خطوة جديدة تخطوها مصر نحو توطين وتطوير التكنولوجيا.. حيث ينطلق أول قمر صناعي لأغراض الاتصالات ، وأن هذا المجال لم يعد رفاهية بقدرما يمثل ضرورة لدعم شامل لخدمة الوطن.. وإيمانا بأن مصر تمتلك الكوادر البشرية والتخصصات المختلفة إلى جانب توافر البنية التحتية التى ستمكنها من الاستثمار فى الفضاء من أجل المساهمة في دفع عجلة التنمية من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت واسع النطاق للمناطق النائية والمنعزلة، لدعم المشروعات التنموية بهذه المناطق، وكذلك سد الفجوة الرقمية فى المناطق الريفية, فبإطلاق القمر المصري ” طيبة -1″ستدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات بعد الضعف الحاد فى سرعات شبكات الإنترنت , والذى يمثل نقلة كبيرة فى المجال ، ويساهم في دعم جهود التنمية الشاملة والتي تنفذها الدولة ويحقق الاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية , ويذكر أن سلسلة “طيبة سات”، التي تعتزم مصر إطلاقها في الفترة المقبلة، والتي ستحدث نقلة نوعية في خدمات الاتصالات في مصر المُقرر إطلاقه من قارة أمريكا الجنوبية أول أمس الجمعة يوم 22 نوفمبر الجارى فعن القمر الصناعى طيبة سات 1وعن أهميته واستخداماته كان هذا التحقيق..
يشجع الاستثمارات
فى البداية قال الدكتور مدحت مختار، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء السابق وعميد المعهد العالى الهندسى بالعبور: إن القمر الصناعي المصري “طيبة 1 “سيساهم في تقديم مستوى عال من تكنولوجيا الاتصالات ، حيث سيعمل على توفير تغطية قوية لشبكة الإنترنت في مصر فضلا عن توفير الخدمات الرقمية وخدمات نقل البيانات بين المؤسسات المختلفة، كما سيعمل القمر الصناعي على توفير شبكة موازية تدعم الشبكة الأرضية.
وقال: إن القمر الصناعى المصرى طيبة-1مشروع استيراتيجى سيعود بالفائدة على المواطن , حيث أنه سيتعامل مع منظومة إلكترونية متطورة ومستديمة وتتيح خدمة الاتصالات.
وأضاف: أن القمر الصناعى المصرى هو بمثابة نقطة انطلاق لتنمية معظم قطاعات الدولة المعتمدة على الإنترنت والاتصالات، مضيفاً أنه قوة مضافة للبنية الأساسية فى مصر بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر الشبكتين الأرضية والفضائية، مؤكداً أن الدول التى تمتلك هذه الإمكانيات تكتب لها الريادة بشتى المجالات، وأوضح أن القمر سيكون له مردود قوى للمشروعات التى تعتمد على المعلومات، وتابع أنه بمثابة مشروع قومى ظهر فى وقته لمنح الدولة القوة فى مشروعاتها القومية التى تهدف للاستدامة .
موضحًا أن القمر يمكن استخدامه مستقبلاً فى التوسع فى إنشاء عدد من شركات المحمول المصرية بعدد من الدول ، فضلاً عن الاستخدامات العلمية والطبية , وأشار, أن القمر الصناعي سيعمل على توفير خدمات الإنترنت والاتصالات بمصركلها, كما سيقوم القمر الصناعي بتوفير خدمات الاتصالات على المستوى الدولي في دول حوض النيل والشرق الأوسط , وأوضح أن الحد الأدنى لعمر هذا القمر هو 15 عاما , وأوضح , أن القمر الصناعى سيغطى مصر كلها، ولن يكون هناك أى منطقة غير متواجد بها الانترنت، مضيفًا ” القمر الصناعى طيبة واحد سيقضى على ظاهرة قطع الأنترنت .
وأشار إلى أن مصر ستمتلك تكنولوجيا الاتصالات على أعلى مستوى، من خلال الحكومة الإلكترونية والتغطية القوية لشبكة الانترنت، مؤكدًا أنه سيتم استخدام القمر الصناعى فى مكافحة الإرهاب من خلال توسعة شبكة الاتصالات فى كافة الأماكن فى مصر, وأكد أنه سيكون هناك تعاون مشترك مع وكالات الفضاء العربية والدولية ، موضحًا أن إطلاق القمر الصناعى سيشجع الاستثمارات لأنه سيقوى شبكة الاتصالات، حيث إن مصر أصبحت تمتلك واحدة من أقوى شبكات الإنترنت على مستوى العالم , مشيرا إلى أن إطلاق القمر سيشجع الاستثمارات لأنه سيقوي شبكة الاتصالات، إذ إنّ مصر أصبحت تمتلك واحدة من أقوى شبكات الإنترنت على مستوى العالم.
