نظمت سفارة اليونان بمصر بالتعاون مع مؤسسة اليونان الثقافية ودار الأوبرا المصرية، على مدار يومين، فعاليات النسخة الخامسة عشر من منتدى كفافيس الثقافي بعنوان المدينة السياسة والثقافة، لينتقل بعد ذلك المنتدى إلى الإسكندرية.
حضر الفعاليات في القاهرة، نيكولاوس جاريليدس Nikolaos Garilidis سفير اليونان بمصر، وأثينا أثناسيو ، نائب رئيس مؤسسة الثقافية اليونانية، يورجوس خولياراس yorgos chouliaras ، شاعر ورئيس اتحاد الكتاب اليوناني ورئيس اللجنة العلمية لمنتدى كفافيس، وأ.د. أحمد درويش عن لجنة الجائزة، وأمير نبيه، رئيس الإدارة المركزية للاتفاقيات الدولة والبرامج الثقافية، و د. شريف عوض، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجنة الثقافية.
أعلن أ.د. أحمد درويش، رئيس لجنة جائزة كفافيس، وهم: في الشعار” أحمد بخيت”، وفي السرد، الناقدة والأديبة “اعتدال عثمان”، وفي النقد الأستاذ الدكتور “يوسف نوفل”. وقال درويش: “في هذه الفعالية الثقافية تلتقي فيهم أعرق حضارتين في التاريخ، فلم تتعلم الدنيا قديمًا إلا من المصريين واليوناين، وكانت هاتان الحضارتان، والباحثون المحدثون يتحدثون عن اثينا السوادء “الإسكندرية” في مقابل اثينا البيضاء، وبرستد في فجر الضمير قال: إن مصر واليونان تبادلا غرس الحضارة والوعي . واليوم نحن نلتقي بشخصية شاعر كبير وهو كفافيس وقد عاصر شاعر كبير هو شوقي، ومن المصادفات اننا بالأمس فقط اطلقنا جائزة امير الشعراء احمد شوقي. إن كفافيس ولد قبل احمد شوقي بأربعة أعوام 1864 ومات بعده بسنة واحدة 1933 وشاركا معًا في رسم نبض الحضارة المصرية ورسم نبض حضارة الانسان، فهو رجل سكندري مصري، ومن الخير لكليهما أن يقام حولهما دراسات مقارنة. وإذا كنا بالأمس قد أطلقنا جائزة أحمد شوقي بمرور قرن ونص على ميلاده فإن اصدقائنا اليونانيين سبقونا منذ أربعين عامًا في إحياء ذكرى شاعرهم وشاعرنا أيضًا وفي هذا الإطار رحبت وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة بمقترحات السفارة اليونانية باختيار الذين يفوزون بالجائزة هذا العام.”
أما نيكولاوس جاريليدس، سفير اليونان بمصر، فتطرق خلال المؤتمر الصحفي إلى العلاقات بين مصر و اليونان والتي سبقت الإسكندر المقدوني بقرون عديدة، ملمحًا إلى أهمية حكم محمد علي في تلك العلاقات؛ حيث أحضر أعداد كبيرة من اليونانيين إلى مصر والذين بدورهم رحبوا بها كوطن لهم، فقدموا لها الكثير وقدمت لهم الكثير أيضًا.
وتحدث عن كفافيس واصفًا إياه بـ”أهم سمات التفاعل الحضاري بين البلدين”، والذي يشار له في الأدبيات الثقافية- بحسب سفير اليونان- بـ”السكندري الكبير”. ولفت إلى أنه يعتبر من أهم ممثلي “يوناني الشتات”.
وأوضح جاريليدس أن منتدى كفافيس وُلد منذ 36 عام، في 28 عام الاخيرة صار منتدى كفافيس، فعالية دولية، وصارت جائزة كفافيس من أهم الجوائز الأدبية، التي تمنح من قبل الدولة اليونانية بشكل عام، مشيرًا إلى أن المنتدى هذا العام له ثلاث محاور؛ الكلمة وفيه يتم عرض ومناقشة دراسات ووجهات نظر لباحثين وأكاديميين عن شعر كفافيس، وعن الحضارة والسياسة وعلاقاتهم بالسياسة، والصورة؛ حيث يقام معرض فني على هامش المنتدى بعنوان “ذاكرة خفية”، صممته الفنانة ماريا ستفيوسي وهو عن مدرسة افيروف اليونانية بالإسكندرية، أما الصوت؛ فهو حفل فني قدم فيه الفنانان “كوستاس ثومائيذيس” و”ريتا انتونوبولو” وعاز البيانو “تاكيس فارازيس” مع خالد شمس وفرقته، أشعار مغناه لكبار الشعراء اليونانيين والمصريين، وهو الذي أقيم في الأول من أكتوبر.
فيما قال خلال تسليم جائزة المنتدى: “إن أهمية هذا المنتدى تعود إلى أهمية هذا الانسان، كفافيس، وإلى الامتزاج بين الثقافات والمجتمعات التي احتضنتها مصر على مدار التاريخ، وهي المجتمعات التي اعطت وابتكرت وعممت الفائدة واستفادت من وجودها في بلد النيل.”
وتابع حديثه قائلًا: “إن كفافيس، الشاعر اليوناني، ينتمي إلى الإسكندرية وهو ثمرة من ثمار الاسكندرية وفي ذات الوقت ، ويعتبر أهم ممثل لهذا المجتمع الذي يحتضن الثقافات المختلفة، انه مجتمع يتمثل في قبول الآخر وهذا هو المفهوم الذي نحتاج إليه اليوم، ورغم السنوات التي قد مضت فإن أعمال كفافيس مازالت تلهم وتؤثر وتستمر باقية بذات الاهمية لإنها في الواقع تتعرض إلى الروح الانسانية. هذا المنتدى الثقافي يحاول ان يقدم لنا الفكر المتعدد الأشكال والصور عند كفافيس، هذه الاشكال المتعددة هي في الواقع ما عبر عنه من خلال شعره واعماله التي تبوءت مكانة عالمية ويدرسها آلاف البشر الذين اصبحوا متخصصين في عمل هذا الشاعر السكندري الكبير.”
ونقل السفير اليوناني تحيات رئيس البرلمان اليوناني السيد قسطنطين تسولاس ووزيرة التعليم بدولة اليونان الذين لم يستطيعوا الحضور بسبب كثرة المسئوليات.
وقال أمير نبيه، رئيس الإدارة المركزية للاتفاقيات الدولية والبرامج الثقافية: “نعتز بمنتدى كفافيس في وزارة الثقافة لانه يعكس مدى التواصل والعمق الثقافي بين مصر واليونان، والليلة ونحن نحتفل بافتتاح الدورة الخامسة عشر، نتذكر مئات السنين التي جمعت بين الثقافة اليونانية والثقافة المصرية، ونؤكد على تواصلها عبر الأجيال. إن كفافيس بقدر ماحمل لنا من حيرة وبحث عن طريق، بقدر ما أضاء لنا فرص أخرى للتعايش والتواصل والاتصال. لقد مر بحياته بالتواجد في اماكن عدة؛ مصر واليونان واكثر من دولة أخرى وهو بعبوره في هذه الأمكان، أكد على قيمة واحدة وهي ان الوطن هو الانسان وان الانسان عندما يعثر على نفسه فإنه يعثر على وطنه ويشجع الآخرين على الاتصال به.”