إن الرب يسوع هو رجاء الإنسان الخاطئ. لا تظنوا أنه يحب الأبرار فقط ويهتم بهم هو قال “لم آت لأدعوا أبرارًا بل خطاة إلى التوبة” (مت١٣:٩ )
أسمعك تقول: لكن أنا خطيتي أثقل بكثير من أن تغتفر، ويحاول عدو الخير أن يصيبك باليأس، يستحيل أن توجد خطية أكبر من قدرة دم الرب يسوع، فاللص والعشار تبرر على يديه، قاتل وسارق فى غابات أورشليم بكلمة واحدة قالها للرب نال الفردوس، زانية احترفت الزنى وأصبح إسمها معروفاً فى المدينة كعلامة للنجاسة صارت من الأبرار الأتقياء، إمرأة ممسوكة بسبعة شياطين صارت من المريمات القديسات.
هو قال هذا “الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبنى البشر والتجاديف التي يجدفونها ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الأبد” (مر٣: ٢٨- ٢٩) يعنى شىء واحد فقط لا يغفر وهو أن الإنسان يرفض الله وعمله في حياته، هو بإرادته انفصل عن الله لكن مادامت هناك توبة ورجوع إلى الله فباب الرجاء مفتوح، مادامت فينا نسمة حياة فلن ينقطع للخاطئ رجاء مهما تكن محاولات التوبة متكررة.. كما يقول قداسة البابا شنودة : لا تقل إني بعد كل قيام اسقط ولكن قل إنى بعد كل سقوط أقوم.. أو كما قال أحد الأباء: فى اليوم الأخير لن يسألنا الله لماذا أخطأت؟ لكن سيسألنا لماذا لم تتب؟ باب التوبة مفتوح لك ولى كل يوم “الصديق يسقط سبع مرات ويقوم” (ام١٦:٢٤ )
إننا في احتياج أن نتذكر خبراتنا الرائعة مع الرب لكى يدب فينا دفء الرجاء. يوجد قديس بل واحد من تلاميذ المسيح له المجد المحبين لشخصه المبارك، فى ساعة ضعفه لعن الرب يسوع وانكره واكتنفه احباط شديد من تأنيب الضمير، فقام راجعاً لارتباك العالم وقال “أنا اذهب لأتصيد” (يو٣:٢١ ) فبدأ الرب قبل أن يعاتبه أن يذكره بخبرات العشرة الرائعة فجاء إليه على نفس البحيرة التى التقاه فيها يوم أن دعاه للخدمة وأراه معجزة صيد السمك وصنع معه نفس المعجزة فاصطادوا سمكاً كثيراً “لم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك ” ( يو٦:٢١) فقال يوحنا “هو الرب فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب اتزر بثوبه لأنه كان عرياناً وألقى نفسه فى البحر ” ( يو٧:٢١) وذاب قلبه شوقاً وحنيناً لأيام البركة والحب لشخص القدوس.. خبرة قديمة تذكرها بطرس الرسول أحيت فيه الرجاء “لا تشمتى بى يا عدوتى إذا سقطت أقوم . إذا جلست فى الظلمة فالرب نور لى ” (مي٨:٧ ).