أحيانا يراودنا الخوف من الفشل حياتنا، وأغلب مشكلاتنا النفسية سببها الخوف من الفشل فيما نفعل، ربما إذا راجعت ماضيك فإنك ستكتشف أن بعض قراراتك السابقة كنت تتخذها بدافع الخوف، وهناك قرارات مستقبلية سوف تكون أيضا متأثرة بالخوف من الفشل.
إذا لم تنجح في التغلب على خوفك من الفشل ستفقد الدافع للتقدم وسيسبب خوفك تجنبك روح المخاطرة لذا لن تبدع أو تبتكر في حياتك، وستعيش منغلق وسجين حياة الخوف، وهذا الخوف يسبب “الفشل الحقيقي”.
أما من لا يخاف الفشل، سوف يخاطر ويبدع، ويسقط ثم يقوم مراراً وتكراراً حتى يصل إلى هدفه. كلاعب الكرة الذي يعتبر الوقوع بالنسبة له أمر حتمي، فيجب عليه أن يتدرب لكي يحصل على مهارات الوقوع التي لا تعرضه للإصابة ليقوم مرة أخرى، ولذلك يجب أن نتعلم كيفية التعامل مع الخوف والسعي لتجنبه أوتفاديه.
وهناك آخرون يخافون عدم الوصول إلى النجاح وغالباً يصابون بما يعرف بـ”هوس الكمال” فدائما فرحتهم مؤجلة وسعادتهم محجوز عليها لأنهم ينتظرون شيئا لا يأتي سريعاً وهو تحقيقهم للكمال المطلق! ويتولد لديهم شعور مستمر من عدم الرضا.
ولكي نتغلب على الخوف من الفشل عليك أن:
1- تحرك إلى الأمام واتخذ خطوات جريئة، فالخوف من الفشل يشل الإنسان ويؤدي إلى الفشل الحقيقي، أما التحرك إلى الأمام بشجاعة فيعطينا القدرة على تغيير الأحوال للأحسن.
2- أصبر لأن الأشخاص الناجحين في الحياة هم الذين لا يصابون باليأس، فعندما تجرب شيئا ما وتفشل، جرب طريقة أخرى ولا تتوان أوتفقد عزيمتك. أديسون مخترع المصباح الكهربائي بعدما جرب عشرة آلاف نموذج فاشل للمصباح قال: “إنني لم أفشل ولكنني نجحت في اكتشاف عشرة آلاف طريقة لا تصلح لعمل المصباح الكهربائي!”. لو أوشكت على اليأس من أمر ما، أطلب رحمة من الله واستمد قوتك من خالقك وعاود المحاولة.. واحذر اليأس فإن كثيرين يتوقفون، وهم على مشارف النجاح!
3- أفهم المعنى الحقيقي للنجاح الذي ينتج من تراكم الخبرات والتعلم من أخطاء الآخرين، فلا نستسلم لأوهامنا الأفلاطونية عن النجاح. فمن المهم والمفيد أن نعرف أن النجاح مشوار لا يقاس بصورة مطلقة، فليس النجاح هو ما وصلنا إليه الآن، ولكنه المقدارالذي به تحركنا إلى الأمام بالمقارنة بالأمس، فإن كنت تتقدم إلى الأمام ثلاث خطوات ثم تتقهقر خطوتين، فإنك بذلك تتقدم خطوة للأمام وبذلك فإنك تعتبر شخص ناجح!
قد لا تلاحظ نجاحك وتغييرك الآن، فقد تمضي وقتا في المشاهدة والملاحظة والاستيعاب، ثم يأتي بعد ذلك الوقت الذي تنفتح فيه عينيك، فتجد نفسك ناجحاً ومنطلقاً للأمام.
4- استغل كل فرصة أمامك لتتعلم شيئاً جديداً، فالنجاح يقاس بمهاراتك واجتهادك في عملك، لأن القياس العادل للنجاح يضع في اعتباره الأحوال المحيطة بك والمؤثرة عليك، فمن يكمل تعليمه في أحوال أسرية صعبة هو أكثر نجاحاً ممن يتفوق في أحوال أسرية مثالية، ومن يحافظ على عمله بالرغم من تحديات المرض هو أكثر نجاحاً ممن ينال ترقية في ظل أحوال سهلة.
5- النجاح الحقيقي هو أن تعرف مواهبك وإمكانياتك وتستغلها وتوظفها بالشكل الصحيح، فالشخص الناجح هو من لا يضيع وقته ومجهوده محاولاً أن يكون شخصاً آخر، وإنما يجتهد ليعرف نفسه ويستثمر إمكانياته أفضل استثمار كي يحقق دعوته الفريدة في الحياة، وليس من الضروري أن تكون لديك مواهب نادرة لكي تكون شخصاً نافعاً في الحياة، لكن المهم هو أن تكتشف مواهبك وإمكاناتك.
ومع مواجهة الحياة بكل تلك الخطوات نستطيع أن نطرد خوفنا خارجاً ونقول للخوف “كش ملك”..