· هذه هي أشهر أمراض القلب!
· الفرق بين مرض القلب الحاد والمزمن!
· أهم التحليلات أو الأشعات التي يجب إجرائها لتشخيص مرض القلب
· الآلام المصاحبة لمشاكل بالقلب لا تحدث بالكتف الأيسر كما يتصور الناس
· العوامل التي تسبب الإصابة بمرض القلب!
كثيرا ما نسمع عن أشخاص مقربين منا (أقارب أو أصدقاء) يصابون فجاه بمرض القلب.. فيطل السؤال في ذهننا على الفور.. كيف حدث هذا المرض فجأة؟ ألا توجد مقدمات أو أعراض تنذر بوجود مشاكل في القلب؟ وكيف يمكن التعرف عليها؟ وهل توجد علاقة بين حرقان المعدة ومرض القلب؟ يجيب عن كل هذه الأسئلة دكتور نبيل نصيف أستاذ أمراض الباطنة والقلب في حوار مستفيض معه.
1. ما هي أعراض الإصابة بمرض القلب؟
= يجب التوضيح بداية أن أمراض القلب يتم تقسيمها لشقين، هناك مرض قلب حاد ومرض قلب مزمن، المعروف عند الناس هو مرض القلب الحاد، وطبعاً هناك أنواع عديدة لأمراض القلب، ولكن أشيعها أو ما اصطلح على تسميته بمرض القلب هو “قصور الشريان التاجي”، والذي بدوره له حالة حادة وحالة مزمنة…
الحالة الحادة هي الأزمة القلبية وقديما كنا نقسمها لذبحة صدرية غير مستقرة وجلطة في القلب، لكن الآن أصبحت تٌسمى على بعضها “متلازمة الشريان التاجي الحادة” وعلاجها وإجرائها يعتبر واحد. وهذه أعراضها عبارة عن ألم في الصدر.. والنوع الكلاسيكي منها عندما يأتي في الشريان الأمامي.. يحدث الألم في نصف الصدر، مش منطقه الثدي أو ناحية الشمال كما يتصور الناس، ويذهب الألم إلى الكتف الشمال، والذراع وممكن يتطلع على الفك.. ويصاحبه أعراض مثل (العرق والتكريع والميل للترجيع والهبوط والشحوب)..
وهناك أعراض غير تقليدية.. إن الألم يأتي في فم المعدة (يشبه آلام المعدة العادية جداً.. لأنه يأتي معها أيضاً ميل للقيء والتكريع).. فالناس تظنه حموضة أو تعب بالمعدة خاصة لو هناك تاريخ مرضي للمعدة من قبل.
ويوضح الدكتور نبيل: عامة الإصابة الحادة بالقلب دائما ما نربطها بما يسمى Risk Factors (عوامل الخطورة).. يعني في البداية بنشوف ماهي فرص إن مريض ما يصاب بمرض في القلب من عوامل مثل التدخين، السن، النوع (رجل أم امرأة)، والإصابة بالضغط والسكر والكوليسترول والسمنة وقلة الرياضة.. وهذه هي العوامل التي تؤدي للإصابة بمرض في القلب.
فكلما كانت هذه العوامل موجودة في التاريخ العائلي، نشك بالأكثر في إصابة المريض، حتى ولو الفحوصات الأولية مثل رسم القلب وما إلى ذلك طلعت سليمة.
وفي كل الأحوال نحجز المريض 24 ساعة تحت الملاحظة في رعاية القلب، ونعمل له رسم قلب وأنزيمات قلب.. وحتى لو طلعت سليمة نظل حاجزينه، ونعمل له الإجراءات الوقائية، ونعيد رسم القلب والأنزيمات ثلاث مرات بين كل منها من أربع إلى ست ساعات حسب الحالة.
ولا نترك المريض يعود الى منزله إلا بعد أن نتأكد مئة بالمئة أنه ليس لديه أزمه قلبية. وحتى لو المريض تم حجزه وتبين أنه ليس لديه أزمه قلبية، فلن يخسر شيء، بل على العكس لو صرفنا مريض ولم نتابعه وكان عنده أزمه قلبية، ممكن يفقد حياته، أو حتى لو عاش ممكن يفقد فرص التدخل العلاجي الأولي، بأن نتعامل معه بقسطرة أولية ودعامة ونفتح الشريان الذي قُفل بالجلطة..، ونرجع سريان الدم للمنطقة دي بالقلب.. وهذا يفرق جداً في التشخيص الخاص به على المدى الطويل بعد ذلك.. حتى لا يحدث له ضعف بعضلة القلب أو مضاعفات أو حالات القلب الحادة دي.
