تتجلي عظمة مارمرقس في نواح متعددة منها:
أولا: بيت مارمرقس:
* نشأ في منطقة غنية في ليبيا, وكانت أسرته غنية.. وقد سافر من ليبيا إلي مناطق فلسطين, وكانت أمه مريم إنسانة تقية, وكان بيتها مقرا للعبادة والصلاة, وتمت فيه أهم الأحداث مثل:
1- غسل الأرجل: غسل السيد المسيح له المجد أرجل تلاميذه.
2- صنع الفصح: صنع السيد المسيح له المجد الفصح, وأسس سر الإفخارستيا.
3- حلول الروح القدس: حل الروح القدس علي التلاميذ والرسل والمؤمنين في يوم الخمسين, ويعتبر هذا البيت هو أول كنيسة عرفتها المسيحية باعتبار أن الكنيسة جماعة المؤمنين.
4- اجتماع الصلاة: اجتمع فيه التلاميذ والرسل والمؤمنون مواظبين علي الصلاة.
* يقول يوحنا ذهبي الفم: إن الأسرة أيقونة الكنيسة, فإذا كانت هذه الأيقونة مقدسة ومباركة.. فبالتأكيد سيكون أبناؤها مقدسين ومباركين وهكذا نشأ مارمرقس.
ثانيا: تلمذته للمسيح:
* لما انتقل من أفريقيا في ليبيا إلي آسيا في فلسطين, كانت تلمذته للسيد المسيح في مراحل كثيرة منها:
1- التعليم بالسماع: سمع تعاليمه وأمثاله وشروحاته وكتب منها إنجيله.
2- التعليم بالقدوة: وهو أرقي أنواع التعليم فقد رأي مارمرقس حياة السيد المسيح وتصرفاته وعايشه.
3- رؤية المعجزات: فقد شاهد السيد المسيح في معجزاته.
ثالثا: كرازته النارية:
* جاء إلي مصر ودخل مدينة الإسكندرية وكان بمفرده.. ماذا كان يحمل معه في هذه الكرازة التي تظهر عظمته وروحانيته:
1- الإيمان القوي: الإسكندرية في هذا التوقيت كان يسكنها ثلاثة أرباع مليون نسمة, وكان يسكنها أجناس مختلفة يعملون في الصناعة والتجارة والجيش.. منهم: عبيد وأسياد, وبعضهم يونانيون, وآخرون رومانيون ويهود وإيطاليون وهنود, ومن فارس والنوبة والحبشة, مما جعل الإسكندرية توصف بأنهما: كوزموبوليتان, وتعني مدينة عالمية, وحتي يومنا هذا الأبنية الموجودة فيها تنتمي إلي حضارات مختلفة, ووصلت الإسكندرية إلي أن تكون عاصمة العالم الثقافية.
* في هذا العالم الصغير المترامي الثقافات.. بدأ قديسنا مرقس يحمل في داخله هذا الإيمان القوي الذي كان وقودا في الرحلة الطويلة من ليبيا إلي الإسكندرية, كان يمتلك الإيمان, وأعتقد أن إيمانه القوي كان ينبع من النبوة التي ذكرت في سفر إشعياء: في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر (إش19:19), أتمني لو جاءنا اليوم بعدما يقرب من ألفي سنة وشاهد مدينة الإسكندرية, وكيف انتشر إيمانه القوي في كل ربوع مصر عبر التاريخ الطويل.. أعتقد أنه سيكون فرحا جدا وسيشعر بالثمر الوفير الذي قدمه من خلال هذا الإيمان القوي المعاش وحياة الامتلاء الحقيقية بالمسيح.. فقد كانا هما البذرة القوية لهذا الحضور بالإسكندرية ونقل الإيمان بالمسيح.
==
العظيم
يبني النجاح من النجاح,
الأعظم
يبني النجاح من الفشل.
==
2- الغيرة والحماس: طريق المسيحية إلي الإسكندرية من خلال مارمرقس لم يكن مفروشا بالورد والحرير, فقد كانت هناك صعوبات شديدة, وبالتأكيد عاصمة العالم الفلسفية الممتلئة بالثقافات والفلسفات والمذاهب كانت تحديا كبيرا بالنسبة له.
* لكن الله دبر له كل شيء, ولأن مارمرقس كان نفسه طويلا ولا ييأس ولا يحبط بسهولة نجح في كرازة الإسكندرية.. وهذا يبين مقدار عظمة مارمرقس.
3- طول البال: الاستخدام الجيد لعنصر الوقت والزمن هما من أهم عوامل النجاح.. عنصر الوقت أو عامل الزمن هو الذي يثمر.
* من الملامح الموجودة في كنيستنا أن صلاتها ممتدة, فمثلا القداس ساعتين أو ثلاث, العشية والتسبحة.. وهكذا هذه الحياة الروحية الممتدة الإنسان أحياها لأنه يحتاج لعنصر الوقت حتي يستطيع أن يستفيد.
* مارمرقس كان مثابرا وجهاده طويلا, ولذلك الثمر كان وفيرا, المثابرة ميزته بروح الخدمة الحقيقية.
* استخدم مارمرقس كلمة للوقت (في الحال) في إنجيله 32 مرة, إحساسك في نهاية قراءة إنجيل مرقس: تشعر أن نفسك طويل لأنه إنجيل سريع الأحداث, وسريع التقرير عما ذكر من أحداث حياة السيد المسيح, ينتقل من نقطة لنقطة وهو في حال المثابرة, يعمل كل شيء بدون إهدار وقت.
* الخادم الشاطر ليس له نهاية (تاريخ انتهاء).. يخدم لآخر وقت في مثابرة في طول أناة.. يعمل بصورة مستمرة ومنتظمة وطول بال ومثابرة لوقت طويل.
4- إنكار الذات: كان منكرا لذاته يعمل فقط, ومن العبارات التي ذكرها عن السيد المسيح في: من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني (مر8:34).
5- محبة الصلاة: كان يذكر عبارات الصلاة كثيرا عن السيد المسيح منها: اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة (مر14:38).
رابعا: ميراث مارمرقس:
1- إنجيل: انفرد بأنه ذكر في العبارة الأولي بدء إنجيل.
2- مدرسة: مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بكل أبعادها.
3- قداس: المعروف الآن باسم القداس الكيرلسي.
4- كنيسة: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, الكنيسة المصرية.
–
56- يوحنا الحبيب فيلسوف المحبة
قال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس: هو الرب (يو7:21).
* القديس يوحنا صياد سمك من عائلة ميسورة, ومعني اسمه (الله يتحنن) وأبوه زبدي (هبة الله), وأمه سالومي (سلام صهيون), وأخوه يعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثني عشر.
أولا: مكانه ومكانته
1- صدر المسيح: هو القديس الذي كان يتكئ علي صدر السيد المسيح, فقد كان قريبا جدا من قلب المسيح.
2- رعاية العذراء: هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعي أمه.
3- التلميذ المحبوب: هو الذي كتب عن نفسه: التلميذ الذي كان يسوع يحبه, هذا يجعلنا نغير منه ونطلب أن نصير مثله.
4- فيلسوف المحبة: عندما كبر في السن كان يحمله تلاميذه ليقول العظة وكانت عظته من 3 كلمات فقط أحبوا بعضكم بعضا.