المشهد الثامن: الاعتدال والوسطية
* كان يعلم أن الطريق الوسطي خلصت كثيرين, فهو صاحب مدرسة الاعتدالية, واعتدالية الإنسان تساعده في حياته الروحية,
المشهد التاسع: الإفراز والتمييز
* اجتمع القديس الأنبا أنطونيوس مع آباء البرية لكي ما يسألوه: ما هي الفضيلة الأولي في حياة الإنسان؟ فقال: إن الإفراز والتمييز هما الفضيلة الأولي في حياة الإنسان التي يعرف بها أن يميز بين الخير والشر, بين اللائق وغير اللائق, بين المناسب وغير المناسب.
المشهد العاشر: الشهادة للمسيح
* سيرة الأنبا أنطونيوس وسيلة جيدة ساعدت في توبة كثيرين, وعندما نفي البابا أثناسيوس (5مرات), استغل فترة خلوته ونفيه وسجل حياة الأنبا أنطونيوس, وانتظرت حياة هذا الناسك المصري في أوروبا, وكانت سببا في توبة كثيرين مثل القديس أغسطينوس ابن الدموع.
* كن إيجابيا في حياتك أسهل شيء أن تشكو وتنتقد, أما الأفضل أن تكون إيجابيا في المواقف.
* سيرة الأنبا أنطونيوس فخر لنا كمصريين, ونفتخر أن علي أرضنا دير الأنبا أنطونيوس أقدم الأديرة حيث يرجع تاريخه إلي أيام الأنبا أنطونيوس.
==
سيرة الأنبا أنطونيوس بمثابة أيقونة في الكنيسة
==
58- الأنبا أنطونيوس والبرية أيقونة البرية
رسم
أنت خرجت من هذا العالم بغير إرادتك, أما أنا فسأخرج من هذا العالم بإرادتي
(ق.الأنبا الأنطونيوس)
======
* القديس الأنبا أنطونيوس هو أحد القديسين الذين نفتخر بهم وبسيرتهم العطرة.. أعطاه الله العمر الطويل الذي تعدي 105 سنوات, ولم تقع أسنانه, ومع تلك الشيخوخة نجده ينزل الإسكندرية ليساند البابا أثناسيوس الرسولي, بالرغم من أن عمره كان أكثر من مائة عام.
* يطلق علي الأنبا أنطونيوس أيقونة البرية.. تري ما الذي جعل الأنبا أنطونيوس يتجه إلي البرية؟ إلي هذه الحياة البعيدة عن العمران؟ وكيف تحمل تحديات الحياة في البرية؟
أولا: الإنجيل
1- كلمة مغروسة: محبة الإنجيل كانت مغروسة في قلب ودم الأنبا أنطونيوس, وهذا واضح في إجابته عندما سئل وهو قديس ناسك وكبير: كيف يستطيع الإنسان التحكم في الأفكار السيئة التي تأتي في خاطره؟, فأجاب: اقرأ العتيقة ثم الجديدة, وأنته من الجديدة ثم أرجع إلي العتيقة.
* كنيستنا بكل ما فيها مبني علي الإنجيل, فالتسبحة التي نصليها مأخوذة من الإنجيل, وكذلك الأجبية مأخوذة من الإنجيل, وذلك لكي تغرس الكلمة في نفوس شعبها.
2- كلمة معزية:
حينما يشعر الإنسان أن طريق ربنا صعب أو لا يوجد به تعزية أو يشعر بالملل, لا يجد أمامه حلا إلا محبته للكتاب المقدس وأن يلهج في ناموسه نهارا وليلا.
3- كلمة مشبعة: أساس حياتنا الروحية في كل يوم هو علاقتنا بالكتاب المقدس لكل كمال رأيت حدا, أما وصيتك فواسعة جدا (مز119:96), بمعني أنه لن يأتي يوم يقول فيه الإنسان: إنني انتهيت وشبعت من الكتاب المقدس وسأبحث عن غيره.
* في العالم توجد معاهد متخصصة لأجل الكلمة المقدسة, وتدرس في الإنجيل كل شيء.
4- كلمة حياة: دائما يقولون إن الواحد عندما يذهب لمقابلة شخص مهم يعد بيانات عنه مثل: C.V عن عمره ومكان ولادته, وشكل حياته الاجتماعية. وأنت لكي تعرف وتعيش وتتعلم مسيحك فلا يكون هذا إلا من خلال الكلمة المقدسة.
==
لكي تكون لك محبة الإنجيل مثل الأنبا أنطونيوس, يجب أن تكون علاقتك بالإنجيل: قراءة, دراسة, حفظ, حديث, تأمل, وحياة معاشة في كل يوم.
==
ثانيا: الكنيسة
1- محطة اللقاء: الأنبا أنطونيوس هو ثمرة نبتت من الكنيسة, ومازالت هذه النبتة حية إلي هذا اليوم.. كان يعتبر أن الكنيسة محطة للقاء المسيح, ومحطة الفرح اليومي له, وصارت الكنيسة هي كيانه كله.
