يعتبر التهاب غمد الوتر المضيق، فيما يعرف بـ ( الإصبع الزنادي- الإصبع المعُلق ) Trigger finger من الأمور الشائعة خصوصا بين السيدات و مرضي السكري ، وحول هذا الأمر ، أجريت حواراً مع د. توماس عجيب ، إخصائي جراحة العظام و المفاصل و العمود الفقري ، والذي أوضح كل ما يتعلق بأسباب حدوث الإصبع الزنادي، وأعراضه, وكيفية تشخيصه وطرق علاجه.
# كان السؤال بداية عن تعريف ما هو الإصبع الزنادي؟
== الإصبع الزنادي هو حالة يعلق فيها أحد أصابعك في وضع الثني، ويسمى أيضاً “الإصبع المعُلق”. قد ينثني أو يستقيم إصبعك مع إصدار صوت طقطقة — فيما يشبه الضغط على الزناد وسحبه.
ويعرف الإصبع الزنادي أيضًا باسم “الإصبع الزنادية”. وتحدث هذه الحالة عندما يؤدي الالتهاب إلى تضيُّق المساحة الموجودة داخل الغمد الذي يحيط بالوتر في الإصبع المُصاب. وإذا كانت حالة الإصبع الزنادي مزمنة، فقد يصبح إصبعك عالقًا في وضع الثني.
# ما هي أعراض الإصبع الزنادي؟
== قد تتطور علامات الإصبع الزنادي وأعراضه من معتدلة إلى حادة، وتشمل:
تيبس الإصبع، خاصة في الصباح ، شعور بالفرقعة أو الطقطقة حين تحرك الإصبع، وجع أو نتوء (عقيدة\ كلكعة) في راحة اليد عند قاعدة الإصبع المصاب، ثبات الإصبع في وضع منحنٍ، ولا تكون لديك القدرة على فرده، وأيضاً يمكن أن ينفرد فجأة بشكل مستقيم وثابت.
# هل يتركز الإصبع الزنادي على أصابع بعينها؟
== الإصبع الزنادي يمكن أن يؤثر على أي إصبع، بما في ذلك الإبهام. وقد يُصاب أكثر من إصبع واحد في كل مرة، وقد تصاب كلتا اليدين. وعادةً ما يكون الإصبع الزنادي أكثر وضوحًا في الصباح، أو عند مسك شيء ما بقوة أو عند تحريك إصبعك.
# ما أسباب حدوث الإصبع الزنادي؟
== يحدث الإصبع الزنادي للأشخاص الذين يستلزم عملهم أو هواياتهم إلى أفعال متكررة تحتاج إلى استخدام القبضة، فهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالإصبع الزنادي. كما تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا بين النساء والأشخاص المصابين بداء السكري. ويختلف علاج الإصبع الزنادي بناء على شدة الحالة.
ويأتي حدوث الإصبع الزنادي بسبب أن الأوتار هي أحبال ليفية سميكة تربط العضلات بالعظام. كل وتر مُحاط بغمد للحماية. وتحدث حالة الإصبع الزنادي عندما يُصبح غمد الإصبع المصاب ملتهبًا. ويؤثّر هذا على حركة الوتر داخل الغمد.
ويسبب تهيّج غمد الوتر طويل المدى ظهور ندوب وانتفاخات ونتوءات (عُقيدات) بالوتر المُعاق حركته.
# هل هناك عوامل تزيد من خطورة الإصابة بالإصبع الزنادي؟
== تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر تعرضك للإصابة بمرض الإصبع الزنادي:
• حركات الالتقاط المتكررة. فقد تؤدي المهن والهوايات التي تنطوي على استخدام متكرر للأيدي والإمساك بأشياء لفترة طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بالإصبع الزنادي.
• مشكلات صحية محددة. يرتفع خطر الإصابة بالإصبع الزنادي لدى الأشخاص المصابين بداء السكري أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
• جنس الإنسان. إذ تعتبر الإصابة بالإصبع الزنادي أكثر شيوعًا في النساء.
