نظم وفد الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع سفارة السويد بمصر ورشة عمل حول تمكين المرأة في المجال العلمي، بمشاركة العديد من العلماء وصانعي السياسات والأكاديميين والمبتكرين والدبلوماسيين والمنظمات النسوية، علاوة على ممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك في إطار اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية ومبادرة الاتحاد الأوروبي لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.
وهدفت ورشة العمل إلى عرض قصص النجاح بمجال البحث والابتكار في سياق التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر ؛ حيث لعبت العالمات المصريات دورًا رائدًا في المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي، وخاصة ضمن برنامجي “هورايزون 2020″ و”إيراسموس بلس”.
وخلال الفعالية كرم الاتحاد العالمات المصريات اللاتي دعمن التعاون بين الجانبين في البحث والابتكار، ومن بين من تم تكريمهن؛ سناء برطس أول الباحثات المصريات المشاركة في المشروعات الرائدة المتعلقة بالأمراض التي تسببها الطفيليات وهي رائدة في هذا المجال، عبير قاسم، لدورها الملحوظ في مجال التعليم والتراث والتثقيف المتحفي، دعاء سامي، لكونها نقطة اتصال وطني مع برنامج “هورايزون “2020 في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ومها السبروطي، لدعمها التعاون بين مصر من جانب واليابان وبعض دول الاتحاد الأوروبي بمركز الابتكار في برج العرب.
وقال إيفان سوركوش, سفير الاتحاد الأوروبي بمصر: “لدينا تعاون طويل الأمد مع مصر في مجال البحث والابتكار والتعليم العالي من خلال برامجنا (هورايزون 2020) و في إطار اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية ومبادرة الاتحاد الأوروبي لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، وقد نظم وفد الاتحاد الأوروبي بمصر بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورشة عمل حول تمكين المرأة في المجال العلمي. وقد شارك في الفعالية العديد من العلماء وصانعي السياسات والأكاديميين والمبتكرين والدبلوماسيين والمنظمات النسوية.
وأشار إلى أن العام الجاري يوافق مرور 11 عامًا منذ دخول اتفاقية العلوم والتكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي ومصر حيز التنفيذ .
ونوّه إلى أن مصر تعد حاليًا شريكًا في 40 مشروعًا ضمن برنامج “هورايزون 2020” بميزانية إجمالية تتجاوز 140 مليون يورو؛ حيث تغطي تلك المشاريع البحوث التعاونية في مختلف المجالات التي تحفز الأمن الغذائي والبيئة والمجتمعات الشاملة والمبتكرة والبنية التحتية للبحوث والفضاء. وأضاف أن أكثر من 166 باحثًا مصريًا استفادوا من فرص التدريب والمنح الدراسية في أوروبا ضمن البرنامج حتى الآن.
ولفت إلى أنه في مجال التعليم العالي أصبح برنامج “إيراسموس بلس” وسيلة ناجحة للدراسة والتدريب العابر للحدود ولتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية. ومنذ عام 2014، موّل الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 3500 فرصة للتبادل العلمي بين مصر وأوروبا، بالإضافة إلى اختيار أكثر من 1200 مشارك جديد خلال عام 2019.
وفيما يتعلق ببناء القدرات في مجال التعليم العالي، أوضح أنه تم تنفيذ 45 مشروعًا مع مصر في هذا المجال منذ عام 2014 بميزانية إجمالية قدرها 44 مليون يورو، بالإضافة إلى حصول أكثر من 180 طالبًا وطالبة على منح دراسية من إيراسموس موندوس لدراسة الماجستير في أوروبا.
== وألقى السفير إيفان سوركوش الضوء على الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لتمكين المرأة في المجال العلمي، مشيرا إلى برنامج “هورايزون 2020” الذي يعتبر فيه النوع الاجتماعي قضية شاملة يتم تعميمه في كل جزء من أجزائه المختلفة. وأضاف أن هناك ثلاثة أهداف تدعم استراتيجية المساواة بين الجنسين في برنامج “هورايزون 2020″؛ وهي: تعزيز التوازن بين الجنسين في فرق الأبحاث وفي صنع القرار وإدماج البعد الخاص بالنوع الاجتماعي في محتوى البحث والابتكار.
ولفت في ختام كلمته إلى أن مصر بها ثروة من الباحثين من ضمنهم الكثير من النساء. وقال سوركوش: “آمل أن تضمن فعاليات مثل حدث اليوم، والمبادرات الرامية إلى دعم تمكين المرأة وإدماجها في مجال العلوم إلى تحقيق التوازن بين الجنسين مما سيساهم بالتأكيد في الأهمية المجتمعية للمعرفة والتقنيات والابتكارات التي يتم إنتاجها”.
== فيما أوضح يان تسليف، سفير السويد بمصر، أن عدم وجود تمثيل جيد للنساء يترجم إلى خسارة للكتلة العاملة وهذه الخسارة تمنع الدولة من الوصول لأقصى قدراتها، مشددًا على وجوب تمكين المليارات من الأشخاص لتنمية اقتصاديات الدول وتنمية حياتهم.
ولفت إلى أنه في بعض الدول تكون النساء أكثر احتمالية لفقدان التعليم الأساسي لكن مصر وبنظامها يعطي إشارة إيجابية، مؤكدًا على أهمية تغيير طريقة التفكير ومحاربة الأنماط التقليدية وتحفيز النساء على تحقيق أمنياتهن منذ الصغر. ملمحًا إلى أن تمكين المرأة ليس له فائدة للمرأة على حساب الرجل بل هي فائدة لكلاهما.
وأضاف: “دولتي اتخذت قرار أبهر الجميع وهو تبني سياسة منتدى الداعيات للمساواة والحركات النسوية أي أن قرارتنا الدولية يجب أن تكون من خلال الفكر النسوي وبها تعميم للجندر.”
== وقال صديق عبدالسلام، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات الخاصة: “بالنسبة لتمكين المرأة فالوضع في مصر أفضل من دول عدة في الشرق والغرب، فعلى سبيل المثال نجد أن على مستوى التعليم الجامعي فإن 55% من الطلاب الجامعيين فتيات. ولأن منظومة التعيين تعتمد معيارًا واحدًا هو الأداء الأكاديمي ولا تفرق بين الجنسين، فقد أصبح لدينا زيادة في عدد النساء في وظيفة “المعيد” لتصبح نسبة النساء فيها 66% ”
== فيما أشارت ريم عبد الرحمني من المعهد الفرنسي بالمنيرة إلى أن الوضع في فرنسا مشابه للوضع في مصر، لافتة إلى انخفاض عدد النساء في المناصب بالرغم من وجود مساواة في التحصيل الدراسي والتعليم الجامعي. وأرجعت ذلك إلى أن النساء عادة ما تتوقفن عن العمل عند الزواج وإنجاب الأطفال، وهو ما يخلق فجوة في حياة المرأة الوظيفية والأكاديمية مما يعيق تقدمها المهني.
يعد تمكين المرأة أولوية مشتركة هامة للاتحاد الأوروبي ومصر. تأتي مبادرة الاتحاد الأوروبي لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في سياق الحاجة إلى دعم وتعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه. في مصر، وقد اختار سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سفير الاتحاد الأوروبي إيفان سوركوش، وسفير السويد يان تيسليف ليقودا تلك المبادرة.