القى البابا تواضروس الثاني كلمة أثناء تكريمه بجامعة حلوان صباح اليوم وقال فيها:
” في هذا الصباح الكريم أسعد كثيراً لوجودي معكم في هذه الجامعة الأساتذه الأجلاء ..معالي السيد الوزير دكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي و البحث العلمي والدكتور ماجد نجم رئيس الجامعة و السادة النواب وشباب الجامعة، وكل الحضور …أسعد أن أكون معكم في هذا الصباح وفي بداية عام دراسي جديد وفي شهر أكتوبر الذي يحمل ذكريات غالية جداً، تحية لكم وسلام وفرحاً وتقدماً في كل شئ يترقي أن أكون بينكم بين أساتذه يعلمون أجيال وينهضون بالوطن ويسعون من اجل تحقيق المعرفة ليتقدموا من اجل وطننا، أود أن أوجه كلمتي للشباب و الشابات عندما نجتمع اتذكر عندما كنت طالباً في الإسكندرية وهذه الذكريات تعطينا ذكريات في فترة من الفترات التي نقضيها واسمحوا لي أن اتحدث عن موضوع ربما لم يكن واضح أمامنا جميعاً وهو محركات الحياة ما الذي يحرك حياتك؟.”
واستطرد البابا قائلا : ” انت في بداية حياتك تستعد للدراسة و للتخرج ثم العمل ثم الانطلاق للحياة العملية الواسعة، ربما يوم تحتل منصب عالياً كبيرا علي مستوي العالم، أريد أن احدثكم عن محركات الحياة .سأذكر أربعة محركات تحرك حياتنا كشباب وشابات
1- المعرفة
ربما تكون هي التي تحركنا في الحياة، و المقصود بها العلم و البحث عنه، هي التي تقود حياة الانسان ففي الجامعة تتحركون للبحث عن الجامعة بكل فروعها تحديداً العلوم الطبيعية، ومنذ بداية تاريخ البشرية بحث الإنسان عن العلم وشيد الحضارات وصنع المنتجات وكان محرك العلم سبباً لجعل حياة الانسان أكثر راحة وامتلئت البشرية بالاختراعات النافعة وغير النافعة وأقول أن بعض الاختراعات كانت ضارة وسبباً في صنع ألات الحرب وهدمت حياة البشر و علي مر العصور وجدنا العلم وقد صرنا أكثر كسلاً بسبب كثرة المخترعات التي اعتدنا علي الراحة ومع الاختراعات الكثيرة صار الانسان أكثر كسلاً وتسبب ذلك في أمراض كثيرة فيجب أن ينتبه الانسان لهذا الثروة الوحيدة لنا هو الوقت وندقق في البحث عن المعرفة و العلم بالحكمة لا الجهل …الحكمة التي تبني وننبه لهذا المحرك الذي يرفع من قدر الشعوب .
2- البحث عن النفس
من أشهر أقوال السيد المسيح ماذا ينتفع الانسان اذا ربح العالم كله وخسر نفسه وهذا السؤال وجودي لكل إنسان يحمل أهمية البحث للإنسان ومنذ فجر التاريخ تحرك الانسان بحثا عن الوجود وخالقه وعن نفسه وعن من خلقه وبحث في عقله وقلبه وانشئت الأفكار وصنع فن الحوار وحاور الخالق وكما ذهب البعض لاكتشاف الذات ذهب الاخرون لاكتشافات سلبية وصارت هناك موجات إلحاد تسود العالم وقام أخرون بالتحقير من الذات البشرية وجعلوا حياة الانسان بلا معني فقاد ذلك النفوس إلي اللامبالاة و الأذي الجسدي مثل الادمان و الشذوذ وأنت يجب أن تبني ذاتك بناءاً صحيحاً و الانسان يجب أن يحيا لأنه خلق لأجل هذه ودراستك في الجامعة مع الاساتذه الأفاضل لكي تتعرف علي الهدف الذي خلقت لأجله و الله لم يخلق انسان دون فائدة فأبحث عن معني وقصد الله في وجودك.
3- الجمال
محرك البحث عن الجمال في كل الفنون وكل تعبير جمالي فني وقد بحث الإنسان القديم عن الجمال وكان القدماء المصريين من رواد فنون الجمال و الفن يحول الفراغ لما هو جميل ومقدس، الفنانون و الادباء حركتهم المشاعر كما قال الحكيم أيضاً صنع الكل حسناً في وقته …و الجمال خلق حولنا علينا أن نسعي لإكتشافه الموسيقي تؤثر علي الانسان و الشباب وصارت أنواع معينة تسبب حالات ادمان ولذلك احترس وانت تبحث عن الجمال ابحث عن الجمال الحقيقي في الارض و الطبيعة و الحياة التي تحياها البحث عن الجمال في كل العلوم و الفنون و الاداب التي تقدم وتبحث عنها في دراستك.
4- المحرك المفقود (المحبة)
لقد خلق الله الكون بالمحبة وكانت إرادة الله أن نعيش بالمحبة ولكن بحث الإنسان عن القوة و الغلبة و المشاعر السلبية التي جعلت الأخ يقتل أخيه وبدلاً من أن يحرك البشر للحب حركة للكره و القتل و المحبة …محرك يمكن أن يوجهك خاصة في اتجاه البشر أي الانسان الذي عندما تتعامل معه كأنك تتعامل مع الله وكأن الله قدمه إليك فأسعي أن تبتعد عن كل المشاعر السلبية وساعد الأخر
يمكن أن تكتب صفحة جديدة في حياتكم وفي تاريخ الوطن عنما تعلي من شأن المحبة لكل أحد عندما يمتلك الانسان المحبة يسعد ويفرح ويقدم كل شئ للأخر و الله سيسألنا عن مقدار المحبة التي قدمناها فهي الرصيد الوحيد لنا في السماء .
في نهاية كلمتي احيكم جميعا داعياً من الله أن يمنحكم حياة مثمره مليئة بالمحبة نحو كل البشر و الطبيعة نحو الوطن و الأسرة وشبابنا اصحاب الارادة و محبة الوطن واختم بهذا الجزء من القصيدة
إذا الشّباب يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
بهذه المحركات (المعرفة،الذات،الجمال،المحبة) تتمتع بحياتك وسوف تكتشف الخطة التي وضعها الله لحياتك.