سيطرت مشاعر الحزن على القيادات الكنيسة وشعب كنيسة مارجرجس بحلوان التي اشتعلت فيها النيران يوم الأحد الماضى، بعدما التهمت النيران محتويات الكنيسة من الداخل و دمرتها بشكل كامل و لم يتبق منها سوى حوائط حجرية. وتعد كنيسة مارجرجس بحلوان من أقدم الكنائس حيث انه تم بناؤها عام 1898 أى منذ 121 عاما و هى كنيسة أثرية ، وتتميز ببناء خشبي بالكامل وتصميم فريد.
” أتمنى إعمار كنيسة مارجرجس فى أقرب وقت “هكذا تحدث الينا القمص سمعان سمعان – كاهن كنيسة مارجرجس حلوان، وقال : نحاول أن نصلى فى نفس المكان الذى احترق بالكامل الذى لم يعد منه سوى حوائط حجرية يمينا و يسارا فقط ، ولكن هذا لن يمنعنا من الصلاة واقامة القداسات فليس لدينا مكان أخر غيره للصلاة .
عن تاريخ بناء الكنيسة قال القمص سمعان: الكنيسة عمرها حوالى 121 عاما فلقد تم بناؤها فى عام 1898 من قبل الجالية الألمانية، و فى 1971 قام نيافة الأنبا بولس أسقف حلوان آنذاك بشراء الكنيسة وضمها لكنائس إلى الطائفة الأرثوذكسية ، ومنذ شرائها و نحن نحافظ على الطراز المعمارى للكنيسة فهى تعد من الكنائس الأثرية و حتى حينما كنا نقوم بأى تجديدات كنا نحرص على الحفاظ على طرازها المعمارى حتى تظل لها ميزتها الخاصة بها ، و لكن سمح الله بما حدث و نحن جميعا نؤمن أن كل الأشياء تعمل معا للخير و أتمنى إعادة إعمارها فى أقرب وقت .
القمص إبرام ميخائيل – وكيل مطرانية حلوان والمعصرة قال: ” الكنيسة كلها احترقت حتى اخرها و دمرت بالكامل، ولأنها كانت مصممة منذ 121 عاما بأنها تحميل خشب لا يمكن بناء خرسانة عليه و لا تحتمل مسلح ، فهل سيتم تجديدها على ذات الطراز الخشبى مرة أخرى و هذا قد يعرضها لخطورة تكرار ما حدث من كارثة ، أم أننا سنعمل على اصدار تراخيص بالهدم واعادة البناء مرة أخرى .
وأضاف القمص ميخائيل جرجس كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بحلوان ووكيل مطرانية حلوان والمعصرة: تلقيت خبر نشوب الحريق بكنيسة مارجرجس العريقة بحلوان بمزيد من الحزن، ونشكر الله انه لايوجد إصابات أو خسائر في الأرواح ولنصلي جميعا نحن كهنه الايبارشية بقلب واحد ان يسند الله ملائكة الكنيسة الاحباء المباركين القمص سمعان سمعان، والقمص أندراوس عزمى، ومجلس وشعب الكنيسه ولنثق جميعا في عمل الله .
تجدر الإشارة إلى أن كنيسة مارجرجس عمرها ١٢1 سنة، حيث انشأت من قبل الجالية الألمانية فى ١٨٩٨، واستمرت الخدمة بها حتى قيام الحرب العالمية الأولى “١٩١٤ – ١٩١٨”. وبعد انتهاء الحرب وهزيمة ألمانيا توقفت الخدمة في الكنيسة ، ظلت الكنيسة مغلقة ومهملة لعقود. وفي عام ١٩٧١ تمكن المتنيح الأنبا بولس أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة آنذاك من شرائها من المسئولين الألمان مع الأرض الفضاء بجانبها، وقد جدد مبانيها على قدر الإمكان وتم تكريسها بأسم كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس.
كما أن الكنيسة شهدت توسعات عام 1993 و تم بناء 7 حجرات للخدمات المختلفة بالاضافة إلى إنشاء مكتبة للكتب الدينية و آخر للاستعارة و مكتبة صوتيه . والكنيسة كانت تضم ايضا حجرة كمزار بها 18 مقصورة تحوى رفات القديسين .
جدرانها المجلدة بالأخشاب بالكامل كانت تزينها 16 أيقونة وإايقونة كبيرة للسيدة العذراء وأخرى للشهيد مارجرجس، لكن كل ذلك ألتهمته النيران التي اشتعلت بسهولة بسبب اعتماد مبنى الكنيسة على الخشب فى البناء بشكل أساسى.
فورا إندلاع الحريق قامت قوات الحماية المدنية العمل للسيطرة على الحريق، كما تم إخراج رفات القديسين التى كانت موجودة بالكنيسة.
وتفقد خالد عبد العال محافظ القاهرة يوم الاثنين الماضي الكنيسة، واستقبله نيافة الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة وعدد من الآباء الكهنة. وأصدرت إيبارشية حلوان بيانًا أكدت فيه على صلاة الايبارشية من أجل وطننا الغالي مصر, وخاصة كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس شرق حلوان التابعة للإيبارشية والتي تعرضت للحريق.
وذكر البيان الصادر اليوم عن إيبارشية حلوان والمعصرة أن قوات الدفاع المدني تمكنت من السيطرة على الحريق، كما أعلنت أن الحريق تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بمبني الكنيسة دون وقوع أى إصابات بشرية جراء الحريق.
وأكدت الإيبارشية أن الأجهزة المختصة تقوم بعملها حالياً لمعرفة أسباب إندلاع الحريق، كما أعرب نيافة الأنبا بيسنتي عن أسفه لما حدث، مصلياً إلى الله من أجل إعادة بناء الكنيسة وأيضاً من أجل آباء الكنيسة وكل أبنائها وشعب الإيبارشية.