ويضيف: أعراض القلب المزمن طبعاً تكون مثل الأعراض الحادة ولكن على مصغر، وعلى مسافات، ولا تطول… يعني مثلاً، لما الإنسان يطلع سلم، أو لما يأكل يحصل له وجع وبعد كده الألم يروح (أو يفك من نفسه) .. وطبعا الوجع يحدث بأشكال غير متطابقة.
2. هل حرقان المعدة المفاجئ قد يكون مؤشر لعلة ما بالقلب كما يقال؟
= = بالطبع ممكن جداً، فلو كان الشريان الخلفي أو الأيمن بهما مشاكل ما، يكون الألم كله في “فُم المعدة”، وإن كنا لا نستطيع القول بأنه حرقان حقيقي بالمعدة لأن الحرقان يكون أكثر بالصدر.. بمعنى ممكن حرقان الصدر يكون مريء أو قلب.. وممكن حرقان المعدة يكون من المعدة أو القلب.. الفكرة كلها إن الأعضاء الداخلية لا تشعر، ومعظم هذه الآلام في أغلبها refer pain، أو ألم يحوله الجسم من الداخل إلى الخارج، فأصل الألم يكون ناتجاً عن مستقبلات الإحساس وليس من قلب الجسم من الداخل.
ولهذا نفس المكان ممكن يكون معبراً عن أكثر من مرض، (مثلاً “فُم المعدة” ممكن يعبر عن المرارة أو المعدة أو القلب أو القولون…) وهكذا… ولهذا يجب أن يكون هناك حرص شديد في التعامل مع حرقان المعدة.
3. ما أهم التحليلات أو الأشعات التي يجب أن يقوم بها الإنسان إذا ما تبين معاناته مع أي من هذه الأعراض؟
==: التحليلات والأشعات أصبحت مختلفة ومتعددة جداً.. فالآن.. رسم القلب العادي يعتبر مثل كشف وليس أكثر.. فبعده تتصاعد الفحوصات.. حيث أصبح لدينا “الإيكو” وهو تصوير تليفزيوني للقلب، وهو يبين العضلة والصمامات.. وعندنا “إيكو” بالمجهود العادي، و”إيكو” بالمجهود الدوائي، ونفس الشيء عندنا “مسح ذري” بالمجهود العادي وبالمجهود الدوائي، وعندنا طبعا الأشعة المقطعية المتعددة المقاطع على القلب بالصبغة، وعندنا الرنين على القلب والرنين على القلب بالصبغة…
ولهذا فإن المرحلة الأخيرة من التشخيص الآن، وهي القسطرة التشخيصية أصبحت تقريباً وسيلة علاجية، ونحن يجب علينا أن نشخص القصور الذي ليس حاداً بالفحوصات الأولية، بحيث نتأكد أن المريض محتاج فعلاً للقسطرة، وأن القسطرة التي ستوضع له ستكون علاجية مباشرة وليست تشخيصية.
وأوضح الدكتور نبيل : نحن نتصاعد مع المريض في الفحوصات والعلاج على حسب نتائج الفحوصات، إذ نكمل بناء على نتائج أول فحص سواء إيجابي أو سلبي، وعلى حسب تحسن أعراضه، وعلى حسب وجود أسباب أخرى للقلب في طريقنا، كشابة صغيرة مثلاً، وحدث لها ألم وعملنا لها فحوصات “إيكو” وقلب بالمجهود وكله طلع سليم، وعملنا موجات فطلع أن فيه مرارة، فكده عرفنا السبب وأنه بعيد عن القلب، على عكس رجل خمسيني عنده السكر والكوليسترول ومدخن، فهذا نعمل له فحوصات القلب لأقصى درجة، حتى ولو كل الفحوصات الأولية طلعت سليمة؛ لأن هناك عيوب لا تظهر إلا بالفحوصات المتقدمة، ونحن لا نحب أن نفاجئ بالمرض، بل أن نذهب إليه حتى نسبق المرض في العلاج بدلاً من أن يسبقنا المرض ويداهمنا.
وفي حياتنا اليومية أصبحنا نحن من نبحث عن المرضى ولا ننتظر حتى أنهم يشتكوا؛ بمعنى أن الناس التي عندها سكر أو كوليسترول عالي أو تاريخ عائلي قوي نبدأ نعمل لهم فحوصات قلب قبل ما تكتمل الأعراض عندهم، كي نقوم بكافة الإجراءات الوقائية الممكنة.