تعيش كنيسة أسيوط, تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها, هذه الأيام, ملامح من تذكارات الحب الأبوي الرعوي فى العيد الخامس لنياحة شيخ شيوخ الكرازة المرقسية الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الجليل المتنيح, وطوال خمسة أعوام مضت والجموع من كل صوب تتقاطر متدفقة نحو المزار المقدس تطلب صلوات الأب الجليل، باقات الورود امتزجت بقطرات الدموع وعصير القلوب الموجوعة؛ يطوفون يتحركون يركضون .. من حول المزار المقدس لقديس المغارة .. وفى صمت يسجلون طلباتهم وأحاسيسهم في الوريقات المتناثرة بكثافة من حول المزار, ثم يتدافعون لالتقاط الصور التذكارية مع أيقونة باباهم لتصحبهم فيشعرون بدفء الأبوة الروحية الحانية الصادقة.
أما “مريهام توماس” الفتاة الرقيقة المختارة ففي خشوع وسكون اقتربت من المزار مع كل الزائرين, ثم أصبحت أكثر فأكثر اقترابا .. فقد أحاط بها مناخ روحاني سماوي صنع ما يشبه الغمامة البيضاء بينها وبين الزحام والهيصة والدوشة .. وربطها بالسمائين عانقتها نسمات القدير، مسحة الروح القدس لمعت بداخل قلبها الشفاف وعيناها البريئتان، التقطت رسالة السماء فكان صدى الصوت السماوي بداخل أعماقها: تكلم يارب فأنا عبدتك سامعة.
وبدى الصوت الداخلي واضحا وأنفاسها تتلاحق قالت: (ساعدني يارب أن أرفع ذبيحة حب لقديس المغارة الجبلية الجليل الأنبا ميخائيل المطران المتنيح والذي لم أتعرف عليه عن قرب مسبقا).. عايزة أعمل شىء يسجل لحياة هذا القديس العظيم, طب أعمل إيه ياربي .. ياترى أعمل إيه, وأقول لمين؟ هكذا تحادثت مع نفسها.
وإذ كان كثيرون من آباءنا الكهنة الأجلاء والعلمانيين, والكتاب وجوقة الأبناء المقربين قد أخذ البعض منهم؛ بتأليف حواديت وقصص وروايات مأخوذة مما عايشوه واستقوه من مسيره آبانا الجليل …قالت (هي) مريهام توماس الفتاة المختارة تحدث أعماقها (لالا مش ده …لا مش كل اللي اتكتب أو اتعمل مش ده اللي بتحدثني به روحي) قالت لنفسها وهي سأبدأ أسير على الدرب حاملة افتش والوورد معايا إمكانياتي البسيطة الكاميرا وبعض الكشافات والحامل وبرفقتها بعض الأصدقاء هواة التصوير
لاشيء يمتلكونه، لا جهة للتمويل ولاجهة مقتنعة بما سيقدمونه هولاء الشباب لشخصية ذات هالة روحانية وبريق.
خاص لكن آمنت “مريهام” أنهم يستطيعون بمعونة الله وبقدر أشواقهم التنقيب والبحث لاستخراج الكنوز واللآلىء وجمعها من قلوب أولاد وأبناء الأنبا ميخائيل المطران المتنيح المتفرقين وردهم إلى ميراث روحانية آباهم قديس المغارة عندما يلتقون ويلتفون حول عمل واحد يخص آباهم القديس الجليل .. وكما اختار الله داوود الصغير بالعود والمزمار من بين أولاد يسى الكبار الحسان هكذا اختار الله “هي” مريهام الصغيرة وأصدقائها ليطلقون العمل الفني الجليل( جبل شامخ), والله نظر إلى قلوب الفتيان ومسح بالدهن المقدس العمل الإلهى الذى استودعه هكذا صنع؟!
ابتدأت (هي) مريهام توماس ببراءتها تجمع المخزون في القلوب تلتقط حديثا من هنا وهناك وتترك ضيفها يتحدث كما يشاء فقط….تشجعه على الاسترسال في الحديث ابتسامة رقيقة من جانبها لكل من التقت بهم من أبنائه ومع حديث الصور والذكريات كما عاشها الشعب مع آباهم القديس ورواياتهم قدمت الحق كل الحق بعيدا عن الزيف وعمليات التجميل, وبدأ بزوغ نجمها في قصة وإخراج العمل الفني(جبل شامخ) لقاء يليه لقاء حديث ورا حديث، خلفية موسيقية رائعة قادمة من وراء الزمن واسطوانة من بعد اسطوانة عمل بسيط كبساطتها رقيق؛ كرقة قلبها تجمع 9 اسطوانة لتصنع عملا لم ولن يجود الزمن بنظيرة في تاريخ آباء الكنيسة (فتاة وزملاءها) يتشاركوا في العمل الفني “جبل الشامخ” بروحهم الطفولية البريئة وبتكلفة تمثل “كسر الخمس خبزات”
من اسطوانة رقم 1 وحتى رقم 9 والتي تعرض حاليا الساعة 10،15مساء يوميا على قناة الكنيسة القبطية (أغابي)
تدشن تاريخيا وواقعيا وتصويريا ملامح زاهية من سجل
حياة الأنبا ميخائيل القديس الجليل لندرك جميعنا أنه وأن مات تكلم بعد بفم أبنائه
هى مريهام توماس (اللحن الروحاني) والتي نجحت في إخراج العمل الفني الرائع جبل شامخ (9)أجزاء.. تصحبهم الترتيلة الجميلة “مروى ورويت كتير .. من اللي أخدته في مغارتك يشهد خاطئ وضرير أنه اتغير بسببك يانور ماينطفيش يا آبانا ميخائيل.