• جراحة متلازمة النفق الرسغي ( تسليك العصب الأوسط عند الرسغ )، إذ قد تكون الإصابة بالإصبع الزنادي إحدى المضاعفات المرتبطة بجراحة متلازمة النفق الرسغي، خاصةً خلال الأشهر الستة الأولى بعد الجراحة.
# كيف يتم تشخيص الإصبع الزنادي؟
== تشخيص الإصبع الزنادي لا يحتاج لفحوصات مخصوصة. سيقوم طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بالتشخيص بناء على تاريخك الطبي والفحص البدني. أثناء الفحص البدني، سيطلب منك طبيبك فتح وإغلاق يديك، ليستكشف مناطق الألم، ضعف الحركة ودلالات السد.
سيتحسس طبيبك راحة يدك أيضًا ليرى ما إذا كان هناك نتوءًا بارزًا. وإذا ما كان النتوء مترافقًا مع إصبع الزناد، فسيتحرك مع حركة الإصبع لأن النتوء ما هو إلا منطقة متورمة في جزء الأوتار التي تحرك الإصبع.
# ماهي طرق علاج الإصبع الزنادي؟
== يختلف علاج الإصبع الزنّادي حسب درجة الحالة ومدة ظهورها.
*وقد يتضمن هذا بعض العلاجات التحفظية مثل:
• الراحة، تجنب الأنشطة التي تتطلب تكرار الإمساك بالعناصر وتكرار القبض، أو الاستخدام المطول للآلات المحمولة باليد والتي تصدر اهتزازًا حتى تتحسن الأعراض التي تشعر بها. وإذا كنت لا تستطيع تجنب هذه الأنشطة تمامًا، فقد توفر القفازات المحشوة بعض الحماية.
• استخدام جبيرة، فقد يطلب منك الطبيب ارتداء جبيرة ليلاً للحفاظ على الإصبع المصاب في وضع مُمدد لمدة تصل إلى ستة أسابيع. فالجبيرة تساعد على إراحة الوتر.
• تمارين الإطالة، فقد يشير عليك طبيبك أيضًا بممارسة تمارين خفيفة للمساعدة في الحفاظ على الحركة في إصبعك.
• العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات — مثل الإيبوبروفين أو نابروكسين— يمكنها أن تخفف الألم لكن من غير المرجح أن تخفف التورم المحيط بكيس الوتر أو المحاصر للوتر.
# ماهي المرحلة التي يتم فيها اللجوء إلى الإجراء الجراحي؟
== إذا كانت الأعراض شديدة، أو إذا لم تساعد العلاجات المتحفظة، فيمكن أن يتم استخدام عدة وسائل، منها:
1- حُقن الستيرويد. فقد يؤدي حقن دواء الستيرويد قرب غمد الوتر أو داخله إلى الحد من الالتهاب والسماح للأوتار بالانزلاق بحرية مرة أخرى. هذا هو العلاج الأكثر شيوعًا، وهو عادةً ما يكون فعالاً لمدة عام أو أكثر لدى معظم الأشخاص المعالجين. ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر أكثر من حقنة واحدة.
وبالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، فإن حُقن الستيرويد تميل لأن تكون أقل فعالية.
2- التحرير عبر الجلد. فبعد تخدير راحة اليد، يدخل طبيبك إبرة قوية إلى النسيج الموجود حول الوتر المُصاب. يساعد تحريك الإبرة وإصبعك في فك الانسداد الذي يعيق حركة الوتر السلسة.
ويمكن إجراء هذا العلاج والتحكم فيه عن طريق الموجات فوق الصوتية، حتى يتمكن الطبيب من رؤية مكان طرف الإبرة تحت الجلد للتأكد من أنها تفتح غمد الوتر بدون إتلاف الوتر أو الأعصاب القريبة. وعادة ما يتم هذا الإجراء في عيادة الطبيب، أو في حجرة العمليات التابعة للعيادة.
3- الجراحة. يمكن للجراح من خلال شق صغير موجود بالقرب من قاعدة إصبعك المُصاب، أن يقطع الجزء المسدود من غمد الوتر. ويتم هذا الإجراء عادة داخل غرفة العمليات و بنسب نجاح عالية.