بالرغم من عمله في مجال الهندسة إلا أن حبه للرسم لم يمنعه من ممارسة موهبته التي لاقت استحسان الكثيرين عند عرضها في المسابقات أو على مواقع التواصل الاجتماعي, وإعمالاً بآيه ” لا تهمل الموهبة التي فيك ” فإنه يعمل جاهداً على الوزنة المعطاة له, فأصبح مهندساً في الصباح ورساماً بالمساء .
ولأن رسوماته تهدف لتكون ذات معني وهدف, اقتربنا من فناناً للتعرف عليه عن قرب وكان هذا الحوار:
في البداية حدثنا فناننا قائلاً: اسمي بيتر محسن بشاي، عمري 27 عاماً ، من محافظة أسيوط – مركز أبوتيج ، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية – جامعة أسيوط، أعمل حالياً مهندس تنفيذ بشركة مقاولات بالقاهرة بالإضافة إلي الرسم كعمل إضافي..
وتابع, بجانب عملي في مجال الهندسة, هناك نصيحة غيرت حياتي , وهي “اهتم بموهبتك في الرسم، لا تهمل الموهبة التي فيك”, تلك كانت نصيحة من أبينا المحبوب الأنبا أندراوس مطران إيبارشية أبوتيج وصدفا والغنايم, عندما قدمت له هدية بورتريه لنيافته بمناسبة عيد سيامته, و”عملت بالنصيحة” …
وتتلخص حياتي مع الرسم في أربع نقاط :-
1- تشجيع الأسرة: كان أبي أول من علمني الرسم بطريقة المربعات و هي طريقة لتكبير الصور الصغيرة بنسب هندسية.. كان عمري وقتها 10 سنوات.. حيث أبي يعمل مدرساً بمدرسة الصناعية النسيجية بأبوتيج، أيضا دعم و تشجيع أمي و أخوتي و أصدقائي لكل عمل فني أنفذه.
2-رعاية الكنيسة و مدارس الأحد: تنظم كنيسة مار مرقس بأبوتيج معرض سنوي للأعمال الفنية لجميع المراحل العمرية بطريقة تنافسية مشجعة بمناسبة أعياد النيروز،
كنت أشارك فيها ونلت إعجاب المقيمين والزائرين مما حفزني للاهتمام بالموهبة و تطويرها.
3- انضمامي لمجموعة مارمرقس الكشفية بأبوتيج، وأحد أبرز قادتها سابقا نيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس، كان للكشافة تأثير إيجابي كبير على شخصيتي عامة وموهبتي خاصة، إلى أن أصبحت قائداً للجنة الإعلام فيها.
4- التحاقي بفريق بينشتي بمرحلة الجامعة، وهو فريق كنسي خدمي متميز خاص للموهوبين بمجال فن الرسم و التصوير و الأعمال الفنية المختلفة، و ساعد كثيراً في تنمية مهارة رسمي خاصة بخامة الألوان الزيتية.
واكمل “بيتر ” قائلاً :في ظل ذلك الاهتمام والرعاية والتشجيع من الأسرة والكنيسة نمت موهبتي وأعطوني إحساسا بالتميز والتقدير.
وتابع :اجتزت الثانوية العامة شعبة رياضيات بمجموع 98.4% ,والتحقت بكلية الهندسة جامعة أسيوط، زاد اهتمامي بالرسم في مرحلة جامعة وتعلمت الرسم بالألوان الزيتية في السنة الرابعة.
وكانت أول لوحة زيتية أرسمها لرئيس الملائكة ميخائيل.
واضاف :سافرت إلى القاهرة للعمل كمهندس بشركة مقاولات، وهنا حدثت طفرة ملحوظة في موهبتي، لوجود وقت فراغ كبير بعد عملي بالموقع، كان الرسم صديق يؤنس غربتي، كان أفضل طريقة للتعبير عن أفكاري و مشاعري، وأصبحت أدوات الرسم من الأشياء الأساسية في شنطة سفري دائما.
وتابع :رأيت أن الفن لا يكمن في دقة الرسم على قدر ما يكمن في المعنى الذي يقدمه, فالدقة تثير إعجاب وقتي وسطحي, لكن المحتوى يخاطب العقل و يتلامس مع الوجدان.
وقال “بيتر” :استهدفت دائما ان تكون رسوماتي ذات معني وهدف, كانت أول قضية تناولتها الطفل السوري الغريق، وكيف أن العالم بكامل مؤسساته عاجز عن حل القضية السورية.. و يدفع الثمن أبرياء لا علاقة لهم بالصراعات.
وتابع : أردت أن يكون الفن علاجاً لمجتمع مقيد بالمظاهر والماديات مهملا بذلك العمق والقيم والحياة المفعمة بالعاطفة الناضجة السوية.
(فالحب هو دافعنا ووسيلتنا وغايتنا، ذلك الاهتمام الذي بدون مقابل هو ما تحتاج أرواحنا، أن يكون في داخلنا حياة كما في تلك النظرة)
(الحياة مغامرة ممتعة عندما نكون معاً)
(الأطفال رسالة مواساة لهذا العالم.. ما أجمل أن نحافظ على الطفل الذي بداخلنا. )
( الأمر يتعدى التجرد من ملابسه..
فقد تجرد من كرامته وعزته وطفولته ..
ما لم نشعر بآلام الآخرين.. لا يمكننا تخفيف آلامنا.. )
وقال “بيتر ” : أنا شخص نباتي في اعتقادي أن الحيوان لديه فكر ومشاعر كالإنسان لا يجوز افتراسه، وأن فطرة بني آدم منذ البدء هو أن يأكلوا من شجر الجنة و ثمارها. و هذا اعتقاد و رأي شخصي .
وتابع :رسمت أيضا عدة بورتريهات لشخصيات أثرت في حياتي أبرزها بورترية المسيح الصورة و المثال
( ملامحه تجمع ما بين الوداعة والقوة، البساطة والحكمة، المرآه التي يجب أن ننظر إليها و نكون على صورتها)
( بورتريه للممثل دوني ين في فيلم ip man وهو فيلمي المفضل الملئ بالقيم الانسانية الرائعة بأجزائه المختلفة)
(و بما أن باب النجار مخلع فقررت أصلحه وأرسم بورترية لنفسي.)
وقال “بيتر ” : نصحني الكثير من أصدقائي باستغلال الموهبة في مجال العمل فهي وزنة وعطية تتاجر بها كعمل إضافي
وبالفعل عملت في مرسمين بالقاهرة ورسمت معهم عدة كنائس أبرزهم كنيسة العذراء و الأنبا أنطونيوس بمدينة بدر
أعمل مهندساً صباحاً ورساماً مساءً، ربما الأمر مرهقاً والمجهود البدني كبير إلا أنني أشعر بالسعادة لعملي بمجال أحبه..
وأختتم حديثه قائلاً :طموحي أن أصبح صاحب مرسم وأعمل مهندس تصميم ,وفي مخيلتي عدة مواضيع سوف اقوم برسمها لاحقاً إن شاء الرب وعشنا.