2- هيكل الله: محبة الأنبا أنطونيوس للكنيسة ليست محبة للجدران, وإنما أيضا للكنيسة ككيان نكبر فيه, حتي إن الكتاب يقول لنا: أما تعلمون أنكم هيكل الله, وروح الله يسكن فيكم؟ (1كو3:16).. فلنتصور معا أن كل شخص هو هيكل لله وروح الله ساكن فيه.
3- حياة تسليم: محبة الأنبا أنطونيوس للكنيسة هي محبته للتراث القديم, وإيمانها المستقيم, وطقسها الجميل, والممارسات الروحية التي نمارسها جميعا في صلواتنا وطقوسنا وأعيادنا والذي نعيش عليه حتي اليوم, فكنيستنا عمرها ألفا سنة تقريبا, وهذه السنوات بالنسبة للكنيسة كالطبقات مرصوصة فوق بعضها.. فنحن نحيا هذه الحياة ونسميها: حياة التسليم, مثل الألحان التي تسلمناها.
ثالثا: الآباء
1- سير النساك: في أيام الأنبا أنطونيوس لم يسكن في البرية قديسون كثيرون, لكن كان هناك بعض النساك هنا أو هناك, وأيضا بعض المتوحدين هنا وهناك, وكان أشهرهم الأنبا بولا, وكانت تلك السير تصل إلي الأسماع خارج نطاق مصر مثل المتوحدين الذين كانوا في منطقة البحر الميت في فلسطين وبعض مناطق أخري أيضا.
2- قديسو الكتاب: قديسو الكتاب المقدس وأشهرهم القديس يوحنا المعمدان, والقديس إيليا النبي, فمحبة الآباء وقراءة سيرهم أوجدت في قلبه محبة الاتجاه إلي البرية.
* من السمات المميزة عندنا نحن كأقباط في وسط شعوب العالم كله أنه عندما نريد أن نأخذ بركة أو نتنزه نقول: تعالوا نذهب إلي الدير.. فالدير وسيلة لسمو وترقية الحياة الروحية في نفوس المؤمنين, فعندما ننظر إلي خريطة مصر نجد ديرا هنا وآخر هناك, فوظيفة هذه الأديرة الكثيرة رفع الحياة الروحية للمؤمنين.
=====
59- يوحنا ذهبي الفم إعلاء الحق
إن لم نربح خلاص إخوتنا هنا, فلن نحصل علي خلاص نفوسنا هناك
(ق. يوحنا ذهبي الفم)
=====
* يوحنا ذهبي الفم عاش في القرن الرابع الميلادي وهو (أحد الأقمار الثلاثة) كما تسميه الكنيسة اليونانية, مع القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس اللاهوتي, وكان بطريركا لمدينة القسطنطينية.
أولا: ولادته
ولد في عام 347م, والده كان قائدا في الجيش الروماني في سوريا, وأمه كان اسمها أنثوسا, وبعد أربع سنوات توفي زوجها (والد القديس يوحنا), وتركها شابة غنية وجميلة, وتوفيت ابنتها (أخت القديس يوحنا) بعد وفاة الوالد, فصارت أرملة فربت يوحنا تربية رائعة, وعندما دعيت لزواج آخر رفضت وقالت إنها تعيش من أجل ابنها.
ثانيا: دراسته
* نبغ يوحنا في دراسة المحاماة.
ثالثا: صداقته
* له صديق اسمه باسيليوس, وقد أحب الاثنان الله, وكرسا حياتهما, وساعدا بعضهما أن يعيشا حياة التعب لله, ودعيا الاثنان للكهنوت لكن عندما جاء وقت الرسامة هرب يوحنا من الرسامة, وتمت رسامة باسيليوس, وكانت حجة القديس يوحنا أن له ميولا للحياة بالدير.
رابعا: رهبنته
* كان يحيا الممارسات الرهبانية وتدريباتها الروحية في بيته إلي أن انتقلت والدته, فاتجه للدير وصار راهبا, وبعد قليل اختير لكي ما يخدم كراهب كاهن, وفي النهاية عاش في الدير حياة طيبة جدا.
* وفي زمنه نشطت الحياة الرهبانية, وعندما زار مصر رأي البرية بكل سكانها ونساكها ورهبانها, كان كل راهب في قلايته, والأديرة لم يكن بها أسوار, فكانت القلالي متناثرة في الصحراء يخرج منها نور بسيط لشمعة أو قنديل, وكان المنظر في الليل جميلا (النجوم في السماء والقلالي منيرة في البرية), فقال عبارة مشهورة: السماء بكل نجومها ليست في جمال برية مصر بكل نساكها, وكان يقول للرهبان والآباء في أنطاكية: هلموا إلي برية مصر لتروها أفضل من أي فردوس.