* المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية أول من أطلق العبارة التي صارت أيقونة عالمية «Yes We can.». نعم نستطيع
* الفريق سعد الدين الشاذلي يقوم بوصف التخطيط والتنفيذ لحرب أكتوبر و يعطي صورة واضحة عن سير العمليات وأداء الآلة الحربية المصرية
*مذكرات المشير عبد الغني الجمسي.. دراسة موضوعية يروي فيها ما حدث بإيجابياته وسلبياته
* المؤرخ جمال حماد يروي كيف جرى التخطيط لحرب أكتوبر ووقائع الصاعقة المصرية المجيدة
المذكرات نوع من أنواع الكتابة التاريخية يعني بوصف الأحداث وتعليلها، وبخاصة تلك التي لعب فيها كاتب المذكرات دورا أو تلك التي عايشها أو شهدها من قريب أو بعيد.
وقد انتشر أدب المذكرات بعد الحرب العالمية الثانية فأصبح من عادة القادة العسكريين ورؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزارات أن يفرغوا، في أواخر حياتهم، لكتابة مذكراتهم، وهناك رأي أن الفرنسيين فاقوا غيرهم من الشعوب في هذا الفن الأدبي. ومن أشهر كتاب المذكرات عندهم، الدوق “دو سان سيمون وشاتوبريان”. و”الجنرال ديغول “، أيضا هناك المذكرات التي كتبها الضابط الإنجليزي “المارشال مونتغمري”، والرئيسان “نستون تشرتشل “رئيس الوزراء بانجلترا و “ريتشارد نيكسون” رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم.
ولعل مذكرات حرب أكتوبر عام 1973 تعد نموذجا متميزا في هذا اللون “أدب المذكرات”، وعلى هذه الصفحة نعرض لبعض هذه المذكرات بأقلام بعض القادة العسكريين المصريين ممن كانوا شهودا على هذه الحرب المجيدة.
أولا : مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي
“مذكرات حرب أكتوبر” كتاب للفريق سعد الدين الشاذلي يؤرخ لأحداث حرب أكتوبر عام 1973 على الجبهة المصرية. فقد كان رئيسًا لهيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في ذلك الحين وكان من أشهر العسكريين المصريين والرأس المدبر وراء هذه العملية على حد تعبير البعض.
في هذه المذكرات، يقوم بوصف التخطيط والتنفيذ لحرب أكتوبر والأخطاء الجسيمة التي تلت النجاح الابتدائي المبهر، الصدام ما بين العسكريين والسياسيين، دور الاتحاد السوفييتي، ثم ما بعد الحرب من تصيد كباش فداء. هذا الكتاب يعطي صورة واضحة عن سير العمليات وأداء الآلة الحربية المصرية ومراحل اتخاذ القرار في مصر.
جاء في مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي أنه “في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 1405 “الثانية وخمس دقائق ظهرا” شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة “المآذن العالية”، وفي أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي”.( صدرت المذكرات عن أكثر من دار نشر منها: دار بحوث الشرق الأوسط الأميركية – سان فرانسيسكو،دار رؤية -2011 ).
ثانيا :مذكرات المشير محمد عبد الغني الجمسي
مذكرات الجمسي حول الحرب “هي دراسة موضوعية يروي فيها ما حدث بإيجابياته وسلبياته، فيقول الجمسي في كتابه :”ففي يوم 6 أكتوبر 1973 كنت في مركز عمليات القوات المسلحة أرتدي لبس الميدان، حيث بدأت الحرب الرابعة بين العرب وإسرائيل، وكنت أقوم بعملي فيها “رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة” هذه الحرب التي اشتركت فيها امتدادا لحروب سابقة في الصراع العربي الإسرائيلي.
