص الدعم تدريجيا حتى يصل لنقطة الصفر
– دعم الصحف بدأ في الستينيات , و بلغ حجم الدعم قبل ثورة 25 يناير 2 مليون جنيه وظل المبلغ يتزايد ليتجاوز خلال فترة من الفترات مليار ونصف ليتناقص الرقم إلى الثلث في وقتنا الحالي
– لدينا تشابة في محتوى الصحف بلا استثناء لتصبح وكأنها مجرد طبعات متعددة لصحيفة واحدة نتيجة زحف التكنولوجيا وفقدان التدريب والتعليم و التسلح بأسلحة العصر
– الصحافة الورقية لم تنتهى و انما عليها تطوير ذاتها و ادواتها كى تساير العصر
– ارفض فكرة اختزال حرية الصحافة فى الهجوم على الدولة و الحكومة و النظام
– جميعنا ضد الحبس فى قضايا النشر لكن اذا ما وقع الصحفى فى جريمة ما هنا الحصانة التى يتمتع بها لم تنتفع عليه
فى ظل التطور السريع للتكنولوجيا ودخول العالم لأفاق جديدة وملاحقة الأخبار أول بأول نجد تحديات كبرى تقع على كاهل الصحافة الورقية بشكل عام بما يهدد استمرارها إن لم تبحث عن خطط جادة لإصلاح الهياكل المالية والإدارية لكافة المؤسسات الصحفية ومسايرة الثورة الرقمية وامتلاك أدوات جديدة للخروج من أزمتها الحالية وسط المنافسة الشرسة التي أحدثها عالم الإنترنت وتوجه الأنظار لمتابعة الأخبار السريعة عبر المواقع الإلكترونية و من ثم تأتي المهمة الصعبة في مراعاة تطوير ما يقدم من محتوى داخل الصحيفة الورقية بما يخدم القارىء وزيادة نسبة التوزيع وتقليل نسبة المرتجع إلى جانب البحث عن حلول عملية لمواجهة زيادة أسعار الورق والطباعة وابتكار أفكار خارج الصندوق للعودة بالإعلانات مرة أخرى كما كانت عليه خلال فترات سابقة بالتزامن مع توفيق الأوضاع بما يضمن الأيفاء بالتزاماتها تجاه العاملين و الصحفيين لديها من توفير مرتبات وتدبير شئونها ذاتيا دون الحاجة لأوجه دعم أو مساندة .
للوقوف على طبيعة وضع الصحف الورقية بشكل عام والصحف القومية بشكل خاص ,ولأي مدى ستستمر في أداء رسالتها الإعلامية رغم ما تواجهه من تحديات؟ و ماذا عن رقمنة الصحف القومية واتباع نظام الإعلانات الرقمية ؟ و ما خطط الإصلاح التي ستتبعها الهيئة الوطنية للصحافة لإنقاذ المؤسسات الصحفية ومن ثم انقاذ الصحافة الورقية؟ ولأي مدى فكرة دمج المؤسسات في الصالح العام من عدمه؟ وغيرها من التساؤلات , كان لنا لقاء خاص مع كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة, فكان هذا الحوار …
+ بدأ البث التجريبي لموقع الأهرام بنظام الرقمنة, قبل الحديث عن التجربة نود معرفة طبيعة نظام الرقمنة للصحف القومية ؟
++ إيمانا منا بأهمية مسايرة الثورة الرقمية وامتلاك أدوات العالم الجديد , جاء التفكير في تطبيق نظام الرقمنة لدى الصحف القومية لنضع أنفسنا ضمن التصنيفات العالمية من خلال خلق كيان جديد يتناسب مع حجم مؤسساتنا العريقة بضوابط ومعايير مماثلة لمعايير البوابات العالمية من حيث التواجد و الانتشار والتوزيع والمصداقية وتبني مشاكل الجماهير والتواجد بين الناس و تحقيق نسب المشاهدة , فكان نظام الرقمنة بمثابة ” منصة شاملة ” يمكن من خلاله إبراز عراقة مؤسسة بحجم ” الأهرام” بما لديها من 18 إصدار وعدد كبير من كبار الكتاب في المنطقة العربية ربما يصل عددهم إلى 45 كاتب بخلاف مركز للدراسات السياسية والاستراتيجية , والوضع ذاته مع مؤسسة “الأخبار” بما لديها من 14 إصدار إلى جانب مؤسسة “الجمهورية” لذا كان من الملح أن نبدأ في تنفيذ المشروع وإعداد بوابة شاملة .
