عرض مهرجان القاهرة السينمائي اليوم فيلم “الذين بقوا” THOSE WHO REMAINED، والذي يدور في المجر في الحقبة التي تلت مرحلة ستالين والشيوعية في روسيا، حول طبيب 42 عاما، ترتبط به نفسياً ووجدانياً فتاة مراهقة بعد أن فقدت أمها وأبيها، وبعد أن فقد الطبيب هو أيضاً زوجته وابنته خلال فترة الحرب العالمية الثانية بسبب جرائم النازيين.
ويجد كل من الطبيب والفتاة ملاذاً في الآخر للتغلب على قسوة الوحدة والألم.. وينجح الطبيب -برقي شديد- في السيطرة على كل المشاعر الجسدية التي خلقتها رغبة الفتاة في البقاء ملاصقة له وحتى النوم إلى جواره لاحتياجها للحب وللاحتواء.. وتفهم الطبيب الشديد لهذا الأمر.. جعله رغم ارتباطه بها عاطفياً هو أيضاً.. لا يتجاوب مع كل محاولاتها لحضنه أو تقبيله.. وكانت تعبيرات وجهه الصامتة أكثر من رائعة، وهو يحاول السيطرة تماما على مشاعره التي فجرتها طوفان مشاعر الفتاة الجارفة.
== وفي لقاء مع المخرج المجري برناباس توث Barnabás Tóth عقب عرض الفيلم أوضح أنه ركز في الفيلم على الإنسانية وليس على تأريخ فترة الشيوعية التي حدث خلالها الفيلم، وقال إن الفيلم عن قصة قرأها منذ نحو خمس أو ست سنوات وأعجبه فيها طابعها الإنساني، وموقف الدكتور الأخلاقي الرائع رغم كل محاولات تعرضه للغواية.
==وفي سؤال للمخرج عن أيهما الأقوى تأثيرا السينما في هذا الفيلم أم تأثير الكتاب عن نفس القصة؟
أجاب المخرج إن السينما أفضل من يعبر عن الإنسانية، إذ تستطيع بالصوت والضوء والحركة وتعبيرات الوجه التعبير عن مشاعر الناس، والنور أو الظلمة التي داخلهم.. كما أني قد تركت مساحة للصمت لإعطاء بعداً آخر لشكل العلاقات.
== وعن مدة تصوير الفيلم، أكد المخرج أنه قد استغرق 19 يوماً فقط نظراً لأن ميزانية الفيلم كانت قليلة جداً.
== وعن شخصية البطل والبطلة في الحقيقية، وكيف حدث هذا التناغم بينها بهذه السلاسة “المصدقة” على الشاشة، وهل تطلب هذا تدريب طويل؟
فجر المخرج مفاجأة أن كل منهما يلعب دور عكس شخصيته في الواقع، فالفتاة هادئة جدا بطبيعتها وكان لابد من تحفيز آدائها لتيمة أسرع لتناسب المرحلة العمرية التي هي عليها، والدكتور رتمه سريع بطبيعته، وكان يجب إبطائه.. والإخراج هو الذي عمل على تضبيط الآداء في الشخصيتين.
وفي سؤال عن هل يمكن أن يكون وضع الفتاة المراهقة مع الطبيب أمرا عادياً ومقبولاً بالنسبة للمجتمع المجري الآن، لو جرت مثل هذه القصة في العصر الحالي؟
أجاب المخرج برناباس توث بأن هذا سؤال مهم جداً، وقال إن المجتمع لن يهتم بوجود فتاة تعيش مع رجل يعتني بها إلا في حالة انتقال دوره من مجرد راعي لها -كأب- لشخص يقيم معها علاقات مسيئة.. وبالطبع هناك مؤسسات في المجر مهمتها أن تتحقق من هذا الأمر لصالح الفتاة نفسها.