كما يقول الجمسي “إذا كانت الحروب التي دارت بين إسرائيل والعرب تجذب الناس بأحداثها ونتائجها المباشرة، إلا أني كنت أشعر دائما أننا ـ نحن العرب ـ لا نتعمق في دراسة جذور الصراع العربي الإسرائيلي، ولا نعطي الأهمية الواجبة لمعرفة ما قامت به الصهيونية العالمية والدول الكبرى من تخطيط وما نفذته من أعمال في جميع المجالات، حتى أقامت دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين، وما قامت وتقوم به إسرائيل تؤيدها الدول الكبرى وتدعمها الصهيونية العالمية منذ إنشائها حتى اليوم، وبذلك يمكننا ـ نحن العرب ـ أن نتصور ونتوقع ما يخبئه المستقبل لهذه المنطقة من العالم، وما ننتظره من نتائج لهذا الصراع، وكيف نستعد لمواجهته في إطار الصراع الدولي الذي يشكل فيه الشرق الأوسط دورا بارزا” ( الهيئة المصرية العامة للكتاب )
ثالثا : مذكرات المشير أحمد إسماعيل
نحن نوثق لكتابات هذه الحرب المجيدة لابد أن نذكر وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل، الذي وضع خطة الحرب وقاد الجيش في نصر أكتوبر وكان المشير أحمد إسماعيل، أول من أطلق العبارة التي صارت أيقونة عالمية «Yes We can.». نعم نستطيع.
كتب المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية في حرب أكتوبر، مذكراته بخط يده بعد تركه الخدمة العسكرية بأربعة أشهر وظلت حبيسة الأدراج حتى ظهرت للنور بعد 40 عاما من حرب أكتوبر، ويقول المشير الراحل فى مقدمة مذكراته “اللهم اجعلني شكوراً واجعلني صبوراً واجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً، كما أدعـوه أن يوفقني في تذكر الحقائق، لكي أؤدي الأمانة لأصحابها، وأصحاب الأمانة هنا هم أهل وطني الذين يستحقون أن يقرأوا التاريخ. كما حدث بالفعل وليس كما تلونه الأهواء والانحيازات والمصالح، وعلى الرغم من أن كتابة المذكرات لا تحتاج إلى تبرير، خاصة عندما يتعلق الأمر بالذين يعملون في خدمة الوطن، فإنني أجد نفسي ملزماً بالتأكيد على أن ما دفعني هو شعوري ويقيني بأنني أديت جزءاً من واجبي نحو بلدي في تاريخ حياتي، ونظراً لأنني لم أكن مهتماً بالدعاية والإعلان عما فعلت، فوجئت أن الحقائق والوقائع طُمست، وأن التاريخ يتعرض للتحريف الذي يصل إلى حد التزوير، كما تعمد البعض أن ينسب أعمالي لغيري، بل إن هناك من تعمد تشويه الدوافع النبيلة لتلك الأعمال.
يتذكر الرجل الذي كان متقاعدًا في بيته قبل الحرب عندما استدعاه وزير الحربية وأبلغه بقرار إعفائه من منصبه كرئيس للأركان، كان ذلك يوم 12 سبتمبر1969.
يقول : “وبتُّ شهورًا طويلة أمارس حياتي كـ«لواء» متقاعد، أتقاضى معاشي، ولم ينقطع تفكيري عن القوات المسلحة، لدرجة أنني تخيلت نفسي وكأنني لا أزال في الخدمة، وتصورت ما كنت سأفعله حينذاك، وكتبت تقريرًا عما يمكن أن تقوم به القوات المسلحة في أي عمليات مقبلة لاقتحام قناة السويس والانطلاق لتحرير الأرض، وفي فجر 14 مايو 1971 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارا بتعييني رئيسا للمخابرات العامة، وبدأت أمارس مهمتي الجديدة، التي جعلتني قريبا جدّا من القوات المسلحة ورفاق السلاح والعمر، لكنني رغم تلك المشاركة؛ فلم أتوقع – كما ذكرت يوما- أن أعود للخدمة في صفوفها مرة أخرى “.
وأضاف: كنت بحكم عملي كرئيس لجهاز المخابرات العامة أقابل السادات بشكل مستمر، وكنت أعلم أنه لديه نية قوية لإعلان الحرب على إسرائيل، فانتهزت الفرصة وعرضت عليه خطة حرب أكتوبر وتحرير سيناء على مراحل، والحصول على جزء من الضفة، وأعطيته المقال والخطاب اللذين كنت أريد إرسالهما قبل ذلك إلى الرئيس عبدالناصر.
“.. كان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 24 أكتوبر 1972 في مكتب الرئيس بالجيزة في الساعة التاسعة مساء أخطر اجتماع تاريخي، إذا أردنا أن نقيّم الوثائق العسكرية لحرب أكتوبر، فقد حدد فيه السادات الموقف بحسم، دون أن يسمح بأي تراجع أو تشكيك، الموقف هو الحرب.. تحريك القضية عسكريّا، وأعلن للقادة في هذا الاجتماع أنه ليس الرجل الذي يناور لكي يحتفظ بكرسي الرئاسة.. وأعلن أنه لن يستسلم وأن الموت في سبيل الأرض أشرف من هذه الحياة المهينة.
