بعد حرائق الغابات، تواصل الاحتجاجات الشعبية في لبنان ضد فرض الضرائب، واستمر خروج الآلاف من اللبنانيين، مساء أمس الخميس، واليوم الجمعة، احتجاجاً على أزمة اقتصادية، ونية الحكومة إقرار ضرائب جديدة، في تحركات أطلقها فرض رسوم مالية على الاتصالات عبر تطبيق واتساب.
في وسط بيروت وضواحيها وفي مختلف المناطق اللبنانية، تجمع المتظاهرون مرددين شعارات عدة بينها “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وتصاعد غضب الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي.
ودعا رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، اليوم الجمعة، رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تقديم استقالة الحكومة على خلفية الاحتجاجات المستمرة منذ يوم أمس في مختلف أنحاء البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
وقال جعجع في بيان إنه “يوجه دعوة صادقة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري لاستقالة هذه الحكومة نظرا لفشلها في وقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد مما أوصلنا إلى الحالة التي نحن فيها”.
وأضاف جعجع “أنا أعلم مدى الجهود التي بذلها الرئيس الحريري في سبيل استدراك الوضع، معتبراً أنّ “أفضل ما يمكن أن يقدّمه الحريري في هذه اللحظات الحرجة، هو تقديم استقالة هذه الحكومة تمهيدا لتشكيل حكومة أخرى مختلفة تماما وجديدة تستطيع قيادة عملية النهوض الاقتصادي المطلوبة في البلد”.
وتعهد لبنان العام الماضي باجراء إصلاحات هيكلية وخفض العجز في الموازنة العامة، مقابل حصوله على هبات وقروض بقيمة 11,6 مليار دولار أقرها مؤتمر “سيدر” الدولي الذي عقد في باريس.
ومع تأخر الحكومة في الايفاء بتعهداتها، أصدرت الوكالات العالمية للتصنيف الائتماني مراجعات سلبية لديون لبنان السيادية.
وعلى وقع التظاهرات الاحتجاجية، أعلن وزير الاتصالات محمد شقير ليلاً التراجع عن فرض هذا الرسم بناء على طلب الحريري.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية متصاعدة منذ فترة أدت مؤخراً إلى ارتفاع في سعر صرف الليرة في السوق السوداء الى 1600 مقابل الدولار. ولجأت المصارف ومكاتب الصرافة إلى الحد من بيع الدولار.