لكي يحب التلاميذ الكتاب المدرسي, لابد من البحث عن الشكل المفضل عند القارئ الصغير لهذا الكتاب- مثلا, يحب الصغار قصص الرسوم المتتالية (الاستربس) في المجلات الموجهة إليهم- وقد وجدت كتب فرنسا وألمانيا للمرحلة الابتدائية تستخدم, بتوسع, هذه الشرائط المرسومة في كثير من الكتب المدرسية.
كذلك يحب الأطفال أن تكون كل معلومة مصحوبة برسم ملون واضح, وهو ما نجده في كل كتب المعلومات والثقافة العلمية علي مستوي العالم, لذلك لابد من تقسيم المعلومات إلي فقرات غير طويلة, وأن تكون كل فقرة مصحوبة برسم ملون واضح متقن.
كذلك ينشغل الأطفال بالكلمات المتقاطعة, لذلك تستخدم بعض الدول هذا الأسلوب في الكتب المدرسية, علي أن تكون الكلمات المطلوب التعرف عليها مستقاة من المادة الدراسية التي يدور حولها الكتاب.
ولكي يتردد الطالب علي مكتبة المدرسة, لكي يقرأ ما يمكن أن يرتبط بالمنهج والكتاب المدرسي, لابد أن تكون المكتبة مفتوحة طوال اليوم الدراسي, ولمدة نصف ساعة قبل بدء الدراسة, ولمدة نصف ساعة بعد انتهاء اليوم الدراسي, كذلك لابد أن يتعرف المدرسون علي ما يوجد في المكتبة المدرسية من كتب, وأن يصحب المدرس معه إلي الفصل, عند شرح موضوع معين, كتبا من المكتبة مرتبطة بالموضوع الذي سيشرحه في حصة معينة- وفي هذا لابد من التوسع في استخدام دوائر المعارف, وتشجيع المدرس تلاميذه علي البحث فيها حول كل ما يرتبط بما ورد في الكتاب المدرسي, لذلك عليه أن يحث طلبته علي التردد علي المكتبة للاستزادة من المعلومات حول ما يعرضه في الفصل من كتب ومعلومات.
كذلك لابد للتلميذ أن يتنبه إلي ما يقدمه المدرس من شرح في الفصل, فإن هذا يسهل كثيرا الاستفادة من الكتاب المدرسي.
وفي البيت, لابد للتلميذ من تعديل عادات استخدام الكتاب المدرسي, فلابد من تخصيص مكان في البيت للمذاكرة, وأن يقوم التلميذ بترتيب كتب المدرسة علي نحو يجعل من السهل عليه الوصول بسرعة إلي أي كتاب يبحث عنه. مع تحديد أولويات في كل يوم لما ستتم مراجعته في كل يوم, فلا ينتقل عشوائيا من مادة إلي أخري, ولا يبدأ في مراجعة ما تلقاه في يومه المدرسي من مادة معينة ثم يتركها قبل أن يتم مراجعة ما تلقاه من تلك المادة في نفس اليوم, وينتقل إلي مادة أخري, ذلك أن التركيز في مراجعة مادة واحدة في الوقت الواحد, يساعد المخ علي التركيز والاستيعاب- وأن تتم المراجعة يوما بيوم, بغير ترك المراجعة تتراكم وتتزاحم, فلا تأجيل ولا تأخير لعمل اليوم إلي الغد.
كذلك علي الأسرة تهيئة الجو المناسب الهادئ للمذاكرة, لتنمية قدرة الأبناء علي التركيز, فلا نشغل الأبناء والبنات بصوت التليفزيون أو الراديو.
إن الأبناء عندما يجدون الكبار يحرصون علي إغلاق هذه الأجهزة أثناء فترة الاستذكار, يشعرون باهتمام الكبار بأن يهيئوا لهم فرصة التركيز للمذاكرة, وبالتالي تجد الأسرة استجابة إيجابية فورية من الأبناء عندما يقومون بحماس بمراجعة كتبهم المدرسية.
كذلك لابد للكبار أن يبتعدوا بالضيوف عن مكان استذكار الصغار, ذلك أن حوار الضيوف مع الأهل كثيرا ما يشتت ذهن الصغار بعيدا عما يحاولون مراجعته واستذكاره.
أخيرا علي الأسرة أن تقرأ أحيانا للصغار بصوت مرتفع من كتبهم المدرسية, وعلي وجه خاص من السنة الأولي حتي نهاية السنة الثالثة الابتدائية, أو تطلب بحب من الصغار قراءة بعض ما أعجبهم من كتبهم المدرسية, مع التركيز من الكبار علي ما يقرؤه الصغار, وإثارة بعض الأسئلة حوله -ذلك أن شعور الصغير باهتمام الكبار بمواده الدراسية, وسيلة سحرية فعالة لإقباله علي قراءة كتابه المدرسي وفهمه واستيعابه.
يعقوب الشاروني
E.mail: [email protected]