وقال لأعضاء المجلس الأعلى إنه يستدعيهم؛ ليبلغهم هذا القرار المصيري؛ لا مناقشة في قرار الحرب؛ ولكن يجب الاستعداد بالتخطيط والدراسة، والاعتماد على ما نملك من تسليح.. وعلينا أن نعوض التفوق الإسرائيلي بروح العسكرية المصرية.. بروح المقاتل المصري.. بشجاعة الإنسان المصري.
و في 26 أكتوبر 1972الثالثة بعد الظهر في نهار رمضان أبلغه السادات بقرار تعيينه وزيراً للحربية بمنزل الرئيس نفسه بالجيزة.(والذى منحه أيضا رتبة المشير بعد الحرب) وكلفني بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة، تنفذها القوات المسلحة لتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيوني..”
(مشير النصر- مذكرات أحمد اسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر – صدرت عن دار نهضة مصر ، وقام بتحريرها الكاتب الصحفى مجدى الجلاد)
رابعا :كلمة السر في حرب أكتوبر
وقد كشف الكاتب الصحفي الراحل عبدالله كمال، عن كواليس الكتاب الذي تم نشره تحت اسم “كلمة السر – مذكرات محمد حسنى مبارك من يونية 1967- أكتوبر 1973 ”، عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت، كتب ذكريات وأسرار حرب اكتوبر 1973 و المقدمة بخط يده حيث كان قائدا لسلاح الجو.
وقال كمال: إن الكتاب أملاه وسجل الوقائع وحرر النسخة الأصلية المرحوم الكاتب الدرامي والإعلامي “محمد الشناوي”، بتكليف من الرئيس الراحل أنور السادات (كما يذكر نجله حازم الشناوي ) في أن يجلس في جلسات مكثفة مع مبارك لرصد ما حدث خلال الفترة ما بين “1973- 1978”.
ويضيف عبد الله كمال :”إنه بعد أن أطلع على النص قام بتحريره وكتابة مقدمة تحليلية له بجانب دمج بعض الفصول وتغيير نظام الأبواب التي كانت بالكتاب، وجعل الكتابة أكثر ملاءمة للعصر الحالي، حيث إن اللغة الأصلية التي كُتب بها كانت لغة تناسب فترة السبعينيات، ” مؤكدا سعيه الحفاظ على روح النص المكتوبة بخط الكاتب الشناوي.
و هناك ظروف عديدة منعت خروج الكتاب بعد الانتهاء منه وفاة السادات ثم تولى مبارك للحكم حينها..
أوضحت مذكرات مبارك، أن الدكتور رشاد رشدي قد اعتذر للسادات عن كتابة مذكرات مبارك في الحرب لأنه كتب “البحث عن الذات” الكتاب الخاص بالراحل السادات، خوفا منه أن يكرر ذات الأسلوب في الكتابة.
وأظهرت المذكرات، أن مبارك قد كتبها في صورة “مبارزة” مع “مردخاي هود ” رئيس القوات الجوية الإسرائيلية أثناء حرب يونيو 1967، وحلل أسباب هزيمة مصر في يونيو، وأنهى المذكرات بإعلان انتصاره على “مردخاي هود” .
وأكد مبارك أن “الضربة الجوية” لم تكن معجزة أو أسطورة، لأن المقاتل المصري بإمكانه تحقيق هذه وأكبر منها إذا أتيحت عوامل النجاح.
على الغلاف الخلفي للكتاب، جاءت كلمات تؤكد على أن مذكرات حسني مبارك لها أهميتها التاريخية مهما كان موقفك السياسي منه، حيث جاء فيها: من حقك أن تختلف معه سياسيا ما شئت، حاكمه على فترة حكمه التي انتهت بمؤامرة أو بجزاء عادل. كما تحب، ولكن لا تنسى أن التاريخ لا يسجل أحداثه بشكل انتقائي متحيز، بل يسرد في صفحات أيامه التي يسجلها يوما بيوم وساعة بساعة وموقف بموقف، بطولات و هزائم، إخفاقات ونجاحات، خير وشر.. فالتاريخ يعلم أنه يوثق مسار بشرية لها ما لها وعليها ما عليها. ومن هنا كان قرار نهضة مصر بنشر مذكرات اللواء طيار محمد حسني مبارك، التي يوثق من خلالها حقيقة ما تعرضت له القوات الجوية المصرية في نكسة يونيو عام 1967، وكيف أعادت بناء نفسها لتكون رأس الحربة في نصر السادس من أكتوبر بعد ذلك بسبع سنوات في عام 1973.