+ كيف ترى تجربة بوابة موقع “الأهرام ” والذي بصدد إطلاق البث الرئيسي في منتصف شهر يناير 2020؟
++ التجربة مشرفة وخرجت للنور بعد إعداد 6 أشهر , وتعد تجربة رائدة يحتذى بها بكونها بواية شاملة تضم إصداراتها المتعددة بنسخ ” بى دى اف ” و عرضها بشكل مميز داخل شاشة في صورة انفرادات لتلك الإصدارات على مدار اليوم إلى جانب اهتمامها بإعداد غرفة “صناعة أخبار رئيسية” تعمل على تلقي الأخبار من مصادرها سواء من المندوبين أو من مواقع التواصل الاجتماعي أو من الوكالات أو التليفزيونات و العمل على تحديثها لحظة بلحظة مع مراعاة انتقاء بعض المواد التحليلية أو بعض المواد ذات الطبيعة الخاصة ونقلها للطبعات الورقية لضمان تميز المحتوى في ظل ما نعانيه من مشاكل لدى الصحف الورقية على مستوى العالم بفقدانها عنصر الزمن لتظهر في النهاية وكأنها طبعات قديمة . إضافة إلى الإنفراد بنشر كنوز “الأهرام” على البوابة ممثلة في امتلاكها 6 مليون صورة نادرة جاهزة للنشر , و 4 مليون صورة أخرى في طي الإعداد هم بمثابة تاريخ مصر منذ نشأة “الأهرام” . فضلا عن المقتنيات المهمة بما فيها مذكرات الرئيس الراحل أنور السادات والتي تفضلت السيدة جيهان السادات بالتبرع ببعض الاشياء ايضا مذكرات محمد حسنين هيكل , و مذكرات لبعض السياسيين منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومنها مسجل فيديو ولم تنشر من قبل , كل ذلك سيصبح قائم بالفعل على البوابة .
و لا ننسى الأعداد التاريخية التي دونتها “الأهرام ” فجميعها موجودة وجاري نشرها تباعا على البوابة من واقع أرشيفها الخاص منها على سبيل المثال عدد النكسة و عدد نصر أكتوبر وغيرها من الأحداث المهمة التي سيتم نشرها في ذكراها .
من المتعارف عليه أن “الأهرام” لديها راديو كما لديها مشروع تليفزيون تفاعلي يتعامل مع المجتمع بمختلف قطاعاته , ولعلها من الأمور المهمة عملية التواصل المجتمعي ووجود البوابة بنظام الرقمنة ستسمح بوجود تفاعل مستمر طول ال 24 ساعة مع مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تجرى حوارات سواء عبر ” فيس بوك ” أو ” تويتر ” و غيرها بعدما اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل نسبة 70% من الرأي العام الأمر الذي يدعنا كإعلام ضرورة خلق قنوات حوار مع فئات المجتمع . بجانب تقديم أبواب خدمية للقراء سواء مع المصالح الحكومية أو مع الصحة أو مشورة لمشكلة نفسية أو أسرية .
+ لعله مشروع ضخم يحتاج لطاقات كبيرة؟
++ بالتأكيد , فالمسألة ستحتاج اعداد كبيرة من الصحفيين الشباب لتفعيل تلك الأقسام و العمل بها , و بالفعل تم اعداد برامج تدريبية للشباب من قبل وزارة الاتصالات باعتبارها الجهة المعنية بتنفيذ المشروع إلى جانب دورات تدريبية أخرى من جهات عديدة .. العمل يسير على قدم و ساق والانطلاق الرسمي لموقع الأهرام في منتصف يناير القادم ,وحالياً اثناء مرحلة البث التجريبي لدينا لجنة مشكلة برئاسة مدير شركة ” ايماك ” في ” الاهرام ” تعمل على تجميع الملاحظات و المشاكل لمعالجتها أول بأول حتى يخرج البث في أحسن صورة .
+ و ماذا عن وضع نظام للإعلانات الرقمية داخل الصحف القومية ؟
++ نظام جديد للإعلانات بما يتوافق مع وضع البوابة الجديد , فلم يعد مقبولا أن يكون شكل الإعلان مجرد ملصق يعلن عن سلعة ما وانما الخروج عن المألوف و ابتكار نظام جديد وبالفعل تشكلت لجنة للعمل على نظام الإعلانات الرقمية تعمل على دراسة الأنشطة الأكبر استثمارا و العمل على حصرها وكان من بينها سوق العقارات والسيارات والموبايلات وهايبر و غيرها ومن ثم العمل على ابتكار نمط جديد للإعلان , يصبح فيه الإعلان متحرك فمثلا إعلان عن “هايبر” يكون بإمكان المشاهد الدخول على الهايبر و التعرف على المنتجات الموجودة و العمل على حجزها ” أون لاين ” أيضاً السيارات معرفة الأنواع والألوان وامكانيات كل سيارة و الاسعار و هكذا . و بالتالي الأمر بحاجة لتسويق وفريق قوي معد داخل إدارة التسويق للبحث عن نشاط يستطيع الترويج له و من ثم تصيمم اعلان بشكل جذاب .
