ثانيا: التعرف القلبي:
1- الرؤية: امتاز يوحنا بما يسمي بموهبة التعرف القلبي.. ففي معجزة صيد 153 سمكة, حين ذهب 7 من التلاميذ كي يصطادوا طوال الليل, ولكن بلا جدوي, وفي بداية النهار رأوا شخصا علي شاطئ بحيرة طبرية يسألهم إذا كان معهم إداما (طعاما) فقالوا: لا.. فقال لهم: ألقوا الشباك علي جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمكا, فأطاعوا وبالفعل اصطادوا سمكا كثيرا (153 سمكة), والصيادون المختبرون يعرفون أن الصيد يكون ليلا وليس في بداية النهار, ولم يعرفوا من الذي قال لهم هذا, ولكن واحدا منهم فقط صرخ وقال: هو الرب, وهذا كان يوحنا الحبيب.
2- المقابلة: السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل, في طفل صغير, عند البئر, عند الشجرة, ليلا مثل نيقوديموس, وسط الزحام الشديد, حتي وهو مصلوب علي الصليب مثل اللص اليمين.
3- الصوت: مريم المجدلية عند القبر لم تر المسيح, ولكن عندما نطق باسمها وقال: يا مريم صرخت ربوني, وأمسكت به ولم ترد أن تتركه.
4- الحضور: أيضا تلميذا عمواس كانا يتكلمان مع المسيح ولم يعرفاه إلا عند كسر الخبز فاختفي عن عيونهم.
* ما فعله السيد المسيح مع المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع أن يفعله اليوم مع كل شخص منا: في غرفته, في عمله, في خدمته.. فدرب نفسك علي هذه الموهبة القلبية حضور المسيح.
==
هذه الأسفار أعطيت لنا لكي ما نعرف طريقنا.. فالمحبة (الإنجيل) هي طريقنا إلي قلب يسوع. والكنيسة (الرسائل) هي طريق السماء (الرؤيا).
==
ثالثا: أسفار يوحنا
لماذا كتب يوحنا أسفاره؟
1- الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبون المسيح.
2- الرسائل: لتعرفوا كيف تحبون الكنيسة
3- الرؤيا: لتعرفوا كيف تحبون السماء.
رابعا: سمات إنجيل يوحنا
1- لاهوت:
لتثبيت الإيمان فكتبه بطبيعة لاهوتية.
2- دفاعي:
للدفاع عن الإيمان وتصحيح الأفكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول.
3- تعليمي:
ليعلمنا المحبة الإلهية.
4- كرازي:
هو رسالة الأبدية.
خامسا: تقسيم إنجيل يوحنا
1- المقدمة: نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس.
2- المعجزات: (1-12): به 8 معجزات.
3- الآلام: (13-20): شرح تفصيلي لآلام المسيح إلي القيامة, والأصحاح 17 نسميه قدس الأقداس, وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح, هي أن يكون الجميع واحدا (الفرد- البيت- الكنيسة- كنائس العالم كله).
4- الخاتمة: (الأصحاح 21).
سادسا: ألقاب يوحنا
1- الرسول: التلميذ.
2- الإنجيلي: البشير- اللاهوتي.
3- الرائي: كاتب الرؤيا.
4- الحبيب: فيلسوف المحبة, رسول المحبة, التلميذ الذي كان يسوع يحبه, والتلميذ الذي اتكأ علي صدر المسيح.
–
تدريب:
اقرأ إنجيل يوحنا, وعش داخله. وابحث فيه عن المحبة من آيات أو مواقف. واطلب من الله أن يعطيك موهبة التعرف عليه.
–
57- الأنبا أنطونيوس والإيجابية أيقونة الرهبنة
إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء, فيكون لك كنز في السماء, وتعال اتبعني (مت19:21).
===
الأنبا أنطونيوس حول فلسفة فراق الأحباء إلي شكل من أشكال الحياة التعبدية التي يعيشها ويمجد بها اسم الله
===
* الأنبا أنطونيوس قديس مصري أسس الرهبنة القبطية ومنها انتشرت الحياة الرهبانية في كل بقاع الأرض, فصارت الرهبنة هي فخر الكنيسة ومجدها في كل زمان وإلي مجيء ربنا يسوع المسيح.