لا تلمح في المذكرات شخصية مبارك الإنسان، ولكن تلمح شخصية الضابط العسكري الذي يحلل هزيمته في يونيو1967.
ويحلل خطة العدو الإسرائيلي، مؤكداً أنها لا تحمل أي ابداع عسكري بل تعتمد على سلاح متطوروحسب. ولا يمل من التأكيد على تميز العنصر البشري المصري شعبا وجيشاً…مذكرات كتبت في نهاية السبعينيات، وشاءت الأقدار الا تظهر إلا اليوم. ( دار نهضة مصر – تحرير عبد الله كمال ).
خامسًا: المعارك الحربية على الجبهة المصرية
“المعارك الحربية على الجبهة المصرية “، كتاب من تأليف المؤرخ العسكري جمال حماد، يتناول فيه وقائع حرب أكتوبر 1973.
لقد كانت حرب أكتوبر حدثاً فريداً بلا شك، بل نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. فقد تعرضت إسرائيل كدولة لمفاجأة إستراتيجية كاملة أفقدت الإسرائيليين ثقتهم في جيشهم وفي جهاز مخابراتهم، الذي كان يدعي أنه أقدر جهاز مخابرات في العالم خبرة بشئون الشرق الأوسط. كما تعرضت القوات الإسرائيلية على جبهتي سيناء والجولان لمفاجأة تكتيكية أفقدت أفرادها توازنهم، وأجبرتهم على الانسحاب من مواقعهم الأمامية. وكان الأمر الذي أدهش العالم هو نجاح مصر وسوريا في تحقيق المفاجأة على المستويين الإستراتيجي والتكتيكي – رغم التطور الهائل في وسائل الاستطلاع الحديثة – وقدرتهما على خداع جهازي المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية في وقت واحد. وبعد الانتصار الباهر الذي أحرزته قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر 1973 المجيدة، والذي استعادت به مصر كرامتها وشرفها وسمعتها أن يسجل هذا الكتاب الملحمة الحربية الفذة تسجيلاً أميناً بعيداً عن التحيز والمبالغة، وكذلك التحليل الفني لجميع أحداث ومواقف هذه الحرب بكل صراحة وصدق. مهتماً بإبراز نقاط الضعف والأخطاء التي ارتكبت نفس الاهتمام بنقاط القوة والتفوق التي ظهرت، إذ إن إبراز كلتا الناحيتين هو الوسيلة الصحيحة للاستفادة من دروس الحرب وتجاربها دون زيف أو خداع.
يتناول الكتاب : كيف جرى التخطيط لحرب أكتوبر 1973؟العبور العظيم وتحطيم خط بارليف، مرحلة إقامة رؤوس الكباري وصد الهجمات المضادة الإسرائيلية، كيف صدر القرار بتطوير الهجوم شرقا؟ ،المحاولات المصرية لتدمير ثغرة الدفرسوار، العمليات الإسرائيلية الرئيسية غرب قناة السويس، المحاولات الإسرائيلية للاستيلاء على مدينة السويس، محاولات شارون للاستيلاء على مدينة الإسماعيلية، لماذا وقع الخلاف بين الرئيس السادات والفريق سعد الشاذلي، العمليات الحربية في قطاع بورسعيد، العمليات الحربية في منطقة البحر الأحمر، من وقائع الصاعقة المصرية المجيدة خلال حرب أكتوبر.
أيضا نجد الكتاب يضم العديد من الملاحق التي تضمنت :
رسالة من الفريق سعد مأمون إلى جمال حماد، القصة الحقيقية لحصار موقع كبريت، الرسالة الأولى من الفريق سعد الشاذلي إلى جمال حماد ، رد جمال حماد على الرسالة الأولى للفريق سعد الشاذلي، الرسالة الثانية من الفريق سعد الشاذلي إلى جمال حماد، ورد جمال حماد على الرسالة الثانية، كيف التحمت الشرطة مع الجيش والشعب في حرب أكتوبر، نظام القيادة المصرية في حرب أكتوبر، نظام القيادة الإسرائيلية في حرب أكتوبر، ملحق صور أسماء وصور القادة الشهداء، قصيدة من وحي العبور.