إن كان الهدف الواحد لأعضاء أي فريق عمل مهم جداً لإحراز النجاح، فبالأولى تحديد وتوحيد هدف كل فرد لتحقيق ثمار طيبة، لذلك يصلى داود النبى ويقول “وحد قلبى لخوف اسمك” (مز١١:٨٦ ) “فرجل ذو رأيين هو متقلقل فى جميع طرقه” (يع ٨:١ ) ويستحيل عليه أن يمسك صيداً.
أما حينما يتبلور ويلمع أمام عينى الهدف، تتجه كل طاقاتى بقوة نحوه دون كلل أو ملل، وكلما زاد إيماني به وحلت ثماره في عيني كلما ازداد ثباتي ومثابرتي فى الجري ورائه للفوز به وتسهل علي كل الصعاب وتكون عندى المشاق سهلة والقفار كأنها أودية خضراء.
كان للقديس بولس هدف أوحد وهو الفوز بثمر النفوس المتكاثر “إذ الضرورة موضوعة علىّ فويل لى إن كنت لا أبشر” (١كو١٦:٩ ) فهانت عليه كل الصعاب حتى نفسه هانت عليه وقال “ولا نفسى ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التى اخذتها من الرب يسوع” (اع٢٤:٢٠ ) ومرة أخرى يقول “استعبدت نفسى للجميع لأربح الاكثرين” ( ١كو١٩:٩) ذلك لأن الهدف والغرض أمامه واضح فكان شعاره “أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا فى المسيح يسوع” – جعالة يعنى جائزة او مكافأة
إن كان العداء يركض فى حلبة السباق ناصباً أمامه الفوز بالميدالية الذهبية هدفاً لا يميل عنه يميناً أو يسارًا فكم وكم يكون تركيزنا فى الأهداف المقدسة الباقية.
إننا نستعجب حينما نقرأ عن يعقوب أبى الأباء أنه وضع راحيل أمامه هدفاً وكأنه ليس فى الدنيا سواها يخدم لأجلها سبع سنين التي يقول عنها الكتاب “وكانت فى عينيه قليلة بسبب محبته لها” ثم امتدت به إلى أربعة عشر عاماً، عمره الذى قال عنه افخره تعب وبلية قضى خمسه فى عناء وشقاء وهو أحلى أيام شبابه ليفوز بالزواج من راحيل مع إنه غرض يفنى.
تخيل أن مشكلة لوط البار تكمن أساساً فى أنه كان إنساناً زائغ البصر ما بين دائرة الأرض الخضراء – مع سابق علمه بشرور أهلها كما يقول سفر التكوين “وكان أهل سدوم اشرارًا وخطاة لدى الرب جدا” ( تك١٣:١٣) – وبين الحياة المقدسة ، مشتت الفكر لا يعرف ماذا يريد، فأراد أن يسير فى كل الاتجاهات فى آن واحد وكانت النتيجة أن تمزقت نفسه البارة أو بحسب تعبير الكتاب تعذبت نفسه البارة وضاع منه شوط كبير من عمره بلا ثمر.
يقول القديس الأنبا انطونيوس: [من يطرق قطعة من الحديد يسبق أولا فيمثل فى فكره ماهو عتيد أن يعمله، إما منجلاً أو سكيناً أو فأساً، وهكذا فسبيلنا نحن أيضاً أن نفكر في كل شئ نبدأ فى العمل به لئلا يكون عملنا باطلاً أي بلا ثمر].