أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة ل”وطني” عقب إنتهاء اجتماعها مع الإداريين والعاملين بجهاز شئون البيئة بمحافظة البحيرة، على أن الوزارة بدأت موسم مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة والمعروفة بـ”السحابة السوداء” وساعدنا في ذلك وعي الفلاح بعد إدراكه للقيمة الاقتصادية التي تعود عليه من جمع قش الأرز وبيعه، فأصبح يستخدمه كأعلاف وأسمدة، ما دفع عدد من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لبيع القش في صورة سماد علي مدار العام.
وأضافت وزيرة البيئة، أن الجديد في المنظومة أننا نسعى لتكبير مشروع جمع قش الأرز من خلال مشروعات استثمارية خاصة وأن محافظة البحيرة معروفة بأن لديها باع كبير في الزراعة ولديها كميات كبيرة من المخلفات الزراعية التي من الممكن إعادة استخدامها مرة أخري.
كما أضافت وزير البيئة، أن كل المخلفات الزراعية سواء الناتجة عن الموالح أو حطب الذرة تم إدراجها في إستراتيجية المخلفات الزراعية التي قامت بها وزارة البيئة وتم تحديد نوع المخلف علي مستوي الجمهورية وكيفية إعادة استخدامه مرة أخري في إنتاج الورق أو الأعلاف أو الأسمدة وكذلك في تشغيل مكامير الفحم.
وأكملت وزير البيئة، أنه فيما يخص مشروع إنشاء مصنع للبتروكيماويات في مدينة إدكو، فتم مراجعة تقييم الأثر البيئي لإنشاء المصنع بالتنسيق مع محافظ البحيرة، وكان لدينا بعض الملاحظات علي دراسة المشروع وتم إعادة مراجعتها مرة أخري وحصلت علي الموافقة المبدئية، وسيتم متابعة العمل أثناء الإنشاء لاتجاه الرياح وكذا الالتزام بالاشتراطات التي وضعها جهاز شئون البيئة لمن سيقوم بإنشاء المصنع.
جاء ذلك عقب إنتهاء اجتماعها مع الإداريين والعاملين بجهاز شئون البيئة بمحافظة البحيرة، بحضور اللواء هشام آمنة محافظ الإقليم، وذلك بمجمع دمنهور الثقافي عقب زيارتها الميدانية لتفقد أماكن تجميع قش الأرز بكوم حمادة.
حيث قامت وزيرة البيئة بتفقد موقع متعهدي تجميع قش الأرز بنطاق قرية الطود، حيث يوجد بكل موقع كمية تتراوح ما بين 500 إلى 1000 طن من قش الأرز ويحصل المتعهد على دعم من وزارة البيئة عبارة عن مكبس مدعم من جهاز شئون البيئة يقوم بتجميع كميات القش من المزارع وتوريدها لمزارع الإنتاج الحيواني والشركات ومزارع الدواجن محققًا أرباحا مجزية.
وقالت وزير البيئة أن العاملين هم الأذرع الحقيقية للوزارة، وقاموا بتحقيق إنجاز كبير خلال الفترة القصيرة الماضية من خلال أماكن التجميع والكبس والفرم لناتج محصول الأرز للخروج إلى مشروعات استثمارية كبيرة.
وأوضحت وزير البيئة أن وزارة البيئة تقدم دعماً فنياً لجميع المحافظات كمكتب استشاري فني وأن كل المخلفات الزراعية تم إدراجها في إستراتيجية المخلفات الزراعية، وأن السحابة السوداء كان لها تأثيراً بيئياً وصحياً بكافة محافظات الجمهورية والآن أصبح للقش قيمة اقتصادية، مؤكده على استمرار العمل طوال العام حيث ارتفعت عدد ساعات السكون هذا العام وأصبحت أعلى من العام الماضي.
وأضافت وزير البيئة، قائلة: ممكن أن يعمل فرع جهاز شئون البيئة طوال العام وليس في فترة ظهور السحابة السوداء فقط، فدورنا أن نقف بجوار المواطنين وطمأنتهم، وأن طبيعة عملنا كبيئيين فنحن مسئولين عن صحة المواطنين وخدمتهم والحفاظ علي البيئة نظيفة باستمرار، بالإضافة إلي توعية المواطنين بالحفاظ علي البيئة بأنفسهم.
حيث قامت الدكتورة منى شهاب مدير إدارة البيئة بمحافظة البحيرة، باستعراض ما تم إنجازه خلال الموسم بنطاق محافظة البحيرة، حيث تم فتح 16 موقع تجميع للقش بمراكز المحافظة وتم تجميع كمية إجمالية قدرت بـ5000 طن حتى الآن وبلغت نسبة حصاد المساحات المنزرعة حتى الآن 30% ولم يتم تحرير سوى عدد 17 محضر منذ بدء موسم الحصاد وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
كما استعرضت مدير إدارة البيئة بالبحيرة، منظومة النظافة والجهود المبذولة للارتقاء بها بمدن ومراكز المحافظة، حيث يتم رفع 4500 طن يومي قمامة ويوجد بالمحافظة 3 مصانع تدوير قمامة و3 مقالب عمومية و787 معدة بتكلفة بلغت 72 مليون جنية بالإضافة إلى 10 مليون جنية صيانة وتم استكمال المنظومة كاملة بمجالس المدن ودعمها بعدد 21 سيارة مكبس سعة 20 طن و20 مكنسة و1880 صندوق قمامة تم التعاقد عليها وتوريدها، لافتةً إلى إن إجمالي عدد العاملين بمنظومة النظافة 3226 عامل ما بين مشرف وعامل وسائق و117مليون جنية خطة المحافظة الاستثمارية لتحسين البيئة.
وفي كلمته أكد محافظ البحيرة، على دعم الوزارة لمحافظة البحيرة للارتقاء بالمنظومة البيئية وأثنى على الأداء المشرف للعاملين بالجهاز من خلال تكثيف الحملات الدورية بالمنظومة الجديدة وجهودهم المبذولة للحد من السحابة السوداء.
كما أكد محافظ البحيرة على أن المنظومة البيئية تلقى دعماً ورعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وتعاون وتنسيق كامل بين وزارة التنمية المحلية والبيئة، مشيراً إلى أن محافظة البحيرة تستهدف استكمال دعم المنظومة هذا العام بمبلغ 82 مليون جنيه، مشيراً إلى أنه قد أصبح هناك وعياً كاملاً بين المواطنين بضرورة الحفاظ على البيئة وبين المزارعين حيث أصبح للمخلفات الزراعية قيمة اقتصادية واستخدامات متعددة.