زيادة سرعة الإنترنت
ومن جانبه أكد الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء, أن إطلاق القمر الصناعي “طيبة 1يعد الأحدث في الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقادرعلى التنبؤ بأحوال الطقس في ظل التغيرات المناخية، ومرتبط بأجهزة الإنذارالمبكر للوقاية من مخاطر السيول , وأضاف: أن القمر الصناعي “طيبة 1″، مرتبط ارتباطا أساسيا بزيادة سرعة الإنترنت ، كما أنه مرتبط بنظام تحديد المواقع، ومن ثم سهولة الاتصال وجمع المعلومات , كما أنه له قدرات التقاط الإشارات اللاسلكية التي تطلقها الجماعات الإرهابية , الأمر الذي من شأنه يساهم في التخلص من الإرهاب , وأوضح إن خضع القمر الصناعى لاختبارات فى إحدى الشركات الرائدة فى مجال إطلاق الأقمار الصناعية، حيث تحققت من سلامة القمر الصناعى، وقدرة صاروخها الحديث من نوعية إيرينا 5 على حمله للفضاء الخارجى , وذكر أن الحكومة هى من ستتولى عملية الإدارة والتحكم في القمر الصناعي ” طيبة -1 ” عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية،كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.
إنهاء النظم الإلكترونية
من ناحيته، قال الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إن القمرطيبة -1 يعد أول قمرصناعى تمتلكه مصر لخدمة الاتصالات والإنترنت ،مشيرًا إلى أنه سيمكن من استقبال الإنترنت بواسطة أجهزة استقبال بسيطة والتحدث بسهولة، كما أن وزن القمر يصل إلى 5600 كيلو جرام , وأوضح ، أنه سيعمل على بعد 36 ألف كيلو متر، مشيرا إلى أنه تم تصنيع القاعدة منذ أكثر من 3 سنوات , كما أوضح بأن التصنيع تم بوساطة إحدى الشركات الفرنسية واشتراك المهندسين والخبراء المصريين، مشيرًا إلى أن المهندسين المصريين تعلموا تمامًا كيفية تشغيل القمر، ولذلك سيتم تشغيل القمر من خلال محطتين فى مصر بعمالة مصرية 100% , وأكد أن القمر سيخدم جميع مصر بعد 3 أشهر من انطلاقه، كما أنه سيدعم خدمة الإنترنت فى جميع المناطق المحرومة من الخدمة، و أنه سيخدم أجزاءً من الدول العربية المحيطة بمصر وبعض الدول الأفريقية قال:إن القمر الصناعي “طيبة 1″، سيعمل على إنهاء الأعطال المتعلقة بالنظم الإلكترونية , وأضاف: أن كل مؤسسة تمتلك نظامًا إليكترونيًا، ستتوفر لها الصلاحية، للعمل وفق الشبكة الأصلية والشبكة الموازية “طيبة 1″، وعندما يتعرض النظام لمشكلة في إحدى الشبكتين، فإنه يكون في إمكانه العمل بالشبكة الأخرى.
وقال : إن العالم كله يتجه إلى أن تُجرى المعاملات البنكية عبر الهواتف الذكية، ولا يكون العميل في حاجة إلى التوجه إلى البنك مؤكدا على دعم تعميم الشمول المالي.
الإنترنت بالمناطق النائية
فيما كشف الدكتور أحمد فرج، خبير اتصالات ،عن الخدمات التي يقدمها القمر الصناعي “طيبة 1” بعد إطلاقه مشيرا إلى أن القمر يخدم الدولة في تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة 2030، في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسد الفجوة الرقمية بين الحضر والريف وتحقيق التنمية الشاملة , وقال: إن القمر الصناعي يساعد فى وصول الإنترنت إلى المناطق النائية وتحسين تطبيقات الراديو والتلفزة والموبايل ويسهم فى دفع عجلة التنمية من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت عريض النطاق للمناطق النائية والمنعزلة، لدعم المشروعات التنموية بهذه المناطق , كما يسهم فى تيسير الأعمال الحكومية والتجارية ومواجهة الإرهاب ,وأضاف أن القمر الصناعي ، يصل مداه إلى دول مجاورة فى شمال إفريقيا وحوض النيل.
سيتحكم فى الإعلام المضاد
وأوضح الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة والفضاء بجامعة بنى سويف، أن استخدام الأقمار الصناعية يفيد فى الكثير من المجالات التى تخدم عملية التنمية المستدامة، كالحد من المخاطر التى تتعرض لها الدولة الممثلة فى الفيضانات والزلازل والسيول، فضلاً عن البراكين، وذلك من خلال رصدها بشكل جيد، وأضاف أن القمر الصناعى يلعب دوراً ملموساً فى قطاع الأرصاد الجوية، خاصة فى عمليات التنبؤ، بجانب دوره فى عملية الكشف عن الثروة المعدنية وأماكن تجمع الصخور، والتنقيب عن الآثار، ما يسهم فى تنمية القطاع السياحى , وأكد أن القمر الصناعى سيتحكم فى الإعلام المضاد ، موضحاً أنه سيلعب دوراً كبيراً فى قطاع الإعلام والاتصال .
