على الرغم من مرور 49 عاما على رحيل الرئيس المصرى ” جمال عبد الناصر ” الا إنه لا يزال محل جدل بين المؤرخين والسياسين والكتاب , فكل منهم يرى عبد الناصر بشكل مختلف ,فمنهم من يراه زعيم الأمه , ومنهم من يراه سببا فى كل المشكلات السياسة التى نواجهها فى تاريخنا المعاصر , وبمرور ذكرى وفاته , نرصد أسباب الخلاف .
يقول الكاتب والمؤرخ- عباس الطرابيلى : “عبد الناصر لم يمت مرة واحدة بل مات مرات عديد وإن كان الموت الجسدى –الأخير – هو ما حدث فى يوم 28/9/1970 م , ولكن عبد الناصر ذاته مات أكثر من مرة , المرة الأولى يوم 28 سبتمبر 1961 وهو يوم انفصال سوريا عن الجمهورية العربية، إثر انقلاب عسكرى موله كبار رجال الأعمال بقيادة عبدالكريم النحلاوى،. لأن هذا الانفصال دمر حلم عبدالناصر، الذى كان يحلم بإنشاء الولايات العربية المتحدة ولأنه.. وبسبب هذا الانفصال- بدأت زعامة الرجل تهتز كثيرًا وبشدة.. ويقول المحيطون به إنه فى هذا اليوم أصيب عبدالناصر بمرض السكر الذى لازمه ما بقى له من عمر.المرة الثانية يوم 5 يونيه 1967 عندما عرف حقيقة ما أصاب القوات المسلحة، وبالتالى تلك الهزيمة المدمرة التى أصابت الوطن، ومازلنا نعانى منها نحن كل المصريين، بل وتعانى معنا الدول المجاورة كلها.. ومهما قيل عن تمثيلية التنحى.. أكاد أقول إنه لو انتظر عبدالناصر يومين أو ثلاثة بعد 9 يونيه لما خرجت الجماهير تطالبه بالبقاء.. إذ كان جنود الجيش- الذين بقوا على قيد الحياة- لم يصلوا بعد إلى قراهم ونجوعهم.. وبالتالى لم يعرف الشعب- بعد- حقيقة وحجم هذه الهزيمة الرهيبة، لذلك يقول البعض إن عبدالناصر توفى بعد ساعات من معرفة حجم هذه الهزيمة .”
ويقول الكاتب الصحفى – محمد أبو شامة :” من الصعب أن نحكم حكم مطلق على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , فمقايس زمنه هو غير ظالم , أما بمقايس زماننا الحالى هو سبب العديد من المشاكل السياسية الحالية ,وهذا لأن كل دوافع قرارته كانت تتوافق مع عصره , أما الأن فنحن نحصد ما زرعه عبد الناصر.”
ويكمل أبو شامة حديثه ويقول ” أنتميت للتيار الناصرى أثناء دراستى بالجامعة , وحتى الأن أحتفظ بصورة جمال عبد الناصر بمكتبى ,ولكن بعد أن بدأت حياتى العملية وزرت الصين التى تعتبر قلعة الأشتراكية القديمة , قرأت فى تاريخ تلك الدولة , أدركت أمور وملابسات قد تكون كانت خافية عن عبد الناصر نفسه , وبالتالى أدركت الاخطاء التى وقع فيها “ناصر ” والتى أثرت فى المجتمع المصرى والعربى خاصة فى مجال العمل السياسى فعلى سبيل المثال ,خلال الثلاث سنوات التى تبعت نكسة 1967م انشغلت الكيانات السياسة أنذاك بمناقشة سلبيات ما قبل النكسة وتوصلوا إلى أن أنغلاق العمل السياسى وقمع الحريات هم أكبر أسباب النكسة , وهى نفسها المشاكل السياسية التى نعانى منها بمصر والوطن العربى حتى الأن “.
أما عن أكبر أخطاء عبد الناصر هو عدم عودة الجيش لثكناته بعد ازمة عام 1954م , مما أضعف فرصه الأحزاب السياسية فى المشاركة فى العمل العام فى نطاق الحياة حياة ديمقراطية .
ويقول سيد مرسى – عضو الحزب الناصرى :” عبد الناصر لم يظلم أحد, بل خاطر بمستقبله وحياته أثناء ثورة يوليو , والهجوم الحالى على عبد الناصر غير مفهوم , فالزعيم الراحل خطط للثورة بدعم من الضباط الأحرار فى وقت كانت مصر كلها فيه ملك لمجموعة صغيرة من الناس وكان المجتمع المصرى فى ذلك الوقت مهو الا طبقة فقيرة تكاد تكون معدمة , فقامت الثورة لتنفذ عدة قوانين لإنقاذ المجتمع المصرى أهمها هو قانون الإصلاح الزراعى , أما عن قرارات ” ناصر ” السياسية , فى كانت مناسبة للمطلبات فترة حكم فى ظل وجود أعداء من كل اتجاه.”
من الجدير بالذكر أن الرئيس الراحل عبد الناصر ولد فى 15 يناير 1918 م بحى باكوس بمدينة الإسكندرية و تولى الرئاسة منذ عام 1956م حتى وفاته فى عام 1970م.