من الفضائل التي نتعلمها من هذا القديس فضيلة الإيجابية.
ونستعرض لكم بعض مشاهد من حياة هذا القديس في الإيجابية:
المشهد الأول: التعلم من المواقف
* شاب صغير ينتقل والده من هذا العالم وكان عمره حوالي عشرين عاما وله أخت وثروة كبيرة.. وقف أمام أبيه الذي انتقل وقال له: أنت خرجت من هذا العالم بغير إرادتك, أما أنا فسأخرج من هذا العالم بإرادتي, لم يستغرق في الحزن والألم, بل آمن أن حياته مرتبة من خلال الله.
المشهد الثاني: سماع صوت الله
عندما دخل الكنيسة منصتا للقراءات الكنسية وسمع عبارة: إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء, فيكون لك كنز في السماء, وتعال اتبعني (مت19:21), اعتبرها رسالة موجهة له شخصيا.
ما أجمل أن يأخذ الإنسان كلمات الكتاب المقدس كرسالة شخصية له:
* إن أردت أن تكون كاملا: وهنا يستخدم الإرادة.
* فاذهب وبع أملاكك: وكان ذا أملاك كثيرة.
* وأعط الفقراء: هذا يعني ضغطا علي ذاته.
* فيكون لك كنز في السماء: درجة من درجات الإيمان.
* وتعال اتبعني: النصيب الذي تركه أبوه له ولأخته وزعه وترك جزءا لأجل أخته التي تكرست في إحدي بيوت العذاري.
المشهد الثالث: التعامل بموضوعية
* دخل البرية القريبة وكان هناك بعض النساك لكن لا تضمهم حياة ديرية, فجاءت امرأة لكي ما تستحم في النهر, قال لها: هذه المنطقة منطقة نساك. فأجابت: من أراد أن يعيش النسك فليدخل البرية الجوانية, وأخذ إجابتها علي أنها رسالة من الله, وانطلق في أعماق الصحراء.. كان من الممكن أن يأخذ الحديث شكلا آخر (يوبخها أو يطردها), ولكنه اختار أن يكون إيجابيا وينتفع بكلام المرأة.
المشهد الرابع: عمل النعمة
* عندما زاره مجموعة من الرهبان وجلسوا معه يسألونه أسئلة كثيرة.. ولكن واحدا من هؤلاء الرهبان جلس صامتا لا يتكلم, فسأله القديس الأنبا أنطونيوس: لماذا لا تسأل؟ فأجاب: يكفيني النظر إلي وجهك يا أبانا, وهذا يكشف مقدار النعمة التي كانت علي وجهه.
المشهد الخامس: حياة التلمذة
* ذات يوم جاءته رسالة من الإمبراطور, وكان الرهبان الموجودون شغوفين لمعرفة ما بداخل هذه الرسالة, أما القديس فطرح الرسالة جانبا ليعطيهم تعليما ويستغل هذا الموقف بإيجابية, ويقول لهم: أنتم تفرحون برسالة أرسلها الإمبراطور! لكن هل تفرحون نفس الفرحة بالرسالة اليومية التي يرسلها إلينا الله من خلال الكتاب المقدس؟
المشهد السادس: الشعور بالمسئولية
* كان راهبا في البرية وليس له علاقة بالعالم, لكنه سمع أن المؤمنين يتعرضون للاستشهاد, فنزل من البرية لمواضع الاستشهاد لكي يشجعهم ويثبتهم علي الإيمان, وقال: لابد أن أكون إيجابيا.
–
قيل عن الذين سفكوا دماءهم من أجل المسيح الاستشهاد الأحمر, وعن الذين عاشوا في البرية الاستشهاد الأبيض.
–
المشهد السابع: الحفاظ علي الإيمان
* حينما انتشرت هرطقة أريوس, نزل الأنبا أنطونيوس من البرية إلي الإسكندرية ليدافع مع القديس أثناسيوس عن الإيمان المستقيم, وكتب التاريخ تقول: لولا أثناسيوس لصار العالم كله أريوسيا. وحفظ الأنبا أنطونيوس سلامة الكنيسة, وأريوس تمت محاكمته في مجمع نيقية (مقاومة الهرطقة مشهد إيجابي).. مع أن القديس أنطونيوس رجل صلاة ورجل برية.