وأضاف: يعد مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أحد أهم مجالات الاقتصاد القومى، مؤكداً أن الأقمار الصناعية تعمل على تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات فى عملية الاقتصاد القومى، والاقتصاد القائم على العلم والمعرفة، خاصة فى تطبيق مخرجات البحث العلمى وتحويلها لمنتجات ملموسة تخدم المجتمع المصرى، وأكد أن توافر بنية معلوماتية مهمة عن كل ما يتعلق بالدولة يعد إحدى أهم الآليات التى يتم تنفيذها من خلال القمر الصناعى، الذى يسهم فى متابعة مناسيب المياه والتبخر والمياه الجوفية، فضلاً عن متابعة التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها، بجانب ما يسمى بالشمول المالى فى الوصول لمصر من مؤسسات وهيئات.
محطة لرصد الأقمار الصناعية
ومن جانبه أكد الدكتور جاد القاضي ، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكيةوالجيوفيزيقية،بأنه تم جارى تنفيذ محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، باستخدام الليزر والأرصاد البصرية , وأشارإلى أن المحطة ستصبح ثاني أكبر محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي في العالم، بعد المحطة الموجودة في الصين والتي يبلغ قطر التلسكوب الموجود بها 60 سم فيما تم الاتفاق على أن يكون قطر التلسكوب في محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي نحو 120 سم.
خدمات فائقة السرعة
قال النائب أحمد البعلى وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب إن إطلاق مصر للقمر الصناعى “طيبة 1” والمتخصص فى أغراض الاتصالات، من أهم الإنجازات المصرية فى الوقت الحالى، لاسيما ومصر تعتبر من أوائل الدول العربية في إطلاق قمر صناعي فضائي متخصص , وأكد أن القمر الصناعى طيبة 1 يقدم الخدمات فائقة السرعة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المستوى المحلي والإقليمى ويمثل نقلة لمصر في مجالات تداول المعلومات والاتصالات الدولية.
وأضاف: أن إطلاق القمر الصناعى “طيبة 1” لأغراض الاتصالات يقضى على العديد من المشاكل الموجودة مثل بطء سرعة الإنترنت فى مصر ويساهم فى إنجاز العديد من المشروعات التى تسعى الدولة لإنجازها، والتى تعتمد بشكل مباشرة على الإنترنت.
وأوضح , أنه سيساهم فى زيادة سرعة الانترنت بصورة فائقة السرعة، والقضاء على مشاكل التعليم المتعلقة بالانترنت “التابلت”، واعتماد الحكومة الالكترونية على انترنت فائق السرعة، وبالتالى إمكانية ربط الوزارات ببعضها، كذا حوكمة البيانات وإنشاء قاعدة بيانات عامة للدولة.
ومن جانبها أعلنت الشركة الفرنسية “إيرباص للدفاع والفضاء ، أنه تم شحن قمر الإتصالات العسكرية المصري “طيبة من منشآتها الواقعة بتولوز في فرنسا ، إلى “غويانا الفرنسية” الواقعة شمالي أمريكا الجنوبية ، وأطلق ، من منصة الإطلاق الفضائي ببلدة “كورو” بواسطة صاروخ “أريان” المخصص لعمليات الإطلاق الفضائي.
وقام تحالف عالمى، مكون من شركتى إير باص وتاليس إلينيا سبيس الفرنسيتين أيضاً، وهما من كبرى الشركات العالمية العاملة فى مجال تصنيع الأقمار الصناعية، بتصنيع طيبة 1 وهو القمر الأول فى سلسلة طيبة، ومن المُقرر إطلاقه من قارة أمريكا الجنوبية يوم 22 نوفمبر الجارى، واختصت إير باص، بتصنيع القمر الصناعى على منصتها المعروفة باسم Eurostar E3000، التى تُعد من أحدث الطرازات من نوعها، والتى تتميز بالمرونة العالية، وكفاءتها المشهود.
و أضافت الشركة: أن القمر قد تم بناؤه بشكل مشترك بينها وبين شركة “تاليس ألينيا للفضاء ، حيث كانت إيرباص مسؤولة عن بناء القمر المصري على أساس الطراز و تجميعه واختباره، في حين أن تاليس ألينيا بصفتها الشريك الرئيسي في المشروع، كانت مسؤولة عن تصميم وبناء حزمة أنظمة الإتصالات ثنائية المهام على النطاق للإتصالات المؤمنة وذات النطاق العريض وهو مخصص للإستخدامات العسكرية.
كما يمكن استخدامه أيضا في التطبيقات المدنية , واختارت مصر أسم “طيبة” للقمر الصناعي وهي مدينة فرعونية تقع في الأقصر حاليا، وهي إحدى عواصم مصر في عهد الفراعنة، وكانت هذه المدينة مركز عبادة الإله رع , أما بالنسبة لرمز القمر الصناعي فتم اختيار “مفتاح الحياة”، وهو رمز الحـياة الأبدية عند قدماء المصريين، كان يستعمله المصريون الفراعنة كرمز للحياة بعد الموت، وكان يحمله الآلهة وملوك الفراعنة ,أعلنت الشركة الفرنسية أن وزن القمر الصناعى هو 5 آلاف و640 كيلوجراماً، وسيكون موقعه المدارى 35.5 شرقاً، وسيعمل على النطاق الترددى كا باند واسع النطاق.