الأمر الثاني يتعلق ب”الذكاء الاصطناعية ” بمعنى مع تكرار الدخول على البوابة أكثر من مرة بحثا عما يتعلق بالمرأة أو بالأزياء أو الرياة , أجده من تلقاء نفسه في أوقات لاحقة يظهر ما أهتم به دون الانتظار لاتمام عملية البحث و هكذا .
+ ذكرت أن نظام الرقمنة لم يكن اجباريا على الصحف القومية , لماذا طالما كونه سيصبح في الصالح العام ؟
++ لم تكن سياسة الإجبار مطروحة و انما نعتمد على الحافز في تطبيق نظام الرقمنة تلقائيا دون الشعور بأي ضغط , ايمانا منا بان سياسة “الإجبار” ربما تأتي بنتائج عكسية لنجد البعض يتغاضى عن جوهر المشروع نفسه ويبدأ في ترويج شائعات ” دى خطوة لغلق الصحف و تشريد الصحفيين والاستغناء عنهم ” و هو على غير الحقيقة . و من هنا نترك لكل صحيفة حرية الاختيار إما ملاحقة قطار التكنولوجيا بما يسمى بنظام الرقمنة أو الحكم على ذاتها بالخروج من المشهد , فالطوفان قادم و علينا مسايرته و المستقبل للتكنولوجيا و ما تقدمه كل يوم من جديد .
+ لاى مدى نستطيع القول أن نظام الرقمنة بداية لانتهاء دور الصحافة الورقية ؟
++ قناعاتي الشخصية تؤمن أن الصحافة الورقية لم تنتهي وإنما عليها تطوير ذاتها وأدواتها كي تساير العصر بما يستلزم منها البحث عن محتوى جديد تقدمه بخلاف ما ينشر في البوابات إلى جانب إعداد دراسات و استبيانات ميدانية لمعرفة احتياجات القراء وما يرغبونه في الصحافة الورقية. أيضاً اعادة ما كانت عليه الصحافة الورقية خلال فترات سابقة من طباعة و حرفية يعني ” الصنعة ” نفسها .
الواقع يشهد أن الفضائيات ستواجه ذات المصير , ولعلها بدأت بقلة نسبة المشاهدة وتراجعها وبالتالي عليها مسئولية تطوير أدواتها في ظل تطور التكنولوجيا السريع .
+ صرحت أن فكرة دمج الصحف القومية “شائعات” رغم وجود محاولات خلال فترات سابقة , فلماذا العدول عن الفكرة في ظل ارتفاع مديونية بعض المؤسسات ربما وصلت بالمليارات للضرائب والتأمينات و تحقيقها خسائر مالية كبيرة؟
++ فكرة الدمج تتطلب شروط لنجاحها وهي أن تتم بين مؤسستين ناجحتين اما محاولة الدمج بين مؤسسة خاسرة و مؤسسة ناجحة سيؤدي إلى سقوط المؤسستين كما أن فكرة الدمج بين مؤسستين خاسرتين أيضاً أثبتت فشلها بتجربة الشعب والتعاون سابقا , وعلينا قبل التطرق لعملية الدمج العمل على إصلاح الهياكل المالية والادارية للمؤسسات لاسيما التي تحقق خسائر حتى تتعافى ولعله الشرط الأول , الأمر الثاني ضرورة وجود توافق ما بين المؤسسات لأنه من الصعب فرض عملية الدمج بالقوة .
+ البعض رجح أن تجربة دمج الشعب والتعاون ومحاولة تطبيق الفكرة على مؤسسات أخرى واعتصام الصحفيين رفضا للفكرة تخوفا من تشريدهم , كان سببا فى اجهاض الفكرة و العدول عنها , فما تعليقك ؟
++ بالفعل كانت لدينا تجربة دمج قبل ثورة 25 يناير وهي دمج ” التعاون ” و ” الشعب ” و كانت بشهادة الجميع تجربة فاشلة و لازالنا نعاني من أثرها حتى الآن لكون الدمج تم بطريقة غير مدروسة ,